هولندا تواجه أسوء ركود اقتصادي منذ 100 عام!


لاهاي – هولندا بالعربي: على الرغم من تخصيص الحكومة الهولندية مليارات اليورو لدعم الاقتصاد الهولندي أثناء تفشي فيروس كورونا، إلا أن هولندا تواجه أسوأ حالة ركود اقتصادي في المائة عام الأخيرة، وفقًا لتقرير صادر حديثًا عن بنك “رابوبنك”.
ويتوقع الخبراء الذين شاركوا في التقرير أن الاقتصاد الهولندي سيتراجع بنسبة 6% هذا العام، لكنهم أضافوا أيضًا أن هولندا في وضع أفضل من العديد من دول الاتحاد الأوروبي.
De kop «Nederlandse economie in historisch diepe recessie, herstel langzaam» is na 6 uur gewijzigd naar «Nederlandse economie komt in historisch diepe recessie, herstel langzaam» https://t.co/IYAuZiK20l
— NOS Edits (@nosedits) June 8, 2020
واجهت هولندا أسوأ تراجع للاقتصاد في الربع الثاني هذا العام منذ مارس/أذار وحتى يونيو/حزيران عندما اضطرت غالبية القطاعات إلى الإغلاق إثر تفشي فيروس كورونا. وتضررت صناعة المطاعم والضيافة بشكل خاص.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن إعادة فتح المطاعم والمقاهي قد يؤدي إلى بعض الانتعاش، لكن لا يزال هناك تراجع بنسبة 41% لهذا القطاع بالنسبة للعام ككل. بل أن هناك قطاعات أخرى لا تزال تنتظر أسوأ فتراتها.
يقول باريندريغت من رابوبنك “بدأ قطاع البناء بداية قوية هذا العام لكنه سيتراجع الآن بسبب أزمة كورونا، وقد يستمر التراجع في قطاع البناء حتى عام 2021”.
البطالة في هولندا ترتفع بنسبة 7%:
أشار التقرير أيضا إلى أن البطالة في هولندا تواصل ارتفاعها. حيث أنه في بداية العام الحالي كان هناك 284 ألف عاطل عن العمل في هولندا، ووصل معدل البطالة إلى 3%. لكن رابوبنك يتوقع أن ترتفع النسبة لتصل إلى 7% بنهاية عام 2020.
وقال التقرير أنه في الأشهر القادمة، سيصبح المزيد والمزيد من العاملين لحسابهم الخاص والمستقلين بلا عمل. والمزيد من الشركات الصغيرة ستتعرض لعمليات إعادة الهيكلة أو الإفلاس، مما سيؤدي إلى فقدان الموظفين الذين لديهم عقود عمل دائمة لوظائفهم.
كما تواجه الشركات أيضًا إنفاق أقل من جانب المستهلكين، وتراجعت الصادرات كما تضرر الكثير من كبار الشركاء التجاريين في هولندا جراء وباء كورونا.
ووفقًا لرابوبنك، ستنخفض صادرات الشركات الهولندية بنسبة 7.2 هذا العام.
ضربة قوية .. لكن أفضل من دول أخرى!
أشار باريندريغت من رابوبنك، إلى أن أزمة كورونا قد وجهت ضربة قوية إلى لاقتصاد الهولندي ولكن على الرغم من ذلك: “لا تزال هولندا أفضل حالًا من دول أخرى عديدة في منطقة اليورو، وذلك لأن الاقتصاد الهولندي كان في حالة جيدة عندما بدأ الوباء إضافةً إلى أن هولندا استطاعت امتصاص الضربات الأولى من الوباء بسهولة أكبر ناهيك عن الإغلاق الذكي (أو التدريجي) حيث لم تغلق جميع القطاعات في وقت واحد”.
وعلى الأرجح ستشهد الدول الأخرى التي طبقت سياسات أكثر صرامة مثل فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة تراجع أكبر يصل إلى 10%، وفقًا للبنك. لكن التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد سيتعافى بشكل أسرع في العام المقبل. ويتوقع البنك أن ينمو الاقتصاد الهولندي مرة أخرى بنسبة 2.9% في العام المقبل.