كيف ستؤثر مغادرة بريطانيا دون صفقة تجارية على حياة الأشخاص في المملكة المتحدة
محتوى المقال
ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة تجارية؟
قد تتسبب مغادرة بريطانيا الاتحاد الاووروبي دون صفقة تجارية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والملابس والسيارات وفقدان الوظائف وانخفاض في قيمة العملة وغيرها من الآثار. فيما يلي سنطرح كيف سيؤثر ذلك على 10 جوانب في الحياة اليومية للأفراد والعائلات والشركات التجارية.
تبلغ قيمة التجارة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي 660 مليار جنيه إسترليني سنويًا تمثل 43% من صادرات المملكة المتحدة و51% من وارداتها.
أشار بوريس جونسون يوم أمس الأحد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق تجاري لا يزال هو الخيار الأرجح على الرغم من إجراء جولة جديدة من المفاوضات هذا الأسبوع، وإذا حدث ذلك بالفعل، لن تصبح قوانين التجارة في الاتحاد الأوروبي سارية في المملكة المتحدة اعتبارًا من 1 يناير/ كانون الثاني 2021 وهذا ما يعني:
1. ارتفاع أسعار المواد الغذائية
اعترف الوزراء والخبراء ورئيس مجلس إدارة متاجر تيسكو بأن أسعار المواد الغذائية سترتفع غالبًا إذا لم تكن هناك صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي، وذلك لأن 26% من جميع المواد الغذائية المستهلكة في المملكة المتحدة خلال العام الماضي كانت مستوردة من الاتحاد الأوروبي، وسيتم فرض تعريفات جمركية عليها بنهاية الشهر الجاري.
واعرتف وزير البيئة جورج أوستيس ووزير الخارجية دومينيك راب بأن الأسعار قد ترتفع بنحو 2% وقال راب إن الأسعار قد تتأثر أيضًا بعوامل أخرى مثل تكلفة الوقود والنقل.
بعض المنتجات قد تنخفض أسعارها مثل لحم الغنم إذا أصبح تصديرها مكلفًا. لكن جبنة بري الفرنسية على سبيل المثال قد ترتفع أسعارها بنسبة 40%.
2. تكدس على الحدود والطرق
ستكون هناك فوضى وازدحام على الحدود سواء كانت هناك صفقة تجارية أو لا، لكن بالتأكيد في حال خروج بريطانيا دون اتفاق تجاري ستكون الأمور أسوأ. سيكون هناك الكثير من الأعمال الورقية والإجراءات اعتبارًا من أول يناير القادم بسبب خروج بريطانيا من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي في الاتحاد الأوروبي وبالتالي سيكون هناك المزيد من الإجراءات الروتينية وسوف تستغرق هذه الإجراءات المزيد من الوقت.
أمضت المناطق المحيطة بأكبر موانئ بريطانيا مثل دوفر في كنت شهورًا تستعد للاضطراب، ولدى كنت حاجز متحرك لصف طابور الشاحنات على الطريق السريع وستحتاج الشاحنات التي تغادر بريطانيا إلى “جواز سفر” لدخول المقاطعة.
وتقول الحكومة البريطانية إنها وظفت 900 ضابط إضافي لإدارة هذه الأمور وبحلول مارس/ أذار سيرتفع العدد إلى 1100، لكن على الرغم من الجهود المبذولة، يؤثر الازدحام على الحدود على الأسر البريطانية فقد ظلت مدرسة Maidstone Grammar التي تقع بالقرب من طريق كنت السريع مغلقة لمدة يومين لتجنب أن يعلق الآباء وسط ازدحام المرور.
3. نقص بعض أنواع السلع
النقطة السابقة تقودنا إلى مشكلة أخرى وهي أن الاضطرابات على الحدود ستؤدي إلى تأخير استيراد المواد الغذائية وبالتالي نقص في بعض المنتجات ذات العمر الافتراضي القصير. وبالأمس طُلب من المتاجر الكبرى تخزين الطعام وسط مخاوف من نقص الخضروات لمدة 3 أشهر.
كان وزير الخارجية قد كرر في أكثر من مناسبة أن أرفف المتاجر لن تخلو من البضائع لكن قد تستبدل الأنواع المستوردة بأخرى محلية. لكن حتى في حال توفر المنتجات قد لا تتمكن الأسر من شرائها إذا كانت منتجات الاتحادالأوروبي باهظة الثمن (انظر النقطة الأولى).
البريكست.. جونسون يختار بين حماية الاقتصاد أو الحفاظ على السيادة البريطانية
4. بعض المنتجات قد لا تدخل المملكة المتحدة من الأساس
يتخوف رؤساء قطاع صناعة اللحوم من منع منتجات اللحوم المبردة مثل النقانق البريطانية من دخول القارة الأوروبية والعكس إذا لم يتوصل الطرفان إلى صفقة تجارية، تقول رابطة مصنعي اللحوم إنه لا توجد شهادة صحية للتصدير لتأمين صادرات المملكة المتحدة من اللحوم المبردة بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي.
خلال الفترة الماضية أراد المسؤولين من المملكة المتحدة الاتفاق على ترتيبات دائمة حول هذه الصادرات لتكون جزء من الصفقة التجارية بين الطرفين، ويريد الاتحاد الأوروبي أن تخضع المنتجات “ذات الأصل الحيواني” التي ترسلها بريطانيا إلى أيرلندا الشمالية لقواعد وفحوصات الاتحاد الأوروبي. بروتوكول أيرلندا الشمالية.
اتفق المفاوضون على أن يستمر تصدير اللحوم المبردة إلى بلفاست حتى يوليو/ تموز على الأقل.
5. الملابس بأسعار أغلى
جاء ما يقرب من ثلث واردات المملكة المتحدة من الملابس -بقيمة 20.8 مليار جنيه إسترليني- خلال العام الماضي من الاتحاد الأوروبي. وفي حال الخروج بلا صفقة، سيتم فرض رسوم جمركية تصل إلى 12% على البنطلونات والبلوزات وهي نفس الرسوم المفروضة على الملابس المستوردة من خارج الاتحاد الأوروبي.
كما ستضرر بيوت الأزياء البريطانية التي تصدر إلى الاتحاد الأوروبي أيضًا، إذ ستواجه صادرات الملابس رسومًا جمركية في الاتحاد الأوروبي بمتوسط 11.5% وهو ما سيجعل الملابس أرخص داخل المملكة المتحدة. المعضلة الكبرى هنا هي أن المملكة المتحدة قامت بتصدير ما يقرب من ثلاثة أرباع صادراتها من الملابس إلى الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي، وبالتالي إذا أصبح التصدير مكلفًا فستغرق السوق المحلية وتواجه الشركات خسائر فادحة.
6. الأدوية لن تصل في موعدها من دون صفقة تجارية
حذَّر خطاب من وزراة الصحة في نوفمبر/ تشرين الثاني من أن البضائع القادمة من القناة الإنجليزية قد تنخفض إلى 60 إلى 80% من مستوياتها الطبيعية خلال الفترة القادمة وخاصةً خلال الشهور الثلاثة الأولى، وهذا يعني ضرورة وضع الحكومة البريطانية خطط طوارئ للأدوية الضرورية للكثيرين وبالفعل وضعت الحكومة خطط طارئة لإدخال لقاح فيروس كورونا إلى البلاد من بينها عمل جسر جوي مع سلاح الجو البريطاني.
7. ارتفاع أسعار السيارات
السيارات أيضًا ستُفرض عليها رسوم جمركية بنسبة 10% وهذا يعني أن تكلفة السيارة في المملكة المتحدة ستكون أغلى بـ1900 جنيه إسترليني عنها في الاتحاد الأوروبي. على الجانب الآخر يمكن أن ينخفض إنتاج السيارات البريطانية إلى أقل من مليون سيارة سنويًا مقارنةً بأكثر من 1.3 مليون في عام 2019 بسبب الرسوم الجمركية.
8. انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني
اعترف دومينيك راب بأن قيمة الجنيه الإسترليني قد تنخفض إذا غادرت المملكة المتحدة دون صفقة تجارية وقال إنه بالفعل كانت هناك تقلبات في أسعار العملات لكنه زعم أن ذلك قد يكون لصالح المصدرين البريطانيين الذين سوف يستفيدون من فرق العملة، لكن ذلك بالتأكيد سيجعل العطلات أكثر تكلفة عند الذهاب إحدى الدول الاوروبية.
قيمة الجنيه الإسترليني تساوي 1.09 يورو.
9. فقدان الوظائف
قال مكتب الميزانية إن الفشل في عقد اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى مضاعفة تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد. قضى الوباء خلال العام الماضي على 11% من الناتج المحلي، ويرى الخبراء أن خروج بريطانيا قد يؤخر تعافي المملكة المتحدة من فيروس كورونا لمدة عام تقريبًا حتى 2023.
وتوقع محافظ بنك إنجلترا في نوفمبر/ تشرين الثاني أن تكون الآثار بعيدة المدى للخروج دون صفقة أكبر من التي اأحدثها فيروس كورونا. وتشير التقديرات إلى احتمالية إضافة 200.000 عاطل عن العمل إلى 1.6 مليون عاطل بالفعل بسبب كورونا.
10. إلغاء جميع الرحلات الجوية والحافلات
اضطر الاتحاد الاوروبي إلى العمل بخطط طوارئ عاجلة لمواجهة توقف الرحلات الجوية والشاحنات والحافلات عند الحدود، وتقول وثائق الاتحاد الاوروبي إنه بدون هذه الخطة “كانت الحركة الجوية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ستتوقف تمامًا”. سيتعين على سائقي الشاحنات البريطانيين استخدام عدد محدود للغاية من التصاريح في حال الشحن إلى الاتحاد الأوروبي، وستتوقف رحلات الحافلات من لندن إلى باريس على سبيل المثال.
ويأمل المفاوضون في تغطية كل هذه الجوانب من خلال صفقات مستقبلية، وهناك خطط مؤقتة تجعلها مستمرة حتى 1 يوليو/ تموز.
ماذا إذا توصل الطرفان إلى صفقة تجارية
غالبية المشكلات المذكورة ستحل إذا اتفق الجانبان على الصفقة. لكن هناك أشياء ستتغير عند زيارة البريطانيين للاتحاد الأوروبي سواء كانت هناك صفقة او لا وهي مجرد نتيجة طبيعية لمغادرة بريطانيا ومنها:
- ضرورة تجديد جواز السفر قبل 6 أشهر من السفر إلى الاتحاد الأوروبي لتجنب رفض السفر.
- لن تحتاج إلى تأشيرة للرحلات التي تقل عن 90 يومًا لكن قد يمنع البريطانيين من زيارة الاتحاد الأوروبي بسبب فيروس كورونا.
- بطاقات التأمين الصحي الأوروبي لن تصبح سارية لهذا يجب التأكد من الحصول على تأمين السفر الصحيح.
- لن يتمكن الأشخاص الراغبين في القيادة في الاتحاد الأوروبي من استخدام رخصة القيادة الخاصة بهم في المملكة المتحدة وسيحتاجون إلى رخصة قيادة دولية بقيمة 5.5 جنيهات وبطاقة خضراء للتأمين.
- من الناحية القانونية، سيكون لشركات الهاتف المحمول الحرية في إعادة رسوم التجوال للبريطانيين عند زيارة الاتحاد الأوروبي.
- سيحتاج أصحاب الحيوانات الأليفة إلى الحصول على تصريح جديد لسفر حيواناتهم إلى الاتحاد الاوروبي قبل شهر من الرحلة.
البريكست: أهم القوانين التي ستدخل حيز التنفيذ في 1 يناير 2021
المصدر/ ميرور