من جديد.. دعوات تطالب بسياسة مناعة القطيع في المملكة المتحدة
مناعة القطيع
تسود حالة من التضارب في الآراء والانقسامات المتزايدة بين رجال السياسة والعلماء حول كيفية التعامل مع عدد إصابات فيروس كورونا الذي ارتفع في الأيام الأخيرة. في الوقت الذي يطالب فيه كثيرون بتشديد التدابير الاجتماعية، يطالب آخرون مواجهة فيروس كورونا بتطبيق سياسة مناعة القطيع
Coronavirus: Top scientists call for herd immunity approach – as government's 'soft touch' criticised https://t.co/DEEmqgE4aV
— Sky News (@SkyNews) October 7, 2020
وقع علماء وأكاديميون من جامعات أوكسفورد ونوتنجهام وإدنبرة وإكستر وكامبردج وساسكس ويورك وجامعة كوين ماري في لندن ما أسموه “إعلان بارينجتون العظيم” الذي يشير إلى أن مناعة القطيع هي السبيل الأمثل للمضي قدمًا.
وينص إعلان بارينجتون العظيم -الذي وقع عليه ما يقرب من 4.000 شخص حتى الآن- على أن “أفضل وسيلة للموازنة بين مخاطر وفوائد مناعة القطيع، هي السماح للأشخاص الذين هم أقل عرضة للموت بفيروس كورونا بممارسة حياتهم بشكل طبيعي مع توفير حماية أفضل لمن هم في خطر”.
يموت مليون شخص ليعيش 70 مليونا.. مناعة القطيع طريقة بريطانيا لمواجهة كورونا
ويجادل العلماء بأن عمليات الإغلاق والتدابير المفروضة على الأشخاص بسبب فيروس كورونا لها “آثار مدمرة على الصحة العامة والصحة العقلية”.
وانضم علماء من جميع أنحاء العالم إلى هذا الرأي ودعوا الحكومات إلى قلب إستراتيجياتها الخاصة بمواجهة فيروس كورونا والسماح للشباب والأصحاء بالعودة إلى الحياة الطبيعية مع حماية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.
ويجادل الاقتراح بالسماح بانتشار الفيروس في مجموعات منخفضة الخطورة على أمل تحقيق مناعة القطيع، حيث يقاوم عدد كاف من السكان الفيروس من أجل قمع الوباء.
ما هي مناعة القطيع؟
يحارب جسم الإنسان الأمراض المعدية عبر جهاز المناعة، فعندما يتعرض جهاز المناعة لعدو جديد –فيروس مثلا- فإنه يتعامل معه، وإذا عاش الشخص وتعافى فإن جهاز المناعة يطور ذاكرة لهذا الغازي، بحيث إذا تعرض للفيروس مستقبلا فيمكنه محاربته بسهولة.
هذه هي الطريقة التي تعمل بها اللقاحات، والتي تقوم بخلق ذاكرة للمرض من دون أن يصاب الجسم حقيقة بالمرض، إذ يكون اللقاح مكونا من فيروسات ميتة أو ضعيفة، لكنها كافية لتكوين ذاكرة لدى جهاز المناعة، من دون إصابة الجسم بالمرض.
مناعة القطيع تقول التالي: إذا كان لديك مرض جديد مثل كوفيد-19، وليس له لقاح، فعندها سينتشر بين السكان، ولكن إذا طور عدد كافٍ من الأشخاص ذاكرة مناعية، فسيتوقف المرض عن الانتشار، حتى لو لم يكن جميع السكان قد طوروا ذاكرة مناعية.
المشكلة أن تطبيق مناعة القطيع على فيروس كورونا في المملكة المتحدة يتطلب أن تصاب نسبة كبيرة من السكان بين 60 و70%، ثم تتعافي من المرض؛ يعني هذا إصابة أكثر من 47 مليون شخص في المملكة المتحدة.
ومع الإحصاءات الحالية التي تقول إن معدل إماتة فيروس كورونا هي 2.3%، وأن نسبة من يتطور لديهم المرض إلى مرحلة خطيرة هي 19%، فهذا يعني أنه في المملكة المتحدة وللوصول لمناعة القطيع سيموت بفيروس كورونا أكثر من مليون شخص، مع ثمانية ملايين إصابة أخرى تتطلب خضوع المريض لرعاية مكثفة لأن وضعه الصحي سيكون خطيرا وحرجا.
يأتي ذلك بعد التصريحات الأخيرة من رئيس هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا الذي قال إن المطالبة بعزل كل من هم فوق 45 عامًا من أجل تقليل إصابات فيروس كورونا سيكون بمثابة “تمييز عنصري بناءً على العمر”.
بريطانيا تغير استراتيجيتها بعد تحذير علماء وباحثين من جامعة إمبريال في لندن
الشباب أيضًا في خطر
وقال خبير آخر إن الإعلان يتجاهل الأدلة المتزايدة على آثار فيروس كورونا على المدى البعيد حيث يعاني آلاف الشباب الذين أصيبوا بالمرض من آثار بعيدة المدى بعد أشهر من الإصابة الخفيفة.
على الجانب الآخر، وقَّع رؤساء مجالس كل من مدينة ليدز ومانشيستر ونيوكاسل وعمدة ليفربول على رسالة موجهة إلى وزير الصحة مات هانكوك حذَّروا فيها من أن تدابير فيروس كورونا المعمول بها حاليًا في “غير مجدية” ووصفوا بعضها بأنها مربكة والبعض الآخ بأنه أتى بنتائج عكسية.
تعد المدن الأربع الرئيسية من بين أكثر المناطق تضررًا في المملكة المتحدة من تفاقم الوباء، تشير آخر الأرقام المعلنة إلى 14.542 إصابة جديدة في يوم واحد (أكثر ب2000 حالة عن اليوم السابق) وبلغ عدد حالات الدخول إلى المستشفيات في إنجلترا أعلى مستوىً له في أربعة أشهر.
وقال الزعماء الأربعة إنهم قلقون للغاية من الزيادة الحادة في الإصابات و”الاستجابة الوطنية الضعيفة”. ودعوا إلى غرامات إضافية لمعاقبة من يخالفون التدابير ووضع أي قيود أخرى ترى الشرطة والمجالس وخبراء الصحة أنها مناسبة. وطالبوا بإجراءات أكثر صرامة من أجل إيقاف انتشار الفيروس.
دراسة بريطانية: فيروس كورونا قد يصيب الإنسان كل عام مثل نزلات البرد
المصدر/ سكاي نيوز