بريطانيا تغير استراتيجيتها بعد تحذير علماء وباحثين من جامعة إمبريال في لندن
لندن – بريطانيا بالعربي: حذرت مجموعة من الباحثين في إمبريال كولدج في لندن من وفاة 250.000 شخص في وباء كارثي إذا لم تغير المملكة المتحدة سياستها في مواجهة فيروس كوفيد- 19.
جاءت الرسالة من الباحثين الذين قاموا برسم نموذج رياضي تخيلي حول ما ستكون عليه درجة انتشار فيروس كوفيد- 19 وكيف ستمتلئ مستشفيات بريطانيا بالمرضى وعدد حالات الوفاة الناتجة.
.@ArtrixArts & @MalvernTheatres postpone events & close until further notice following updated #Coronavirus advice from Govthttps://t.co/bQiaxrdVlU
— BBC Hereford & Worcester (@bbchw) March 17, 2020
أدرك العلماء خلال الأيام القليلة الماضية فقط تحولات مثيرة حول طبيعة الفيروس. ونتيجة لذلك، فنحن نواجه الآن حالة من أقسى التدابير المؤثرة على الحياة اليومية في وقت السلم.
حذر علماء آخرون ومنظمة الصحة العالمية في وقت سابق من خطورة عدم بذل الحكومات قصارى جهدها لوقف انتشار الفيروس، وجاء الدليل الحاسم من الباحثين في إمبريال كوليدج لندن الذين أدركوا حجم المشكلة في الصين والذين كانت نصيحتهم ذات تأثير كبير على الحكومة في بريطانيا.
وقام العلماء بدراسة ثلاث استراتيجيات لمواجهة كوفيد- 19:
- القمع أو الإخماد: باتباع سياسات صارمة تمنع انتقال العدوى وتخفيض الحالات إلى أدنى مستوى ممكن كما فعلت الصين.
- التخفيف: وهو أن تتقبل الدولة أنها لن تستطيع إيقاف الفيروس، فتحاول إبطاء انتشاره وتمنع إصابة أعداد هائلة في وقت واحد، وقد لا تستوعب المستشفيات البريطانية هذه الأعداد (وهي الخطة التي تبين أن المملكة المتحدة كانت تنتهجها خلال الأسبوع الماضي).
- ألا تفعل شيئًا: وتدع الفيروس يفتك بالأشخاص.
يشرح السير باتريك فالانس كبير المستشارين العلميين خطة التخفيف لهيئة الإذاعة البريطانية قائلًا “هدفنا هو محاولة تقليص الإصابات وليس منعها تمامًا، بأن تصاب الأغلبية بأعراض متوسطة، لبناء نوع من مناعة القطيع حتى يتكون لدى المزيد من الأشخاص مناعة ضد هذا المرض”.
وإذا نجحت استراتيجية التخفيف، لكانت معظم الدول قد تجنبت التدابير القاسية التي فرضتها وتكونت مناعة مقاومة ضد انتشار الفيروس.
وتوقع النموذج الافتراضي الذي رسمه الباحثون أنه في حال انتهجت المملكة المتحدة الاستراتيجية الثالثةولم تفعل أي شيء لمواجهة الفيروس، فسوف يصاب 81% من الأشخاص ويموت 510.000 من الأشخاص بحلول شهر أغسطس القادم.
ولهذا ترى المملكة المتحدة أن استراتيجية التخفيف أفضل لكنها ستؤدي إلى 250.000 وفاة وسوف تمتلئ وحدات العناية المركزة في بريطانيا بالمصابين.
إذ من المتوقع أن تحتاج حوالي 30% من الحالات المصابة إلى الرعاية المركزة، سيحتاج المصابين لأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة، وهذا الرقم يتجاوز قدرة NHS على الاستيعاب.
وقدّر النموذج التخيلي أن أعداد المصابين ستتجاوز قدرة العناية المركزة على الاستيعاب بثمانية أضعاف على الأقل حتى في ظل خطط التخفيف الأكثر تفاؤلًا.
وقال البروفيسور نيل فيرغسون من إمبريال كولدج “حتى مع التدخلات التي أعلنت عنها الحكومة الأسبوع الماضي، سيكون هناك خطر من اكتساح وحدات العناية المركزة”.
ويخلص التقرير إلى أن “القمع” هو الاستراتيجية الأنسب في الوقت الحالي على أمل أن تقتصر الوفيات على آلاف أو عشرات الآلاف فقط. وبالتالي يجب إغلاق الحانات والمقاهي والنوادي ودور السينما مع ضرورة العمل من المنزل وعزل الأسرة كاملة إذا ظهرت إصابة واحدة”.
ومع ذلك، فاستراتيجية القمع لديها سلبياتها أيضًا؛ حيث سيتم محاصرة الحالات المصابة وعزل الآخرين، ونظرًا لأن عدد المصابين سيكون أقل، فلن تكون هناك مناعة تذكر بين الأشخاص وسترتفع الحالات بعد فترة قصيرة من رفع إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي مرة أخرى.
وهذا هو اللغز الذي تواجهه الصين في الوقت الحالي، تشير الأبحاث إلى أن 95% من الأشخاص في ووهان كانوا معرضين للإصابة بالفيروس في نهاية شهر يناير الماضي.
ويشير التقرير إلى أن العالم قد ينتظر لـ18 شهرًا حتى الحصول على لقاح لفيروس كورونا ولكن حتى هذه الافتراضية غير مضمونة وقد تطول المدة عن المتوقع.
جدير بالذكر أن التقرير يعتمد في مجمله على فرضيات رياضية قد تتغير، ولا يزال العلماء غير قادرين على فهم الفيروس بالكامل ولا يزال من غير المعروف تأثير الطقس الحار في القضاء على فيروس كوفيد- 19.