محتوى المقال
اللغة الهولندية ومصاعبها وكيف يمكن أن تتغلب عليها:
هل سبق لك أن لاحظت أن تعلم لغة جديدة والتحدث بتلك اللغة أمران مختلفان تماما؟ على سبيل المثال قد تعتقد أنه إذا كنت تريد التحدث ب اللغة الهولندية بطلاقة، فيتوجب عليك دراسة اللغة الهولندية كثيرًا. لكن … هل هذا صحيح ؟
دراسة دراسة دراسة!
عندما تسأل أحدهم لماذا لا تتحدث اللغة الهولندية بطلاقة على الرغم من أنك جئت إلى هولندا منذ سنين، غالبًا ما يكون الجواب هو أنه لم يستطع/تستطع الدراسة بمافيه الكفاية.
يبدو أن هذا التفسير منطقي للغاية، لأنه إذا كنت ترغب في أن تكون طليقا في لغة ما، فيجب عليك دراستها أول بشكل جيد، على الأقل هذا مايعتقده معظم الناس.
إذن، وبحسب الاعتقاد السائد، لكي تتقن شيئا يجب عليك أن ندرس أولاً ، ثم ادرس وادرس مرة أخرى، ثم قم بتطبيق ما درسته، ثم ادرس مرة أخرى وادرس وادرس ثم ستتقن ذلك الشيء. لكن إليك سؤال آخر مهم: كيف يجب أن تدرس؟ الجواب بسيط للغاية: احفظ كل شيء وكل التفاصيل الصغيرة، صحيح؟
لكن عندما تكون في هولندا كل تلك المعلومات التي تحتاجها موجودة حولك بالفعل – فلماذا تريد حفظ الأشياء التي يمكنك رؤيتها من حولك كل يوم؟
تكمن المشكلة الرئيسية في أنه حتى عندما تكون محاطًا بكل تلك المعلومات التي تحتاجها، فلن يكون ذلك منطقيًا بالنسبة لك. لكن … هل توافقني الرأي على أنه إذا فهمت ما تراه من حولك، فمن السهل جدًا تعلمه؟ دعنا نستخدم مثالا بسيطا جدا. أنت ترى يوميا كلمة supermarket سوبر ماركت حولك في هولندا. كم من الوقت تحتاج إلى أن تفهم أن هذه الكلمة supermarket تعني متجر؟ ربما أقل من ثانية، أليس كذلك؟
وهنا يكمن المصيد في اللغة، مثلا إذا كنت تريد أن تقول سوبر ماركت باللغة الهولندية، فهل تتذكر أن لفظ السوبر ماركت بالهولندي مختلف قليلا عن لفظ سوبر ماركت بالعربي؟ التحدي الأكبر يأتي هنا عندما تحاول أن تضع اللفظ الهولندي بدلا من اللفظ العربي على الرغم من التشابه الكبير. لذلك قبل أن تدرس وتدرس وتدرس اللغة الهولندية، فإن أول شيء يجب أن تكون قادرًا على فعله هو ملاحظة الأشياء والتفاصيل. ابدأ بملاحظة الفرق بين لفظ السوبر ماركت باللغة الهولندية و اللغة الانكليزية، وهنا تكون قد بدأت بوضع طريق لتمييز النطق الصحيح، خاصة إن كنت تتكلم الإنكليزية بشكل جيد.
الأمر لا يقتصر على كلمة سوبرماركت فقط، بل يتطور ليصبح لديك عادة جديدة وكلما مارست هذه العادة الجديدة كان ذلك أفضل و ستتعلم كلمات بشكل أسرع وستلاحظ النطق الصحيح بشكل أسرع.
الآن هل تعتقد أنه يجب عليك دراسة اللغة لساعات وساعات طوال بينما كل الأمور التي يجب عليك أن تعرفها موجودة حولك؟ طبعا الدراسة أمر أساسي بتعلم اللغة، لكن مع هذه العادة الجديدة ستوفر على نفسك ساعات و ساعات.
أقرأ: أفضل الدورات لتعلم اللغة الهولندية على الإنترنت
الملاحظة:
بحسب خبراء اللغات في منظمة “تالينكوش” فإن تعلم والتحدث بلغة جديدة يبدأ بالملاحظة. حيث ترى أشياء معينة ثم تصل إلى استنتاجات معينة. هذه أول خطوة. والخطوة الثانية هي التي تحدد نجاحك وهي أن تطبق معرفتك الجديدة بسرعة في الممارسة الحقيقية. عندما تطبق هذه المعرفة الجديدة، ستلاحظ أنه لا يوجد حاجة لدراستها مرة أخرى.
ابحث عن الأنماط المخفية في اللغة الهولندية:
هل لاحظت في بعض الأحيان أن الدراسة ممكن أن تكون مثل الرمال المتحركة؟ في بعض الأحيان، ترى أنه كلما زادت دراستك، قل عدد الأشياء التي يمكنك قولها بالفعل. إذا فكرت في الأمر مرة أخرى، فهذا منطقي تمامًا. على سبيل المثال، لنفترض أنك تريد دراسة أيام الأسبوع باللغة الهولندية. عندما تحاول تذكرها، هل تلاحظ أن تركيزك محدود الآن؟ كل ما يمكنك رؤيته هو سبع كلمات من لغة بها آلاف وآلاف الكلمات. ليست استراتيجية رائعة، ألا تعتقد ذلك؟
إذن، هذا ما عليك القيام به. بدلاً من التركيز على أجزاء صغيرة جدًا ومملة من المعلومات، ابدأ في العمل على أجزاء أكبر من المعلومات. تخيل نفسك أنك تنظر إلى تلك المعلومات من بعيد ثم اسأل نفسك إذا رأيت بعض الأنماط المخفية التي يمكنك أن تحفظها. إذا استطعت معرفة كيف تتحكم بلغة جديدة، فستلاحظ أنه من السهل الوصول إلى رؤى جديدة و أن لغتك ستتطور بشكل سريع جدا.
مثال:
سأعطيك الآن أمثلة على هذه الأنماط المخفية بين اللغة الهولندية و اللغة الإنكليزية. Ver تعني بعيد بالهولندية. مارأيك لو استبدلت حرف V بحرف F، فسيصبح من السهل تخمين المعنى الصحيح، صحيح؟ Ver تصبح Fer والتي بدورها قريبة من كلمة Far والتي تعني بعيد بالإنكليزية.
الآن حاول أن تخمن معنى الكلمات التالية: vier و vlag و vuist.
مرة أخرى، فقط استبدل V بـ F وستحصل على ثلاث كلمات إنكليزية fire و flag و fist.
يمكنك القيام بنفس النمط مع Zelf، فقط استبدل ال Z بال S وستحصل على Self وهو نفس الشيء الذي يمكنك القيام به مع هذه الكلمات zee و zon.
بالتأكيد ، يمكنك ببساطة تذكر كل هذه الكلمات الجديدة بمجرد الدراسة بمفردك. ولكن بدون هذه الأفكار المهمة، هناك احتمال كبير ألا تساعدك الدراسة فقط على بناء المزيد من الثقة أثناء التحدث. تخيل أنك درست كثيرًا ثم رأيت الكلمتين veld و zeester. إذا لم يكن لديك أي مرونة ذهنية، فستسأل نفسك ما إذا كانت هذه الكلمة قد حفظتها في الماضي وإذا كانت الإجابة لا، فربما قد لا تفهم معنى الجملة. ولكن إذا استخدمت تفكيرك الإبداعي وطريقة الملاحظة والنمط، فلا يزال بإمكانك المضي قدمًا ومحاولة فهم الكلمة. وسيصبح من السهل عليك التوصل إلى استنتاج مفاده أن veld شبيهة بكلمة field (حقل) وأن zeester شبيهة بكلمة seastar (نجم البحر).
اليك أيضا نصائح ذهبية للتحدث باللغة الهولندية:
1. استيعاب أن شعورك بعدم الثقة يمكن أن يكون إشارة مهمة:
يعتقد الكثير من الناس أن التحدث بلغة جديدة سيكون أسهل إذا شعرت بالثقة. ولكن هناك شيء مهم ينساه معظم الناس. لنبدأ بسؤال: هل تشعر بالثقة الكافية لتقول “goedemorgen” (صباح الخير) باللغة الهولندية؟
لذلك، هنا شيء مثير للاهتمام. ما الذي يجعلك تشعر بالثقة تجاه هذه الكلمة؟ قد يكون السبب أنك قلت ذلك عدة مرات. لذلك هذه الكلمة سهلة بالنسبة لك.
إذاً، هنا فكرة مهمة: الثقة هي نتيجة التجربة. حيث انك إذا فعلت شيئًا مرارًا وتكرارًا، وإذا كنت تعرف بأنك تقوم بذلك بشكل صحيح، فلن تشعر بعدم الثقة حيال ذلك، سوف تنبع الثقة تلقائيا بمجرد القيام بنفس الشيء لبضع مرات.
بمعنى آخر، اذا كنت لا تشعر بالثقة عند تكلمك اللغة الهولندية، فهذا اشارة الى انك بحاجة لممارسة اللغة أكثر.
لا تنسى أن الكثير من الثقة يمكن أن تكون عقبة كبيرة أمام النجاح. إذا كنت تشعر بالثقة دون أي سبب، فمن السهل أن تتعثر.
2. لا تجعل “الكمال” هدفك عند التحدث بلغة جديدة:
عندما يحاول معظم الناس أن يقولوا شيئًا بلغة جديدة، فإنهم يحاولون التدرب على ما درسوه أو حفظوه، وهدفهم الأول هو قول ماتعلموه بطريقة صحيحة وكاملة. في حال ارتكبوا خطأ ما، فغالباً سيشعروا بأنهم فشلوا بطريقة ما.
تذكر انه في حال كان هدفك هو أن تقول ذلك بشكل كامل ومن دون أخطاء، فمن المحتمل أن تصاب بخيبة أمل في غضون خمس ثوان.
لحسن الحظ، هناك شيء أفضل يمكنك القيام به. بدلا من محاولة التكلم كالهولنديين ومن دون أخطاء، يمكنك جعل هدفك الأساسي تعلم أشياء جديدة من أخطائك. فإذا ارتكبت خطأً جديدًا، فهذا يعني تلقائيًا أنك تتعلم أشياء جديدة. وإذا تعلمت أشياء جديدة، فستتحسّن وستشعر بمزيد من الثقة.
3. اعطي اهتماما لتقدمك، حتى لو كان قليلا أو غير مهم:
يقول خبير تدريس لغة هولندية: في كل مرة أعمل فيها مع طلابي، يمكنني دائمًا رؤية أنهم يتقدمون للأمام. لكن الغريب أنهم انفسهم لايلاحظون انهم يتقدمون باللغة.
إحدى علامات التقدم الصغيرة التي يصل اليها معظم الناس، هي عندما يكتشفون أن اللغة الهولندية قريبة جدًا من اللغة الإنجليزية. أو، بطريقة ما، لا يخافون من اللغة.
حاول ملاحظة اي تقدم تقوم به، ذلك سيساعدك جدا، ويعطيك دافع للاستمرار، وثقة اكتر في نفسك اثناء التكلم.
4. تقدير الهولنديين عندما يتحدثون معك بغير الهولندية:
إليك تقنية أخرى رائعة: قم بتقدير الآخرين عندما يتحدثون معك باللغة الإنجليزية (أو لغتك الأم)، وقدرهم خاصة عندما يخطئون في اللفظ او في القواعد.
تذكر دائما ان الهولنديين عندما يتكلمون معك باللغة الانكليزية، فهم يحاولون ان يتواصلوا معك، قم باظهار احترامك لهم، وبادر بالتحدث معهم باللغة الهولندية. ستلاحظ كيف سيكونون سعداء لأنك تحاول تعلم لغتهم، والتواصل معهم بلغتهم. ستلاحط انهم يحاولون مساعدتك في لفظ كلمة صعبة، او مساعدتك في تصحيح زمن الفعل. هذا من شأنه ايضا ان يساعدك كثيرا في التحسن في اللغة.
اذا استطعت ايجاد هولنديين يتعلمون اللغة العربية “ليسوا بالكثر، لكن يوجد العديد”، حاول التواصل معهم، ستلاحظ كيف يخطؤون بالتكلم وتصريف الافعال واللفظ .. الخ. انت ستكون سعيد وانت تصحح لهم، وتشرح لهم ان الطاولة “كبيرة” وليست “كبير” ، ثم ابدأ وتحدث معهم باللغة الهولندية.
اذا كنت سعيدا بتصحيح الكلمات العربية للهولندي، سيكون الهولندي ايضا سعيد بالتصحيح لك أخطائك اللهولندية 🙂
5. لا تنتظر المديح من الهولنديين:
عندما تحاول التحدث باللغة الهولندية، سيكون من الرائع أن تسمع مديح من شخص هولندي، وانك تتكلم بشكل جيد. على الرغم من أنه من الجميل دائما الحصول على مديح، لكن معظم الهولنديين لا يعرفون شيئًا عن لغتهم وان لغتهم صعبة، لذا، من الصعب عليهم رؤية ان الجملة التي قلتها للتو، بقيت ثلاث ساعات تكررها فقط لتحفظها في ذاكرتك.
نتمنى ان تكونوا قد استفدتم من هذه النصائح. هل لديكم نصائح أخرى من تجربة شخصية؟ شاركونا بها بالتعليقات.