محتوى المقال
الأطباء الهولنديون ليسوا فقط بارعين في وصف الباراسيتامول بل لديهم اختراعات طبية غير مجرى البشرية!
عند الحديث عن نظام الرعاية الصحية في هولندا، تتباين آراء متابعين صفحتنا هولندا بالعربي بين من يرى أن هولندا تمتلك أحد أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم، وبين من يرى أن مهمة الأطباء الهولنديين منذ بدء الخليقة هي وصف الباراسيتامول لجميع المرضى!
ولكن، هل تعلم أن تاريخ هولندا الطبي فيه العديد من الاختراعات الطبية ويخفي حقائق في غاية الأهمية من بينها أن أول من اكتشف وصاغ مصطلح “الفيروس” هو عالم أحياء مجهرية من أمستردام؟ سنلقي في هذا المقال نظرة على أربعة اختراعات طبية واكتشافات طبية مهمة لا يعرف الكثير أنها هولندية المنشأ.
خلايا الدم
أصبح عالم الأحياء من أمستردام يان زفامردام أول شخص في العالم يراقب خلايا الدم الحمراء تحت المجهر في عام 1658، ويعود الفضل في ذلك أيضًا إلى الهولنديان (الأب والابن) هانز وزاكرياس يانسن اللذان اخترعا المجهر الضوئي.
وبعد اكتشاف زفامردام، قدم عالم أحياء هولندي آخر هو أنتوني فان لوفينهوك أول وصف وتوضيح عن حجم وشكل كرات الدم الحمراء في عام 1659.
وقام زفامردام بالكثير من أجل تطوير الطب ومعرفة الجسم البشري في ذلك الوقت وقدم عددًا من الاكتشافات الطبية والتشريحية، وكان رائدًا في الفسيولوجيا العصبية وعلم الأحياء النمائي، وحقق -باستخدام المجهر- اكتشافات ضخمة حول تشريح الحشرات.
Jan #Swammerdam (1637 – 1680) was a dutch biologist and microscopist. As part of his anatomical research, he carried out experiments on #muscle contraction. In 1658, he was the first to observe and describe red #blood cells.#histmed #biology #anatomy pic.twitter.com/TOmIoigMI3
— StoriaDellaMedicina (@StoriaMedicina) November 5, 2018
اختراعات طبية: أول بنك دم في القارة الأوروبية
أحرزت بريطانيا تقدمًا كبيرًا في تطوير بنوك الدم وتقنيات نقل الدم في عشرينيات القرن الماضي بإنشاء أول خدمة للتبرع بالدم في العالم في عام 1921، لكن كانت بقية أوروبا بطيئة نوعًا ما في اللحاق بها.
وظل الحال كما هو عليه حتى عام 1940 عندما قصفت القوات الألمانية لاهاي. عندها نظم ويليام يوهان كولف أول بنك دم في القارة الأوروبية وذلك في مستشفى زويدوال حيث أجريت عملية نقل دم إلى أحد عشر مريضًا.
وكان عمل كولف الأساسي في مجال تطوير علاج لمرضى الفشل الكلوي المزمن، وقد طور أول نموذج لجهاز غسيل الكلى في عام 1943، ونجح في علاج أول مريض عام 1945.
View this post on Instagram
القلب الاصطناعي
لم ينته عمل كولف عند هذا الحد فقد سافر مع عائلته بعد الحرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأمضى 17 عامًا في عيادة كليفلاند نجح خلالها بمعاونة زميله الدكتور تيت أكوتسو في زرع قلب اصطناعي لكلب عام 1957، وعاش الكلب لمدة 90 دقيقة بعد العملية.
وبعد أن غادر العيادة في عام 1967، بدأ كولف في تأسيس قسم الأعضاء الاصطناعية في جامعة يوتا، وخلال سنوات عمله في الجامعة واصل اكتشاف ومعالجة وتطوير القلب الاصطناعي وبمرور السنين عمل مئات الأطباء والمهندسين على تطوير فكرة القلب الاصطناعي التي بدأها كولف.
وبعد سنوات من العمل، أجريت أول عملية زراعة لقلب اصطناعي كأول قلب بديل دائم للقلب البشري في عام 1982. وبسبب عمله أثناء الحرب وبعدها عُرف كولف بأنه أبو الأعضاء الصناعية.
أول قلب صناعي في العالم.. سيقضي خلال 10 سنوات على عمليات زراعة القلب
أوشك أول قلب صناعي في العالم أن يصبح حقيقة فعلية. تعمل جراح هولندي رائدة بالتعاون مع مؤسسة القلب البريطانية لنقله إلى أول شخص بحلول عام 2028
الفيروس
بالنظر إلى ما حدث في عام 2020 وانتشار فيروس كورونا، يبدو اكتشاف عالم الأحياء الدقيقة وعالم النبات في أمستردام مارتينوس بايرينك مناسبًا تمامًا، حيث كان أول من استخدم مصطلح “فيروس” للإشارة إلى أن العامل المسبب لمرض ما ليس البكتيريا، كما اكتشف أيضًا فيروس تبرقش التبغ المعروف علميًا باسم مرض tobacco mosaic disease الذي يصيب النباتات.
ويعد بايرينك أحد مؤسسي علم الفيروسات. بالإضافة إلى أنه اكتشف أيضًا تثبيت النيتروجين وظاهرة اختزال الكبريتات الحيوية واخترع أول مزرعة تخصيب، وهي طريقة مهمة لدراسة الميكروبات من البيئة.
ويليام أينتهوفن
صحيح أنه ليس اكتشافًا، لكن ويليام أينتهوفن كان طبيبًا وعالمًا فيزيائيًا هولنديًا بارزًا في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وطور أينتهوفن مخطط الجلفانومتر الكهربائي للقلب oWillem Einthovenr وهو أول أداة استخدمت لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب أو ما يعرف برسم القلب.
كان الأطباء يعرفون أن نبضات القلب تنتج تيارات كهربائية قبل أينتهوفن لكن لم تكن هناك وسيلة لقياسها أو مراقبتها في ذلك الوقت.
ورغم أن اختراع أينتهوفن كان ضخمًا ويزن قرابة 270 كيلوجرامًا لكنه نجح في مهمته. وصحيح أن التطور التكنولوجي أدى إلى التوصل إلى أجهزة حديثة وصغيرة الحجم لرسم القلب والتي تعرف باسم EKGs أو ECGs، إلا أن الكثير من المصطلحات المرتبطة بجهاز أينتهوفن لا تزال مستخدمة إلى الآن، كما كان اختراع أينتهوفن سببًا في حصوله على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب عام 1924.
