بريطانيا بالعربي

قصة يوسف الذي قُتل غدراً في بريطانيا ترويها عائلته: كان يحلم بأن يكون جراح قلب

كشفت عائلة الطالب يوسف مكي أنَّه اتصل قبل ساعاتٍ من طعنه حتى الموتليخبرهم أنَّه سيحضر إلى المنزل ليشرب الشاي. لكنَّ الطارق التالي على باب المنزل كان رجال الشرطة، الذين أتوا ليخبروهم إنَّ الفتى البالغ 17 عاماً قد قُتل.

وكان يوسف قد تعرض للطعن في قرية هيل بارنز الواقعة في مانشستر الكبرى، وهي واحدة من قرى بريطانيا شديدة الثراء.

العائلة تروي قصة ابنها المطعون

وقال موقع عربي بوست ان صحيفة Mirror البريطانية نقلت عن عائلة مكي: «كان ولداً وأخاً محباً وعطوفاً، وكان يعني كل شيء لعائلته. كان شاباً رياضياً، وتلميذاً متفانياً، وكان لامعاً للغاية. نحن مدمرون، ولا نستطيع تصديق أننا فقدنا ابننا».

عاش يوسف في ضاحية برنيج بمانشستر (والتي تبعد ثمانية أميال فقط (13 كم تقريباً) عن الموضع الذي قتل فيه) في منزلٍ وسط مجمع منازل مع أمه البريطانية، وأبيه اللبناني، وأخيه الأصغر.

كان يوسف يحلم بأن يصبح جراح قلب، وكان في زيارة لصديقٍ ليلة مقتله.

وقد حظي المحققون بأربعة وعشرين ساعة إضافية للتحقيق مع شابين (17 عاماً) للاشتباه في ارتكاب جريمة القتل.

وروى رئيس شركة الأمن بول هيوز وزميله جيمس فيليبس كيف حاولا إنقاذ يوسف بلا فائدة. فقد أجريا الإسعافات الأولية في ليلة السبت 3 مارس/آذار إلى أن وصلت خدمات الطوارئ.

قال بول: «رأى حارسي الأمني 3 فتيان يقفزون للأعلى وللأسفل. لذا، أوقف سيارته. فقال أحدهم «لقد طُعن صديقي». وعندما استدار بسيارته رآه مغطى بالدماء».

 كانت الطعنة مسددة إلى قلبه

وأضاف بول، الذي كان يعمل حارساً شخصياً للاعب كرة القدم الشهير ديفيد بيكهام، إنَّهم اتصلوا به وجاء ليقدم المساعدة.

وتابع: «وصلت إلى هناك مع جهاز الصدمات الكهربائية؛ لكنَّنا لم نستطع استخدامه، إذ كانت الطعنة مسددة إلى القلب. كل ما استطعنا فعله هو الاستمرار في الضغط على الجرح. وأظن أنَّه لفظ أنفاسه الأخيرة في موقع الحادث. وكان الصبيان الآخران فزعين وفي حالة صدمة».

أما جيمس (39 عاماً) فقال: «كان يوسف برفقة صديقيه. كان أحدهما يمسك بالهاتف، والآخر يضغط على الجرح. أجريتُ الإسعافات الأولية.. لقد كانت حالته تتدهور بسرعة».

زار والد يوسف وبعض أفراد عائلته موقع الجريمة يوم الأحد 4 مارس/آذار، وتحدثوا مع بول الذي قال: «أعتقد أنَّ والده كان في صدمة. لقد شكرنا لأنَّنا فعلنا ما كان بوسعنا لابنه».

وعن دوريات الشرطة التي كانت في المنطقة قال: «لا يوجد رجال شرطة بما يكفي؛ لذلك شعر السكان أنَّ عليهم استئجار شركات أمن خاصة. فالموارد المتوافرة لرجال الشرطة ضئيلة. ونسبة المليونيرات لكل ميل مربع هنا أعلى من أي مكان آخر في إنجلترا».

ويفضل الممثلون ولاعبو كرة القدم تلك الضاحية.

ويقال إنَّ من بين قاطني هذه المنطقة لاعبو نادي مانشستر يونايتد لوك شو، وبول بوغبا، وفريد. وتصطف على جانبي الطريق قصور بملايين الجنيهات الإسترلينية، تقبع خلف بوابات فخمة.

وعلق أحد السكان: «لا يتوقع أحد أنَّ الأطفال في هذه المنطقة يتجولون بالسكاكين أو يتعرضون للطعن».

أما السيدة التي تعيش في المنزل المقابل لمحل الجريمة، فقالت إنها تحدثت مع والد يوسف حين زار الموقع.

وأضافت: «كان مدمراً ويبكي. أحضرت له كرسياً وزجاجة ماء ساخن. كان منهاراً، وكان الأمر شنيعاً».

أما مارجريت مونتيرو التي تعيش على مقربة فقالت: «إنَّه أمر مروع.. هذا حيٌّ هادئ».

مكي كان شاباً محبوباً

وخارج مدرسة مانشستر غرامر، التي درس يوسف فيها المرحلة قبل الجامعية، وُضع عددٌ كبير من الهدايا والصور، وعلى كرسيه الفارغ في الفصل، وضع الطلبة الزهور. وخصصت المدرسة دقيقتين من الصمت، تكريماً لذكراه.

وتقول المدرسة: «كان يوسف مكي شاباً محبوباً بشدة، وكان طالباً نبيهاً بشكلٍ لا يصدق».

وأضاف مارتن بولتون، مدير المدرسة: «من المستحيل استيعاب أنَّ مثل هذا العمل الطائش حرمنا من ابنٍ لعائلة فخورة، وصديق عزيز، وشاب يافع ذي مستقبل مشرق».

وتابع: «أصيبت المدرسة بموجة من الحزن على هذه الخسارة المروعة».

تبلغ مصاريف الدراسة في المدرسة 12 ألف جنيه إسترليني (15,790 دولار تقريباً)، وكان يوسف قد فاز بمنحة حسبما أفادت بعض التقارير.

وتقول كاثي هيوز، إحدى معلماته السابقات: «أمتلك ذكريات جميلة للغاية عن يوسف.. لقد كان ولداً نبيهاً وحنوناً يراعي مشاعر الآخرين».

وناشد كبير محققي المباحث كولين لاركين من لديه معلومات ولقطات فيديو أن يقدمها قائلاً: «لا تفعل ذلك من أجلي؛ بل من أجل عائلته التي يفترض بها الذهاب إلى النوم مع علمها بأنَّها لن ترَ يوسف مرة أخرى».

وأضاف: «لقد كان اليومان السابقان مدمرين بالنسبة لعائلة يوسف، وهو شيء يجب ألا يمر به أي أب أو أم على الإطلاق».

وقال عمدة مانشستر الكبرى أندي بورنهام إنَّه قد تكون هناك حاجة لعقوباتٍ أغلظ وتدابير شرطية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات الإيقاف والتفتيش.

وأضيف أنَّ حقيقة أنَّ الهجوم حدث في مثل هذا المكان الموسر تشير إلى أنَّ مشكلة جرائم الطعن بالسكاكين ليست مقصورةً على «مجتمعٍ واحد بعينه، أو فئة بعينها».

وقد جمعت صفحة GoFundMe المخصصة لجمع التبرعات لجنازة يوسف بالأمس ما يزيد عن 17 ألف جنيه إسترليني.

عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى