“الألمان الجدد”.. وسيلة “حزب البديل” لتحسين صورته عن المهاجرين
محتوى المقال
رغم ما يُعرف عنه من مواقف مناهضة للهجرة، إلا أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي قام مؤخراً بإنشاء مجموعة لكسب ودّ المهاجرين.
“الألمان الجدد” هوتجمّع تشكّل مؤخراً على يد سياسيين من حزب “البديل من أجل ألمانيا” ، والذين ينحدرون من أصول مهاجرة. وتم الإعلان عن هذا التجمع في مؤتمر صحافي في العاصمة برلين يوم الاثنين (18 مارس/آذار).
مع قرب موعد إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار/مايو المقبل، يأمل حزب البديل من خلال هذا التجمّع في كسب أصوات الناخبين. ويهدف سياسيون في الحزب إلى استخدام هذا التجمع لتحسين صورته حيث أنه معروف بمعاداة الأجانب، وذلك قبل خوض انتخابات أوروبية وألمانية، كما أنه يريد أن يبعث رسالة مفاداها أن “الجميع مُرحب به داخل الحزب شريطة الموافقة على وضع نهاية للهجرة الجماعية غير النظامية”.
ورغم تمكن الحزب من إنشاء هذا التجمع لضم المهاجرين إلا أن أنتون فريزن نائب الحزب بالبرلمان عن ولاية تورنغن بشرق ألمانيا يرى أن هذه الخطوة “تأخرت بعض الشيء”.
وفي تصريحه لـDW، قال فريزن: “منذ إنشاء الحزب فإن الكثير من الألمان المنحدرين من أصول مهاجرة صوتوا لصالحه في العديد من الانتخابات”، مستدركاً بالقول: “أخيراً لدينا الآن تجمعا يوفر لهؤلاء مكاناً في صفوف الحزب”.
ويضم تجمع “الألمان الجدد” حوالي 20 عضواً ألمانياً من أصول بولندية وإيرانية وكولومبية بالإضافة إلى روس ألمان ورومانيين ألمان.
وفريزن الذي ينحدر من أصول مهاجرة هو من بين المساهمين في إنشاء تجمع “الألمان الجدد”. ولد فييرسن في كازخستان وهاجر إلى ألمانيا مع أسرته عندما كان في سن التاسعة. أما المتحدث باسم المجموعة فهو ألكسندر تاسس وهو أيضا ينحدر من أصول مهاجرة. إذ أن والده عامل يوناني مهاجر. ويرأس تاسس أيضاً، رابطة تعرف باسم “المثليون البدلاء” وهي مجموعة تضم مثليين مؤيديين لحزب البديل من أجل ألمانيا.
“مهاجرون وطنيون”
وكانت أحزاب سياسية وجماعات حقوقية، قد شنت حملة انتقادات ضد حزب “البديل من أجل ألمانيا” على وقع تصريحات معادية للأجانب صدرت عن قادته الذين سعوا إلى تصوير اللاجئين وطالبي اللجوء على أنهم “مصدر خطر ودعاة عنف”.
وأثار الحزب جدلاً بسبب حملات انتخابية رفعت شعار “البرقع؟ نحن نحب البكيني”، فضلاً عن حمل لافتة لامرأة حامل ذات بشرة بيضاء كُتب عليها عبارة :”الألمان الجدد؟ ننجبهم بأنفسنا.”
لكن مع إنشاء تجمع “الألمان الجدد” يأمل فريزن في “تصحيح” صورة وصفها بغير حقيقية عن الحزب، مشدّداً على أن “حزب البديل من أجل ألمانيا ليس معادياً للأجانب”، ومشيراً إلى أن الحزب يركز على المهاجرين “الوطنيين” الذين يعيشون في ألمانيا ويدعمون “حماية الثقافة الغربية والقيم الألمانية”.
“ضد أسلمة ألمانيا”
وعلى الرغم من أن تجمع “الألمان الجدد” يضم أعضاء من أصول مهاجرة لكنه لا يقبل أيّ تنازل عندما يتعلق الأمر بمواقف الحزب حيال الهجرة. ويتعين على أعضاء التجمع أن يوافقوا على وثيقة تدعو إلى اتخاذ “موقف حاسم ضد كافة أشكال معادية السامية” لكن في الوقت نفسه تقف ضد “أسلمة ألمانيا”، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”.وتحث الوثيقة أيضاً، على وضع نهاية “للهجرة غير الشرعية التي تقوّض فرص الحياة بالنسبة للألمان ممن يعانون من أوضاع اجتماعية سيئة.”
مجموعة يهودية مثيرة للجدل
وتجمع “الألمان الجدد”، ليس أول تجمع يثير الجدل وينبثق عن حزب “البديل من أجل ألمانيا”، ففي تشرين الأول/أكتوبر الماضي شكّل عدد صغير من اليهود مجموعة أطلقوا عليها اسم “يهود في حزب البديل”. ورغم تأكيد عدد من أعضاء المجموعة اليهودية هذه على أن الحزب غير معادِِ للسامية، إلا أن منظمات يهودية أدانت المجموعة فيما اتهم سياسيون ألمان الحزب باستخدام هذه المجموعة كوسيلة للتستر على الفضائح المتعلقة بمعادية السامية.