بريطانيا بالعربيهولندا

هل يؤثر فيروس كورونا على الأطفال والشباب أم لا؟

بريطانيا بالعربي: تشير الدراسات إلى أن الشباب أقل عرضة للإصابة بأمراض خطيرة لكنهم قد يكونوا وسيلة قوية تساعد في انتشار الفيروس باعتبارهم ناقلين غير مرئيين للمرض. ربما لهذا السبب أغلقت المدارس في عدة دول.

أكدت الدراسات العلمية في بداية انتشار فيروس كورونا أن الفيروس تقتصر خطورته على كبار السن ممن هم فوق 70 عامًا أو من يعانون من مشكلات صحية خطيرة بالأساس.

لكن مؤخرًا، تابعنا إصابة شباب أصغر سنًا بأزمات صحية خطيرة نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا.

اتفق العلماء على أن غالبية الأطفال والشباب سوف تظهر عليهم أعراض أشد قليلًا من الانفلونزا، إلا أنهم يمكن أن يكونوا ناقلين غير مرئيين للمرض وبالتالي يلعبون دورًا رئيسيًا في انتشاره.

أظهرت الدراسات من الصين أن عدد قليل جدًا من الأطفال قد تم تشخيصهم بفيروس كورونا وبالتالي من المفترض أن يكون لهم دور ضئيل في انتشار المرض.

لكن معظم الجهود التشخيصية في الصين، وخاصة في المراحل الأولى من تفشي المرض تبين عدم دقتها لأنها استندت إلى أن غالبية الحالات التي دخلت إلى المستشفى كانت مرضى بالغين، فهل هذا دليل كاف على أن الأطفال والشباب لم يصابوا بالعدوى أم أن الأعراض كانت أقل ولم يتم اكتشافها؟

الفيروس ينتشر عن طريق الجهاز التنفسي، لذلك ما الذي يمنع انتقاله إلى الأطفال؟

أحد الاختلافات الرئيسية بين فيروس كورونا الجديد وسارس وميرس هو أن المصابين بفيروس كورونا تظهر عليهم أعراض خفيفة فقط مما يجعل اكتشافه أكثر صعوبة، أما سارس، فقد تسبب في التهاب رئوي حاد لدى معظم المصابين وفي وقت قصير.

أما في فيروس كورونا الحالي، فأكثر من 85% من الحالات المؤكدة كان من الممكن عدم اكتشافها، إما لعدم ظهور الأعراض أو لتشابهها مع أعراض نزلات البرد الشائعة.

لهذا، ما سمح لفيروس كورونا بالانتشار بسهولة هو التسبب في أعراض خفيفة لغالبية المصابين به لهذا يصعب التشخيص واتخاذ إجراءات العزل والحجر الصحي.

Nu

في الواقع، يمكن أن يكون الاطفال ناقلين غير مرئيين للعدوى ولهم دور قوي في انتشار العدوى في المجتمع.

تؤكد ذلك دراسة قام بها باحثون صينيون على أكثر من 2000 طفل تأكدت إصابتهم أو كان هناك اشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا؛ تبين أن أكثر من نصف الأطفال قد ظهرت عليهم أعراض خفيفة أقرب للإنفلونزا العادية أو لم تظهر عليهم الأعراض على الإطلاق.

ولوحظت حالات خطرة وانخفاض في مستويات الأكسجين في الجسم في نسبة 5% فقط من الأطفال الذين شملتهم الدراسة، وكان الأطفال الأصغر عمرًا (أقل من عام واحد) هم الأكثر عرضة للإصابة.

صحيح أن لدى هذه الدراسة العديد من الفجوات، لكن على الأقل تؤكد النتائج أن معظم الحالات لدى الأطفال كانت أعراضها خفيفة.

ولهذا فإن فكرة أن فيروس كورونا لا يمثل تهديدًا إلا على كبار السن فقط تعد تبسيطًا مفرطًا. صحيح أن الفيروس لن يتسبب في وفاة الأطفال والشباب، لكن عدم ظهور الأعراض عليهم بشكل واضح يجعلهم ناقلين يصعب اكتشافهم لفيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى