بريطانيا بالعربي

موقع بريطاني يكشف “سبباً محتملاً” لوفاة البريطانيين داخل فندق بالغردقة

يُزعَم أنَّ الزوجين البريطانيين اللذين لقيا مصرعهما أثناء قضائهما العطلة على ساحل مدينة الغردقة في مصر كانا نزيلين جوار غرفة الفندق التي جرى تدخينها قبلها بساعات.

وكان جون وسوزان كوبر يقضيان «إجازة العمر» مع ابنتهما وأحفادهما الثلاثة في مدينة الغردقة الواقعة على البحر الأحمر الشهر الماضي. لكن تحوَّلت إجازتهم إلى مأساةٍ حين لقيا حتفهما فجأةً في غضون ساعات، يقول تقرير لصحيفة The Daily Mirror البريطانية، ممَّا أدَّى إلى إخلاء مئاتٍ من مسافري شركة Thomas Cook.

«رائحة نتنة غامضة» داخل الغرفة

وقالت كيلي أورميرود ابنة الزوجين إنَّ غرفة أبويها في الفندق كانت معبَّقةً برائحةٍ نتنةٍ غامضةٍ، وأكَّد أحد المسؤولين لاحقاً وجود رائحةٍ «غريبةٍ». والآن، يقال إن عمَّال مكافحة الآفات قد رشُّوا الغرفة المجاورة لغرفة جون وسوزان بالكيماويات في اليوم السابق لوفاتهما.

وقالت صحيفة The Daily Mail يوم الأحد 2 سبتمبر/أيلول إنَّ تطهير الغرفة بالبخار حدث يوم 20 أغسطس/آب، وزعمت مصادر مقرَّبة من التحقيق أن الغرفتين كان لهما سقفٌ مُعلَّق مشترك.

وبعد ساعاتٍ فحسب، يوم 21 أغسطس/آب، توفي جون عن عمرٍ يناهز الـ69 عاماً بفندق Streigenberger Aqua Magic، وتوفيت بعده سوزان عن عمر 63 عاماً في مستشفىً قريبٍ من موقع الحادثة.

وهناك مخاوف الآن من أن يكون الزوجان القادمان من بيرنلي في لانكشر قد تعرَّضا لتسمُّمٍ غازيّ. وقال أحد المصادر للصحيفة: «طُهِّرَت الغرفة المجاورة بالبخار. وبعض هذه الأماكن تستعمل معدَّاتٍ ثقيلةً جداً، وثمة كيماوياتٌ مسموحٌ باستخدامها في مصر لكنَّها محظورةٌ في أوروبا».

وأكدت كيلي (40 عاماً) معلومة تبخير الغرفة. لكنَّها قالت: «لا نعلم مدى أهمية هذا لأنَّه من غير المرجَّح الآن أن نجد أية آثارٍ باقيةٍ للموادِّ التي كانت هناك». ويُزعَم أنَّ ابنة كيلي كانت ستبيت في غرفة جدَّيها تلك الليلة، لكنَّها لم تفعل ذلك بداعي وجود رائحةٍ «غريبةٍ». وقيل إنَّها حبَّذت العودة إلى غرفة والدتها. ووفقاً لسائحين آخرين، شُمِّعت الغرفة المجاورة بـ»شريطٍ صناعيٍّ سميكٍ» بعد وفاة الزوجين كوبر.

لكن ظروف الوفاة ما زالت مجهولة

وصرَّحت شركة Thomas Cook لصحيفة The Daily Mirror الاثنين 3 سبتمبر/أيلول قائلةً: «ما زلنا ملتزمين ببذل قصارى جهدنا للوقوف على حقيقة ما حلَّ بالسيد والسيدة كوبر».

وأضاف متحدثٌ رسميّ في مصر بأن ظروف الوفاة ما زالت مجهولةً.

وقالت وزيرة السياحة المصرية يوم الخميس 30 أغسطس/آب إنَّ السلطات ستفحص الطعام ووسائل النظافة في الفندق الذي نزل فيه الزوجان قبيل وفاتهما. وتابعت بأنَّ فريق الطب الشرعي سيُتِم تشريح الجثتين في الأيام القادمة.

وقال المسؤولون المحلِّيون في البداية إنَّ سوزان وجون قد وافتهما المنية من جراء سكتةٍ قلبيةٍ، لكنَّ النائب العام المصريَّ نفى ذلك، قائلاً إنَّ سبب الوفاة لم يتَّضح بعد.

وقالت رانيا المشاط وزيرة السياحة في بيانٍ لها: «يُجري الآن فريقٌ من علماء الطب الشرعي تشريح الجثمانين. أتوقَّع أن ينتهي التشريح الأسبوع المقبل».

وأضافت رانيا المشاط أنَّ فريقاً برئاسة النائب العام المصري قد أجرى فحصاً لوسائل النظافة بالفندق، عن طريق اختبار الطعام والمياه وأنظمة تكييف الهواء. وأفادت إدارة الفندق الأسبوع الماضي أنَّه لم تحدث زيادةٌ في حالات المرض.

والسلطات المصرية «لن تدَّخر جهداً» للكشف عن السبب

وسافر بيتر فرانكهاوزر المدير التنفيذي لشركة Thomas Cook إلى القاهرة للاجتماع برانيا المشاط ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يوم الأربعاء الموافق 29 أغسطس/آب «للتوصُّل إلى حقيقة الخطأ الذي حدث»، وفقاً لبيانٍ صدر من الشركة.

وصرَّح مصطفى مدبولي ورانيا المشاط في وقتٍ لاحقٍ بأنَّهما أعطيا فرانكهاوزر «تعهُّداتٍ أكيدة بأنَّ السلطات المصرية لن تدَّخر جهداً في تحديد سبب الوفاة الحقيقي».

ومسؤول أمني مصري أكد وجود «رائحة غريبة» بالغرفة

وفي وقتٍ سابق، وصفت ابنة سوزان وجون «الرائحة» في غرفة أبويها. وزعمت كيلي أنَّ أحد أفراد العائلة قد شعر «بغثيانٍ» عند دخول الغرفة يوم وقوع المأساة، وأنَّهم حاولوا القضاء على الرائحة باستعمال العطر.

وصرَّح اللواء أحمد عبد الله محافظ مدينة الغردقة للصحفيين قائلاً: «كانت هناك رائحةٌ غريبة في الغرفة». وتابع بأنَّ الغرفة قد شُمِّعت، وأن فريقاً من المتخصِّصين قد فحصوا جميع فتحات التهوية والتكييف المركزي في الغرفة.

واسترجعت كيلي المفجوعة، التي عادت إلى وطنها بيرنلي الأسبوع الماضي، لحظة اكتشافها والدها وهو في حالة «مرضٍ شديد».

إذ قالت: «في الساعة الحادية عشرة ذهبتُ وطرقتُ الباب لأرى إن كانا يأخذان قيلولةً ويريدان بعض الخصوصية، ولما فتحتُ الباب رأيت أنَّ أبي سقيمٌ للغاية. فكان يترنَّح عائداً إلى الفراش. وكانت أمي راقدةً عليه، وكان واضحاً لي أنَّ بهما خطباً ما خطيراً».

وأضافت: «لا أعرف إن كانا قد استنشقا مادةً ما أدَّت إلى تسمُّمهما. لا أملك سوى رأيي في ما يجري».

غير أن الشركة البريطانية نفت وجود أدلة على تسمم السائحين

وقال فرانكهاوزر في وقتٍ سابقٍ: «ليست لدينا أية أدلةٍ حقيقية على سبب الوفاة، لكن ما يمكنني أن أعد به هو أنَّنا في شركة Thomas Cook نبذل قصارى جهدنا لتقديم المساندة للأسرة وللسلطات المصرية.. للوصول إلى حقيقة الأمر والتعرُّف على السبب».

وتابع: «لا يوجد دليلٌ على أنَّه تسمُّمٌ بأول أكسيد الكربون. لا نملك أدلةً لكنَّني لا أريد استبعاد أي احتمالٍ قبل معرفة السبب حقاً»

وأكمل في تصريحاته: «بعد وفاة الزوجين بـ24 ساعةً، أرسلنا مختصِّينا إلى الفندق. وقد أجروا فحوصاتٍ على الطعام، ووسائل النظافة، والمياه، بجانب أنظمة تكييف الهواء، وجميع هذه الفحوصات هي الآن في مصر».

وأردف: «هم الآن ينظرون في هذه الفحوصات ويختبرونها ونحن ندعمهم في ذلك، لكنَّ ذلك يستغرق قرابة 10 أيام».

كما أن الفحص لم يجد أية انبعاثات لغازات سامة

وقال النائب العام المصري نبيل صادق إنَّ الفحص الفنيَّ للغرفة لم يجد بقايا أية انبعاثاتٍ أو تسريباتٍ لغازاتٍ ضارة أو سامة.

ووفقاً لسفين هيرشلر، كبير مديري الاتصالات المؤسسية بشركة Deutsche Hospitality، المالكة القانونية لفندق Steigenberger، لم يكن هناك مستوىً غير اعتياديّ للمرض بين النزلاء الـ1600 المقيمين بالفندق.

وقال هيرشلر إنَّ جون اشتكى من هبوطٍ في ضغط الدم، وكشف عليه طبيب الفندق يوم وفاته.

وصرَّح الاثنين متحدثٌ رسميّ باسم شركة Thomas Cook لموقع Mirror البريطانية قائلاً: «شركة Thomas Cook ملتزمةٌ ببذل قصارى جهدها للوقوف على حقيقة ما حلَّ بالسيد والسيدة كوبر. ما زالت ظروف وفاتهما مجهولةً، ومن غير اللائق التعليق على الأمر حتى تُتِمَّ السلطات المصرية تحقيقها وتُعلِن عن نتائج تشريح الجثمانين».

عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى