هولندا

لأول مرة في تاريخ البلاد.. الإنترنت يتفوق على مشاهدة التلفاز في هولندا

سبقت شبكة الإنترنت المشاهدة التقليدية للتلفزيون في هولندا، لجهة الوقت الذي يقضيه الهولنديون أمام الشاشات بكل أنواعها وفق استطلاع أجرته مؤسسة “Multiscope” البحثية الهولندية أخيراً.

ويُعَّد هذا التفوق الأول في تاريخ البلاد، والذي يظهر تقدم الإنترنت على التلفزيون، بعدما كان الأخير، وفق استطلاعات تمت في نهاية العام الماضي، يواصل تصدره كجهاز اعلامي يستأثر على الاهتمام الأكبر في البلاد الأوروبية.

وبيَّن البحث الذي أخذ عينة من 3600 شخص من الذين تجاوزوا الـ18، أن من بين 6 بلايين دقيقة يقضيها الهولنديون أمام الشاشات المتنوعة كل يوم، يذهب 27 في المئة منها في متابعة خدمات المشاهدة حسب الطلب الإلكترونية (نتفليكس ونظيراتها من الشركات العالمية والمحلية). أما حصة المشاهدة التقليدية للتلفزيون فهي 24 في المئة من هذا الوقت. وتوزع الوقت الباقي على النحو الآتي: 19 في المئة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، 12 في المئة للاستماع للموسيقى التي تبث عبر الإنترنت، 8 في المئة لمتابعة المواقع الإخبارية الالكترونية، 8 في المئة للعب ألعاب الكترونية، 2 في المئة لقراءة الكتب الإلكترونية.

وأظهر البحث أن شعبية مشاهدة البرامج حسب الطلب في تصاعد، اذ يقضي الذين شملهم البحث 139 دقيقة في مشاهدة البرامج التي تبث عن طريق هذه الخدمات، سواء المدفوعة منها، او تلك التي يوفرها التلفزيون الهولندي الرسمي مجاناً للذين يعيشون في هولندا بما يشكل زيادة بسبعة دقائق عن الوقت الذي سجله البحث الذي تم في العام الماضي. في حين انخفضت حصة المشاهدة التقليدية للذين شملهم البحث بـ 5 دقائق لتصل هذا العام الى 118 دقيقة.

وفي السؤال الخاص عما اذا كان المشتركون يفكرون بإلغاء اشتراكهم في شركات الكيبل التقليدية التي تجهز البث التلفزيوني، أعرب واحد من كل خمسة اشخاص من الذين شملهم البحث، بأنهم يفكرون جدياً بإلغاء اشتراكهم، وتوقع 18 في المئة من الذين شملهم الاستبيان بأنهم سيشاهدون التلفزيون أقل في السنة المقبلة، في حين أعرب 4 في المئة من المشتركين، بأنهم سينقطعون تماماً عن مشاهدة التلفزيون التقليدي.

وأكد البحث الفروقات المعروفة بين الأجيال العمرية لجهة طبيعة الوسائط الإعلامية التي يتسلمون منها ترفيههم، اذ أظهر البحث أن الفئة العمرية بين 18 و 35 عاماً، تشاهد أقل المحطات التلفزيونية في مقابل الوقت الذي تقضيه في استعمال شبكة الإنترنت (159 دقيقة للمشاهدة حسب الطلب، و93 دقيقة لمشاهدة التلفزيون التقليدي). في حين مازال الذين تجاوزا الخمسين من العمر أوفياءً بشكل أكبر للمشاهدة التقليدية للتلفزيون على حساب الإنترنت (150 دقيقة للمشاهدة التقليدية للتلفزيون، و120 دقيقة للمشاهدة حسب الطلب).

وحسب أرقام سابقة أصدرتها مؤسسة “MAGNA Global” البحثية الأميركية، سيبلغ الإنفاق على الإعلام بكل أنواعه في هولندا 4 بلايين يورو، يذهب منها 2.1 بليون الى المنافذ الإعلامية على شبكة الانترنت. ويستأثر قطاع المنصات الإعلامية على الهواتف المحمولة بحصة كبيرة من موازنة الديجيتال في هولندا، اذ يذهب نحو 1.05 الى هذا القطاع.

ولا تعد الأرقام الأخيرة مفاجأة كبيرة، اذ شهدت السنوات الأخيرة تغييرات ثابتة وحاسمة على صعيد تقاليد المشاهدة، وبخاصة لفئة الشباب. وسَرَعَ في التغييرات، دخول شركات عالمية السوق الهولندية مثل: نتفليكس وأمازون، وغيرهما. كما أن محطات التلفزيون الهولندي الحكومية والتجارية، استثمرت أموالاً كبيرة لتوفير برامجها للراغبين على شبكة الإنترنت، بعدما لمست أن المجتمع الهولندي يتغير بسرعة غير مسبوقة، وفضلت أن تصل إليه عن طريق منافذ جديدة، ولا تقتصر على البث التقليدي لمحتواها عبر المحطات التلفزيونية.

 

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى