هولندا

عائلة السقا تتحدث عن تفاصيل القصة و المحامي يكشف تفاصيل جديدة

نشر محامي هولندي فيديو على اليوتيوب يتحدث فيه عن وضع عائلة سورية في مدينة هيرلين الهولندية تعرضت للعنصرية و العنف من جارهم الجديد في الحي، المحامي بيتر بولتون المتخصص في قضايا العمل في هولندا قال في الفيديو أن عائلة سورية تعرضت للمضايقات من قبل جار كان قد انتقل حديثا إلى الحي بشكل عدواني، حيث قام الجار الجديد بإلقاء الألعاب النارية على منزل العائلة، وقال بولتون أن العائلة كانت خائفة جدا من هذه المضايقات.

من جهته أظهر المحامي بولتون في الفيديو الذي انتشر على موقع اليوتيوب لقطات تسجيلية للحظة إلقاء الألعاب النارية على منزل العائلة السورية، ويوضح الفيديو احتراق بعض الحاجيات التي كانت موجودة في الفناء الخلفي للمنزل بشكل تام.

عائلة سورية تتعرض للمضايقات

وقال المحامي في الفيديو: “الشيء المميز في هذه القضية هو أن لا أحد يصدقهم (العائلة) الجميع وقف مع الجار.” وأضاف: “الذي يحدث الآن هو أنه تم تحويل الإهتمام إلى جهة العائلة، لأنني استطعت أن أخبر الجميع باستخدام الفيديوهات التي تظهر الحقائق والعدوان على العائلة السورية، وهذه الحقائق بدأت بتغيير تفكير بلدية هييرلين وشرطة المدينة.”

وجهة نظر المحامي:

وبعد تواصل فريق هولندا بالعربي مع المحامي بولتون، أعطى تفاصيل جديدة عن القضية، وعرّف بولتون عن نفسه أنه محامي الأسرة في المحاكم في هذه القضية بالذات، وأن مكتبه يقع على بعد 150 متر من عائلة السقا. وقال بولتون واصفا قضية عائلة السقا بأن بعض الجيران في المنطقة قاموا بعدوان وبتشهير بحق عائلة السقا، وأضاف أن بعض المنشورات كانت قد نُشرت على مجموعات في الفيسبوك منذ عام 2019 تظهر الأب في العائلة على أنه متحرش جنسي بالأطفال، مما دفع الجار وبعض الأشخاص الآخرون في الحي ل “تولي زمام الأمور بأنفسهم” بحسب وصف بولتون.

وكشف المحامي بولتون معلومات جديدة عن شركة السكن المسؤولة عن المنازل في الحي، وقال أن لدى الشركة “سمعة سيئة” حيث أنه في عام 2018 تبين أن الشركة كانت تختار مستأجرين على أساس الأصل و اللون لسنوات طوال، حيث كانت الشركة لا تعطي منازل إلى الأشخاص أصحاب البشرة الداكنة، ولا تختار المسلمين أيضا. ودعم المحامي ادعائه على الشركة بمقالات صحفية من عام 2018 تشير إلى أن الشركة بالفعل كانت تختار السكّان بناءا على أساس عنصري.

وأضاف بولتون أن الشركة انحازت إلى جانب الجيران وطالبت بإخلاء المنزل من عائلة السقا، إلا أن ذلك الطلب تم رفضه بموجب حكم صادر في 4 نوفمبر الماضي، لكن الشركة لم تفعل أي شيء لتسهيل انتقال العائلة من المنزل بحسب تعبير المحامي.

وفي سؤاله عن الحل للمشكلة، قال بولتون أنه لم يتم إحراز أي تقدم في إنتقال العائلة إلى بلدية أخرى، وأضاف بولتون أنه أرسل رسالة إلكترونية إلى عضو مجلس بلدية هيرلين عن حزب ال SP جوردي كليمينس والمسؤول عن التعليم والشباب والثقافة والتراث والإسكان في البلدية، لكن كليمينس لم يستجب للرسالة، وقال بولتون: “لم يكن (كليمينس) سعيدا بالتحدث مباشرة إلي، ولم يؤكد استلامه للبريد الإلكتروني الذي أرسلته.”

“الإجراء المباشر الوحيد الذي اتخذته بلدية هيرلين في أوائل شهر ديسمبر هو تركيب كاميرتين على عمود الإنارة في الشارع … بعد فوات الأوان.” بولتون

هيرلين
كاميرة المراقبة التي وضعتها بلدية هيرلين
كاميرة المراقبة التي وضعتها بلدية هيرلين

ووصف المحامي الحادثة بأنها مشينة، وقال: “أنا خجل جدا من أن هذا الشيء حدث في الحي الذي أسكن فيه، وأنه تم معاملة العائلة اللاجئة بهذه الطريقة.” وشدد المحامي بولتون على أنه لايتفق أبدا مع هذا التصرف، وقال: “أنا لا أتفق مع هذا، هذه ليست الطريقة الهولندية!”

وقال: “من وجهة نظري الآن أن بلدية هيرلين والشركة المالكة لايعرفون بشكل كاف عن الشؤون المتعلقة بتعدد الثقافات، أو ببساطة كان ينبغي استخدام مترجمين فوريين، ويفضل أن يكون المترجمين مسلمين حتى يمكن حل المشكلة بين الجيران بالحديث. لكن لا أحد يريد حقًا الاستماع إلى السوريين.”

محامي
المحامي بولتون

وجهة نظر عائلة السقا:

في حديثه مع فريق هولندا بالعربي، قال محمد السقا، الأب في العائلة المعنية الذي جاء إلى هولندا هو وزوجته وأطفاله الخمسة في عام 2018 عن طريق إعادة التوطين أن الجار اعتدى على العائلة بأشكال مختلفة مثل شتم الأطفال، ورمي براز الكلب على طفله والتحرش اللفظي بطفلته.

وأضاف السقا، أن الجار استطاع التحدث إلى جيران الحي واستطاع إقناعهم برفع دعوة قانونية على السقا مفادها أن الأب في العائلة يلتقط صور للأطفال، وأن طفل السقا المريض يتحرش بالأطفال الآخرين. لكن الجيران خسروا القضية بسبب عدم وجود أي أدلة توثق الحادثة بحسب تعبير السقا.

ويصف الأب السوري تصرفات الجار بعد خسارة الدعوة القضائية بأنها أصبحت “تصرفات من العيار الثقيل” حيث استأجر الجار الهولندي شبّان قاصرين تحت ال 18 عاما، وأرسلهم إلى منزل عائلة السقا، في بعض الأحيان كانوا يحملون السكاكين، حتى أنه في أحد الأيام تعرضوا لإبنته. وقال السقا أن السبب الرئيسي لهذه التصرفات هو أن: “الجار لا يريد أن نكون جيرانه” وأضاف: “أصف الجار بأنه عنصري، و يجب أن يتعاقب على كل شيء فعله.”

وقال السقا بأنه الآن موجود في بلجيكا، لأن بلدية هيرلين كانت قد حذرته في وقت سابق من أنه يجب الخروج من المنزل بشكل مؤقت، لأن المنزل ليس بمكان آمن حاليا لأطفاله. وقالت البلدية في رسالة رسمية أُرسلت للعائلة أنه في حال لم يتم الخروج من المنزل، ستتواصل البلدية مع منظمة حقوق الأطفال لأخذ الأطفال. وأضاف السقا أن البلدية كانت قد عرضت عليه منزل في إحدى قرى بلدية هيرلين الغير مخدمة بشكل جيد، ولكن السقا رفض المنزل: “لدي طفل مريض (…) ارفض ان أسكن بقرية وعندي ولد مريض”

هيرلين
الرسالة التي أرسلتها السلطات والتي تدعو للخروج من المنزل بسبب عدم الأمان للأطفال

وفي ختام حديثه، عبّر السقا عن شكره الكبير لهولندا وقال: “شكر كبير لهولندا التي فتحت لنا أبوابها، وخاصة لأبني، والذي تغيرت نفسيته هنا وتحسنت بشكل كبير. لقد لمسنا في هولندا الخير وشعرنا بالأمان الحقيقي.” أما بالنسبة للجار الهولندي، يقول السقا: “الجار العنصري  يمثل نفسه ولا يمثل هولندا.”

بلدية هيرلين تبحث عن حل:

من جانبها، علقت بلدية هيرلين في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على حملة السوريين (أنا متضامن مع عائلة السقا) قائلة في تدوينة “نرى كثيرا من ردود الفعل على صفحتنا على الفيسبوك حول الاضطرابات بين الجيران التي تشمل عائلة سورية”.

وقالت البلدية بحسب مانقل موقع سوريا.تي في إنها “تتفهم أن هذا مصدر قلق”، مضيفة أن “لدينا اتصالات وثيقة مع أصحاب العلاقة وغيرهم لإيجاد حل جيد”.

عائلة السقا

ويخشى اللاجئون السوريون في هولندا بحسب ما تداولوا على صفحات الفيسبوك أن تتكرر مثل هذه الحالات مع آخرين، ما جعلهم يطالبون بوضع حد للعنصرية في هولندا ومحاسبة الرجل الهولندي على ما قام به.

يظهر الفيديو التالي لقطات تم تصويرها في أماكن مختلفة داخل وخارج منزل العائلة وكيف تم الإعتداء من قبل الجار على عائلة السقا.

من الجدير بالذكر أن ناشطون سوريون تداولوا خلال الأيام الماضية هاشتاج #انا_متضامن_مع_عائلة_السقا على وسائل التواصل الاجتماعي، و أن قصة العائلة انتشرت بشكل كبير بين الجاليات العربية، والصفحات التي تهتم بشؤون اللاجئين في هولندا.

تقرير: عمار حسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى