«سابقاً استهدفوا اليهود واليوم الدور على المسلمين».. حزب متطرف بألمانيا ينشر ملصقاً دعائياً يدعو لـ«مدارس خالية من الإسلام»


أثار ملصق انتخابي لحزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني المتطرف يدعو لـ «مدارس خالية من الإسلام»، للترويج لانتخابات ولاية بايرن التي ستجري منتصف الشهر القادم، صدمة بعد أن شعر الناس أن اللغة التي اعتبروها جزءاً من الماضي، والتي كانت مستخدمة في عهد النازية، قد عادت وأصبحت جزءاً من الواقع السياسي الحالي.
وتداول صحافيون ومستخدمون على الشبكات الاجتماعية خلال الأيام القليلة الماضية، صورة الملصق الانتخابي، الذي يبدو فيه عدد من الطلاب والطالبات يركضون فرحين، بينهم فتاة ترفع ذراعها نحو الأعلى؛ لتبدو وكأنها تؤدي ما يُسمى «تحية هتلر»، كُتب عليه: «ثقافة ألمانية رائدة.. مدارس خالية من الإسلام».
معاداة الإسلام ليست جديدة.. لكن المشكلة في النازية
وإن كانت المواقف العنصرية والمعادية للإسلام ليست جديدة بالنسبة للحزب، لكن ما كُتب على الملصق هذه المرة يُذكّر بالسياسية الإجرامية للنازيين ضد اليهود.
فكتبت مغردة أن النازيين كانوا يقولون حينها «هذه المدينة خالية من اليهود!»، وحزب «البديل» في بايرن يكتب اليوم «ثقافة ألمانية رائدة.. مدارس خالية من الإسلام».
Nazis damals: “Diese Stadt ist judenfrei!”@AfD_Bayern heute so: “Deutsche Leitkultur! Islamfreie Schulen!#WirSindMehr #noafd #FCKNZS @politicalbeauty @ARD_BaB pic.twitter.com/WWQjEKRdqn
— Emely ? (@Kelticca) September 6, 2018
وكتب الصحافي الألماني-المصري كريم الجوهري، مدير مكتب تلفزيون «أو آر إف» النمساوي في القاهرة، على تويتر، أنه سبق أن كانت «خالية من اليهود» ثقافة ألمانية رائدة لديهم ذات مرة، وأنه كان يعتبر من المستحيل أن يحدث ذلك، «لكن هل سيصبح التاريخ ببطء واقعاً مرة أخرى؟»، معبراً عن تفاؤله في أن ألمانيا المناهضة للعنصرية ستبقى أكبر، تحديداً بسبب ماضيها.
Judenfrei hatten wir schon einmal als deutsche Leitkultur. Hatte das immer für unmöglich gehalten: Aber wird die Geschichte schleichend wieder zur Gegenwart? Bleibe Optimist und glaube, dass das antirassistische Deutschland gerade aufgrund seiner Geschichte immer größer bleibt https://t.co/usz3rux3UX
— Karim El-Gawhary (@Gawhary) September 6, 2018
أما فلوريان كلينك، رئيس تحرير صحيفة «فالتر» الأسبوعية، فتوقّع رؤية صورة الملصق يوماً ما في متحف للتاريخ المعاصر في قسم بروباغندا الكراهية. وقال مراسل مجلة دير شبيغل، حسنين كاظم، في تغريدة على تويتر مرفقة بالصورة، إنه كان يعتقد أن مقولة «سابقاً كانوا اليهود، اليوم المسلمون» مبالغ فيها، لكن حزب البديل أثبت له أنه على خطأ.
Ich hielt den Spruch: “Früher waren’s die Juden, heute die Muslime” für übertrieben. Die @AfD belehrt mich eines Besseren. pic.twitter.com/GVlbZN2svS
— Hasnain Kazim (@HasnainKazim) September 6, 2018
وعقد البرلماني الأوروبي النمساوي ميشل رايمون أيضاً مقارنة بين هذا الملصق وبين الدعاية النازية ضد اليهود، وكتب على تويتر أنه تتم المطالبة بـ «الفصل العرقي» في الحملة الانتخابية في بايرن، معتبراً أن من لا يرى الفاشية، لا يريد ببساطة أن يرى.
Im bayrischen Landtagswahlkampf wird die “Rassentrennung” in der Schule gefordert. Wer den Faschismus nicht sieht, will ihn einfach nicht sehen. pic.twitter.com/chRdVx7WKP
— Michel★Reimon (@michelreimon) September 6, 2018
وتساءل نيما موفاسات، النائب في البوندستاغ عن حزب «دي لينكه» اليساري، عما يخطط حزب «البديل لأجل ألمانيا» فعله مع المسلمين، بعد مطالبته بمدارس خالية من الإسلام، مضيفاً أن الأمر بدأ مرة على هذا النحو، ويعرف المرء كيف يمكن أن ينتهي، في إشارة إلى ما فعله النازيون وإبادتهم ملايين اليهود.
In #Bayern fordert die AfD “islamfreie Schulen”. Da fragt man sich nur noch, was die AfD mit Muslimen so vor hat… So fing es übrigens schon mal an und man weiß wie enden kann. #NoAfD #NoNazi https://t.co/Bs59q1JU8s
— Niema Movassat (@NiemaMovassat) September 8, 2018
وأشارت النسخة الألمانية من موقع «فايس» إلى البعد العنصري في صورة الملصق، وهو أنه يكفي أن يكون المرء أبيض البشرة لكي يكون ألمانياً، إذ إن ما يجمع كل الظاهرين في الصورة بشرتهم البيضاء.
مخاوف من تأثير هذه الشعارات على العلاقة بين الطلاب
ونقل موقع «شبيغل أونلاين» توضيح فرع حزب «البديل» في بايرن عما يقصدونه بـ «خالية من الإسلام»، وهو: «إننا لا نريد لا التعليم الديني الإسلامي ولا المحجبات في المدارس».
ونفى الحزب في رده على الموقع أن يكون قد أوحى بمنع الطلاب المسلمين من الدوام في المدارس، زاعماً أن هناك فرقاً بين المسلمين والإسلام.
وانتقدت سيمونه فلايشمان، رئيسة رابطة المعلمين والمعلمات في بافاريا، هذا الإعلان الانتخابي، وبيَّنت أنه يشيع أجواء معينة لا يمكن منع تسربها للمدارس، ما يجعل الأمر خطيراً، لافتة إلى أن مثل هذه الشعارات قد تضر التآلف بين الطلاب في المدارس، ما يجعل من واجب الطاقم التدريسي محاولة تداركها وتسويتها.
يشار إلى أن حكومة ولاية بايرن بدأت منذ عام 2011 برنامجاً تجريبياً لتعليم الدين الإسلامي في المدارس وبات يمدد مراراً، ومن المنتظر أن يستمر حتى عام 2019. ويتعلم حوالي ثلث الطلاب المسلمين في الولاية، في أكثر من 300 مدرسة في بايرن، الدين الإسلامي.
وحيال المواقف المعادية للأجانب والمسلمين التي ينتهجها الحزب المذكور إلى جانب الحزب المسيحي الاجتماعي، الذي يتزعمه وزير الداخلية هورست زيهوفر، نشر حزب «الحزب» الساخر ملصقاً انتخابياً كتب عليه بالعربية: «بافاريا جميلة» على صورة سيدة تلبس علم ولاية بايرن كحجاب.
الحزب يروِّج لـ«ثقافة ألمانية رائدة» بصورة للأجانب
وأوضح الصحافي فيته ستيغرس على تويتر، أن الصورة المستخدمة في الملصق هي «ستوك فوتو»، ملتقطة في سلوفاكيا.
Langsam glaube ich, dass keine Partei so viele ausländische Models auf ihren Plakaten zeigt wie die AfD. #multikulti pic.twitter.com/VpzpynV1lk
— Fiete Stegers (@fiete_stegers) September 6, 2018
وقال «ستيغرس» إنه بدأ رويداً رويداً يعتقد أن ما من حزب استخدم هذا العدد الكبير من صور «موديل» أجانب على ملصقاته الانتخابية كحزب «البديل»، مشيراً بذلك إلى الكشف عن استخدام الحزب صور عارضين من مختلف دول العالم في حملات سابقة، رغم أنه ينتهج سياسة معادية لكل ما هو أجنبي.
وأرفق كلامه بتعليق من شركة «شترستوك» على استخدام الصورة في الملصق.
وذكرت الشركة أنها لا تتفق مع السياق الذي استخدم فيه وتنأى بنفسها عنه، موضحة أنه ليس بوسعها متابعة أين تستخدم صورهم.
وأكدت أن الصورة ملتقطة في سلوفاكيا وكل الظاهرين فيها مواطنون سلوفاكيون، وأنه تم التقاطها بنيَّة حسنة، لأجل الترويج لتعدد الثقافات لا لمهاجمة أحد.
وأقر فرع الحزب في برلين ضمنياً بصحة ذلك، وقال إن استخدام صور «موديل» أجانب في ملصقاته، التي يروج فيها للثقافة الألمانية، يتفق مع سياسته بشأن أوروبا.
Passt zum #AfD Programm:
•Ja zu Europa
•€U grundlegend reformieren
•Qualifizierte Einwanderung nach Punktesystem https://t.co/A879p5gNqd— AfD Berlin (@AfDBerlin) September 7, 2018
المصدر: عربي بوست