مصادر تقول إن ألمانيا ستشهد مفاجأة جرّاء انخفاضِ تكاليف الإقتراض


ألمانيا_ برلين : قال ثلاثةُ أشخاصٍ على درايةٍ بميزانية برلين، إنّ ألمانيا تتوقع انخفاض تكاليف الإقتراض بسبب عوائدٍ قياسيّةٍ منخفضة، وهذا قد يخلق مفاجأةً بنحوِ خمسة مليارات يورو هذا العام وربما أكثر.
ففي الميزانية الفيدرالية لعام 2019 ، خصّصت حكومةُ المستشارةِ أنجيلا ميركل في البداية 17.6 مليار يورو (19.36 مليار دولار) للديون.
لكنّ السياسة النقدية الفضفاضة للبنك المركزي الأوروبي والطلب العالمي على سندات الملاذ الآمن، تعني أن برلين تتوقع الآن أن تدفع ما بين 10 إلى 13 مليار يورو. ذلك ما قاله شخص مطّلعٌ على تخطيط الميزانية الألمانية دون الكشف عن هُويّته.
وقال خبيران آخران في الميزانية إن تكاليف الإقتراض قد تتراوح ما بين 12 إلى 13 مليار يورو في نهاية هذا العام.
فمن يناير إلى يونيو ، وصلت تكاليف الإقتراض الألمانية إلى 4.9 مليار يورو فقط ، حسبما أظهرت وثيقة لوزارة المالية.
ورفضت متحدثة باسم وزارة المالية التعليق على الأرقام المقدّرة ، قائلةً إن الوزارة لن تشارك في أي تكهنات، وأضافت بالقولِ أنه لا يمكن استخلاص استنتاجات للنصف الثاني من العام من تكاليف الإقتراض في النصف الأول.
كما أظهرت وثيقة وزارة المالية أن تكاليف الإقتراض في ألمانيا قد انخفضت منذ خطاب” ماريو دراجي ” رئيس البنك المركزي الأوروبي الشهير في عام 2012 ، والذي هدّأ الأسواق، وتلاه برنامج غير مسبوق لشراء السندات.
وأظهرت الوثيقة أيضاً أن تكاليف الإقتراض في برلين انخفضت من 40.2 مليار يورو في عام 2008 إلى 30.5 مليار يورو في عام 2012 وأخيراً إلى 18.2 مليار يورو في العام الماضي.
وأفاد مشرّع الميزانية ” سفين كريستيان كيندلر ” والذي ينتمي إلى حزب الخضر المعارض ، إنه منذ الأزمة المالية في عام 2008 ، وفّرت ألمانيا أكثر من 160 مليار يورو من خلال سياسة سعر الفائدة المنخفضة للبنك المركزي الأوروبي.
وأضاف ” كيندلر ” إن وزير الماليّة المحافظ السابق ” وولفجانج شويبل ” وخلفه من يسار الوسط ” أولاف شولز ” يجب أن يشكروا دراجي على هذه الهدية.
كما قال كيندلر : “الحقيقة هي التمسّك بسياسة الصفر السوداء للميزانيات المتوازنة، وفي الوقت نفسه المطالبة بأسعار فائدة أعلى، وهذا غير متناسب اقتصاديّاً.”
وعلى إثر ذلك دعا “ميركل” و “شولز ” للتخلّي عن سياسة الميزانية المتوازنة وتعزيز الإستثمار العام من خلال الديون الجديدة.
وقال أوتو فريك ، كبير المشرّعين في الميزانية الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الحر المعارض للأعمال ، إنّ تكاليف الإقتراض من المرجح أن تأتي أقل من المتوقع هذا العام.
ومع ذلك ، فقد حذّر من أن المكاسب غير المتوقعة المحتملة قد تتآكل جزئياً، بسبب إيرادات الضرائب التي جاءت أضعف من المتوقع في الوقت الذي يتأرجح فيه الإقتصاد الألماني على شفا الركود.