في ألمانيا نسبة المهاجرين عالية جدا، ولكن في الوقت ذاته الهجرة ضرورية لأسباب اقتصادية، هذا التنقاض في الرأي أظهره استطلاع أجرته مؤسسة بيرتلسمان. فكيف برر مدير المؤسسة هذا التناقض؟
تناقض في آراء الألمان حول موقفهم من الهجرة، هذا ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته مؤسسة بيرتلسمان مؤخرا. في الاستطلاع الذي شارك فيه 2000 شخص أجاب 52 بالمئة من المشاركين بأن “نسبة الهجرة عالية إجمالا”. وبحسب الاستطلاع، يرى 65 بالمئة من المشاركين فيه أن الهجرة لها تأثير إيجابي على الاقتصاد بينما يرى 71 بالمئة أن وجود المهاجرين عبء على الدولة الألمانية.
تناقض نتائج الاستطلاع برره يورغ دراغر، رئيس مؤسسة برتلسمان، بأن ألمانيا عمليا أصبحت الآن بلد هجرة، وأضاف “إن السكان يرون تحديات الهجرة بوضوح، لكنهم من جانب آخر يرون الهجرة فرصة لمجتمع يكثر فيه عدد المسنين”.
وأظهر الاستطلاع ربط الكثيرين الهجرة بأشياء سلبية. إذ يعتقد 63 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أن أغلب المهاجرين لا يتقبلون القيم الألمانية. ويخشى 64 بالمئة من الألمان الذين شاركوا بالاستطلاع من المشاكل التي تظهر في المجتمع الألماني بسبب الهجرة مثل المشاكل المتعلقة بالمدراس ونقص أماكن السكن في المدن. و69 بالمئة من الألمان يخشون من الهجرة بسبب الصراعات التي تحدث بين المهاجرين والألمان.
وبالمقابل يرى كثير من المشاركين في الاستطلاع أن الهجرة تمنح ألمانيا فرصا جيدة، إذ أجاب 64 بالمئة أن الهجرة تساعد في التغلب على مشكلة شيخوخة المجتمع الألماني. ويرى 41 بالمئة من الألمان أن الهجرة فرصة جيدة لمكافحة نقص المهارات. ويعتقد ثلثا المشاركين في الاستطلاع أن الهجرة تجعل الحياة في ألمانيا أكثر إثارة للاهتمام.
وجدير بالذكر أن موقف الألمان من الهجرة يرتبط بالعمر . فأغلب المشاركين في الاستطلاع والذين يرون أن الهجرة أمر إيجابي أكثر من أنها خطر كانوا شبابا. ما يعني “أن ثقافة الترحيب في ألمانيا” مرتبطة بالشباب. فتقييم الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، لموضوع الهجرة كان مختلفا تماما عمن هم أكبر سنا.
كما أن موقف المشاركين في الاستطلاع يعتمد كثيرا على مناطق سكنهم. إذ يرى 83 بالمئة من سكان شرقي ألمانيا أن الهجرة تشكل عبئا على بلدهم، مقابل 68 بالمئة من المشاركين الذين يعيشون في غربي ألمانيا. ويرى 67 بالمئة في غربي ألمانيا أن الهجرة لها تأثير إيجابي على الاقتصاد الألماني مقابل 55 بالمئة في شرقي ألمانيا.
