4 نصائح سريعة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
في هذه الأيام، قد تشعر وكأنك تسرق الوقت من العمل أو المنزل و تقدمه للآخر، و كأن الحياة لا تقدم لك الوقت الكافي لأداء أفضل ما لديك والاهتمام بحياتك العملية والشخصية بنفس القدر، لتحقيق التوازن بين العمل والحياة.
فمثلًا، متى كانت آخر مرة فصلت فيها بوضوح بين مهام العمل ومهام المنزل؟ وحتى قبل الوباء، هل فصلت حقًا بين حياتك العملية وحياتك المنزلية تمامًا؟ هل يمكنك أن تقول بثقة إنك لا تفكر بعملك في المنزل أو في الإجازة؟
محتوى المقال
صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
لأننا أصبحنا أكثر اعتمادًا على تكنولوجيا الاتصالات، وبسبب سهولة الحصول عليها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وقضاء المزيد من وقتنا عبر الإنترنت، أصبح “التوازن بين العمل والحياة” أكثر صعوبة في الوقت الحاضر.
في الواقع، يعد “التوازن بين العمل والحياة” شيئًا مستحيلًا، أي أنه لايمكن أن تقسم حياتك نصفان منفصلان تمامًا و يكونان مستقلين عن بعضهما البعض. كان يمكن أن نحقق توازن بين العمل والحياة المنزلية في الماضي، لكن عام 2020 وما حمله من انتشار الوباء صعَّب المهمة، حيث وجد الكثير منا أنفسهم بشكل دائم في وضعية العمل من المنزل.
في الواقع، نحتاج اليوم إلى التصالح مع حقيقة أنه لا ينبغي لأحد منا أن يتخلى عن حياته من أجل العمل أو العكس. و أن نركز على الربط بين الاثنين بطريقة مستدامة وواقعية – حتى عندما تكون الحدود بينهما ضبابية.
عادات غير صحية تمنع تحقيق التوازن بين العمل والحياة
من الصعب حالياً التركيز على الاستمتاع بالأشياء الصغيرة، مثل قهوتك في الصباح، أو الاسمتاع بإكمال مهام العمل البسيطة التي تحب القيام بها .
نحن كبشر نحب الراحة، و علينا الحذر من ذلك. فإذا قررت عدم ممارسة الرياضة هذا اليوم فقط؛ أو أن تبقى مستيقظًا حتى وقت متأخر لمشاهدة التلفزيون في هذه الليلة فقط. فاعلم أنك في وضع خطر.
لأن ذلك يعني أن عقلك سيصرف الكثير من قدرته لمجرد البقاء واعيًا و سيكون لديه قدرة أقل على الالتزام بالعادات الصحية التي تحافظ على صحتك على المدى الطويل.
وخاصة إذا تم نقلك فجأة إلى العمل في المنزل دون الكثير من وقت التحضير. فمن الممكن أن تكون قد قمت باختيار الراحة المؤقتة و التي ممكن أن تصبح عادات مستمرة. و في النهاية تصبح خياراتنا المؤقتة هي “الوضع الطبيعي الجديد”.
ضرورة الفصل بين العمل والحياة
فمن الصعب حاليًا الحفاظ على العادات الصحية التي تساعدك في الحفاظ على الانسجام بين العمل والحياة. ولكن في الوقت نفسه، لم تكن هناك لحظة أكثر إلحاحًا للقيام بذلك من هذا الوقت.
ومن الأهمية بمكان أن نجد طرقًا أخرى تتيح لنا تحقيق السعادة في كل من العمل والمنزل، دون الشعور بأننا نخلط بين العمل والحياة المنزلية، من دون الاضطرار إلى الانتقال إلى عمل آخر، وهو الخيار الذي يلجأ إليه كثيرون لتخفيف الضغط، والفصل بين العمل وحياة المنزل،
تقبّل أنك ربما ستعمل في المنزل لفترة طويلة من الوقت، وركز على تكوين عادات تتيح لك إيجاد انسجام بين جزأين مهمين من حياتك.
أين يجب أن تركز أولوياتك
من السهل تكرار النصائح العامة الشائعة مثل احصل على قسط كافٍ من النوم، وخذ فترات راحة، ووطد الاتصال بأسرتك.
هذا جيد، ولكن إذا كنت تريد حقًا إيجاد الانسجام بين العمل والحياة، فإليك أربع عادات محددة يمكنك تعزيزها:
1. خذ صحتك العقلية على محمل الجد
من المحزن أن الناس اليوم يستسهلون إهمال صحتهم العقلية. ويمكنك تبرير ذلك من خلال التفكير في أن الجميع في وضع غير جيد، وأن الجميع يواجهون المصاعب. هذا صحيح، لكنه تبرير غير جيد. لست بحاجة إلى أن يتم تشخيصك بالاكتئاب لتبدأ في أخذ صحتك النفسية والعقلية على محمل الجد.
إذا كنت ترغب حقًا في الاستمتاع بحياتك المنزلية وتشعر بالإنتاجية والرضا في العمل، فلا تحاول تجزئة مشاعرك. إذا كنت تمر بيوم عصيب في العمل، فيجب أن تشعر بالحرية في أخذ قسط من الراحة، أو على الأقل الابتعاد عن جهاز الكمبيوتر الخاص بك للحصول على بعض الراحة. إذا كنت تجري نقاشات حادة مع أصدقائك أو عائلتك، فاعلم أنها ستؤثر على عملك، فكن لطيفًا مع نفسك.
يقول إيتسيك ليفي ، الرئيس التنفيذي لشركة vcita، التي تم تصميم برنامجها لجعل إدارة الأعمال أقل إرهاقًا: “يبدأ العمل السليم بصاحب عمل سليم”. “من المهم أن تهتم بصحتك العقلية والعاطفية بنفس أهمية العناية بصحتك الجسدية. ابحث عن شخص تتحدث معه حول قلقك بشأن فيروس كورونا وعملك – نحن جميعًا في هذا معًا ويمكننا فقط النجاح بذلك معًا”.
التحدث عن المشاعر أمر حيوي حقًا هنا. إذا كنت لا تتواصل مع مدرب نفسي أو معالج، فابحث عن صديق أو فرد من العائلة يمكنك مشاركة مشاعرك الحقيقية معه.
2. اجعل صحتك الجسدية أولوية
تظهر الأبحاث أن النشاط البدني يساعدك على التفكير. فكر في حضور الاجتماعات أثناء استخدام المشاية الرياضية؛ ضع تمرينات عضلية في جدولك اليومي. واستمتع بوجبة غداء صحية كاملة خاصة لا يكون لديك في العادة وقت لتحضيرها لنفسك.
من المهم أن تأخذ وقتًا مع نفسك ومعرفة ما هو الأفضل بالنسبة لك. يفضل الكثير من الناس التمرينات الصباحية، والبعض يحب البدء بالعمل في السابعة صباحًا، و ممارسة الرياضة مساءً.
فائدة العمل من المنزل هي أن تمتلك المرونة والفراغ لإيجاد أفضل مسار لعاداتك الصحية.
3. راقب مستويات الطاقة لديك
يرى تومر كوهين، الرئيس العالمي للمنتجات في LinkedIn أن هناك بحث يظهر أن العمل من المنزل أكثر إنتاجية ولكنه في المقابل يجعلنا ننغمس أكثر في العمل. يقول كوهين: ” إذا كان اسمه العمل في المنزل، فسيتكون لديك شعور بأنك تعيش في مكان العمل”.
جميع الإستراتيجيات التقليدية التي يوصي بها الناس عادةً للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة أثناء العمل من المنزل، تفشل في تحقيق أقصى قدر من المرونة التي يوفرها لك العمل من المنزل.
فلا يكفي إيقاف تشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بك في الساعة 5:00 مساءً، لأنك ربما تعمل بشكل أفضل في الليل، والحقيقة هي أنك الآن تتمتع أخيرًا بالمرونة للقيام بذلك.
ولا يكفي فصل سريرك عن مكتبك المنزلي، لأنه ربما يكون هذا هو المكان الذي تحصل فيه على أفضل شبكة Wi-Fi لمكالمات عملائك. لا يكفي إعداد روتين صباحي لتنظيم تنقلاتك، لأنه ربما يكون هذا هو الوقت الوحيد الذي تقضيه مع أطفالك.
من الصعب تحديد أي نصيحة تناسب الجميع ، لذا بدلًا من ذلك جرب طريقة مراقبة الطاقة بالألوان الأحمر والأصفر والأخضر التي يوصي بها جيسون ريسنيك. ضع نقطة خضراء أو صفراء أو حمراء مرتين يوميًا لتعكس شعورك في تلك اللحظة. يمكنك إضافة تعليق واحد بجانب كل يوم لوصف الإيجابيات و السلبيات.
ومن خلال وجود جدول يجعلك على دراية بالعوامل المختلفة التي تستنزف من وقت العمل لصالح المنزل والعكس، يمكنك بسهولة التحكم في شعورك على المدى الطويل. إذا لاحظت اتجاهات طويلة المدى سواء كانت جيدة أو سيئة، فكر فيها وامنع الإرهاق قبل حدوثه.
4- ابدأ في خلق الانسجام
لا توجد طريقة مثالية للحصول على كل شيء، بغض النظر عما يخبرك به كل المدونين والمفكرين. فليس من طبيعة البشر أن يكون لديهم تقسيم مثالي بنسبة 50/50 بين ما يقومون به في العمل وفي المنزل، خاصة وأن لدينا الكثير من التداخلات اليوم. ولا يجب أن تشعر بالذنب لعدم تحقيق “التوازن”، لأنه لا يمكن تحقيقه.
والآن وبعد أن اضطر الكثير منا بشكل غير رسمي إلى وضع العمل من المنزل في المستقبل المنظور، فقد حان الوقت لأخذ الانسجام بين العمل والحياة على محمل الجد، قبل أن تتاح الفرصة أمام التوتر والقلق لأكلنا أحياء.
من السهل عدم القيام بشيء عندما نكون تحت الضغط باستمرار، ولكن بدلاً من ذلك، لماذا لا نحاول النظر إلى هذا التحول على أنه فرصة؟ يمكنك أخيرًا العمل بالطريقة التي تريدها، واكتساب العادات التي تختارها.
وللتأكد من أنك تقترب من الانسجام الحقيقي بين العمل والحياة، ركز على صحتك الجسدية والعقلية، وراقب مستويات طاقتك على أساس يومي وأسبوعي. سيتيح لك ذلك بناء حياة لا يتنافس فيها العمل والحياة، بل يتعايشان في وئام.