محتوى المقال
فن نيكسن الهولندي
في الوقت الذي تزداد فيه معدلات الإرهاق والإجهاد على مستوى العالم، تأتي هولند على رأس قائمة الدول الأكثر سعادة وأنسب الدول لتربية الأطفال وأطفالها أسعد الأطفال في العالم (وفق أحدث دراسة لليونيسيف في الشهر الماضي) ونادرًا ما ترى هولنديًا منزعجًا أو مجهدًا، بل دائمًا يرحب الجيران ببعضهم في الشارع ويبدون هادئين وراضين بحياتهم بحسب مانشرت صحيفة الديلي ميل. إذن، ما هو السبب؟ هل هي زهور التيوليب وحقول الخزامى أم الماريجوانا أم السر في الجبن الهولندي؟ هل يمكن أن يكون السر هو فن نيكسن الذي اكتشفه الهولنديون؟
ما هو نيكسن NIKSEN؟
في الهولندية كلمة NIKSEN تعني حرفيًا “لا شيء”، وتختلف تعريفات نيكسون أو نيكسن الدقيقة بين الهولنديين لكنها بشكل عام تشير إلى “القيام بشيء بلا هدف أو تركيز مثل التحديق من النافذة في اللاشيء”. وتعرفه ويكبيديا بأنه فعل هولندي يعني “عدم القيام بأي شيء”. تم استكشافه كطريقة لمكافحة المشاكل الصحية المرتبطة بالعمل مثل التوتر والإرهاق.
نيكسون هو أن تلاحظ كل شيء حولك دون أن تفعل شيئًا مثل أن تتجول بلا هدف في المحال التجارية أو السوبر ماركت أو تجلس في الحافلة وأنت تنظر من النافذة وليس في شاشة هاتفك المحمول.
نيكسون هنا لا يعني أن تقرأ كتاب أو تشاهد التليفزيون أو تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي إنه ألا تفعل شيء حرفيًا كما ذكرنا.
التوتر الدائم والضغوط تسبب الإرهاق
أصبحت حالة الإنشغال الدائم لدى الجميع شعورًا مألوفًا. اعتاد الجميع أن يكونوا مشغولين دائمًا بالكثير والكثير من المهام لكن هذا الإنشغال الدائم يؤدي إلى التوتر وعدم القدرة على التكيف والإجهاد وأيضًا عادات الأكل غير الصحية.
بعض الأشخاص يتطور معهم الأمر إلى حالة من الإجهاد المزمن حيث تكون أدمغتهم وأذهانهم في حالة تأهب قصوى دائمة، وهو أمر له أضراره الخطيرة على المستوى الفسيولوجي.
تقول عالمة النفس جولي فراغا “يتسبب الإجهاد المزمن في دخول الجسم إما في حالة قتال أو هروب، وعندما يحدث ذلك، يعمل النظام العصبي لدينا بسرعة زائدة ما قد يؤدي إلى ظهور أعراض القلق والأرق التي قد تؤدي بدورها إلى تثبيط جهاز المناعة ما يجعل الأشخاص عرضة للأمراض ومنها البرد والإنفلونزا”.
ويعني هذا أنه قد يسبب آلام جسدية أيضًا، ولهذا فإن عمل جلسة نيكسن لبضع دقائق في اليوم يؤدي إلى خفض التوتر والإرهاق.
استفادة جسدية وعقلية
الاستفادة هنا لا تقتصر على الجسد فقط بل وتمتد إلى العقل أيضًا. قرر الدكتور ماركوس رايشل طبيب الأعصاب بجامعة واشنطون دراسة الأدمغة البشرية لاكتشاف حالتها عندما لا نقوم بأي نشاط.
ومن خلال قياس نشاط الدماغ باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي، اكتشف أن أدمغة الأشخاص الذين يمارسون نيكسن= لا يفعلون شيئًا لبعض الوقت، كانت أكثر نشاطًا من أولئك الذين كلفهم بأداء مهمة محددة للقيام بها أثناء الفحص.
يقول رايشل: دماغك نشط دائمًا، ويعمل دائمًا حتى عندما لا تعمل شيء، قد يكون هذا هو السبب في أننا نكون اكثر إنتاجية بعد جلسة نيكسن ، على الرغم من أنه من الصعب علينا ان نرى قيمة فورية في عدم القيام بشيء.
يؤكد الكاتب الكندي وخبير الإنتاجية كريس بيلي أن حالة الشرود هذه هي الحالة المثالية للإبداع وحل المشكلات، “في حالة الشرود هذه، تنطلق عقولنا إلى أماكن يمكننا من خلالها ربط الأفكار التي كانت لدينا في الماضي بالمشكلات التي نواجهها في الوقت الحاضر”.
وهذا هو السبب في أننا عندما نجلس على الأريكة أو نذهب للتنزه تتجمع الأفكار مثل السحر.
10 طرق سهلة تساعدك على تفريغ عقلك من التوتر:
- نظم منزلك بحيث يكون مناسبًا لجلسات نيكسن، من خلال وضع كراسي مريحة مثلًا.
- خذ أوقات للراحة من العمل ولا تفعل شيئًا خلالها.
- تذكر أن الأعمال المنزلية وتربية الأطفال والاجتماعيات هي عمل أيضًا تحتاج أن تأخذ راحة منه.
- في نهاية كل عمل روتيني خذ وقتًا فاصلًا بتنفيذ جلسة نيكسون لبضع دقائق.
- عند قراءة كتاب، اتركه قليلًا ولا تفعل شيئًا لبضع دقائق.
- عندما تجد انك تتصفح فيسبوك بلا هدف، فاتركه و”لا تفعل شيئًا” لبعض الوقت.
- إذا كنت لا تستطيع النوم، استغل الوقت في جلسة نيكسن تفكر فيها في اللاشيء.
- إذا كنت في وسيلة نقل فلا تستخدم هاتفك المحمول طوال الوقت ولكن فقط انظر من النافذة.
- طابور الانتظار في السوبر ماركت فرصة هائلة لنيكسن.
- الوقت والمكان المثاليان لجلسة نيكسن هو عندما تكون في الحديقة أو على الشاطئ.
