مطالبات بسحب الثقة من عمدة أمستردام بعد سماحها بالتظاهرات المناهضة للعنصرية
أمستردام – هولندا بالعربي: طلبت الحكومة الهولندية من عمدة أمستردام فيميكا هالسيما تقديم تقرير مفصل إلى مجلس المدينة يوم غد الأربعاء.
التقرير الذي طلبته الحكومة يتعلق بقرار “مثلث الأمان” والذي نص على استمرار المظاهرات في ساحة الدام رغم التدابير الحكومية الصارمة التي تحظر التجمعات في ظل تفشي فيروس كورونا.
أحزاب المعارضة الهولندية لم تكن سعيدة بهذا الإجراء الذي اتخذته العمدة، لذلك طالبت أحزاب المعارضة بسحب الثقة من هالسيما عقب الأحداث الأخيرة.
من جهتها كتبت عمدة أمستردام إلى مجلس المدينة رسالة وضحت فيها أنه سيكون هناك تحقيق مستقل حول الحشود التي تظاهرت في ساحة الدام في أمستردام يوم الاثنين الماضي والتي قدرها البعض بحوالي 14.000 شخص وقدرتها البلدية بحوالي 500 شخص فقط.
Burgemeester Halsema laat drukte Damprotest extern onderzoeken https://t.co/sFAgitfkJy
— NOS (@NOS) June 8, 2020
عمدة أمستردام: لم نعلم أن أعداد المتظاهرين ستصل إلى هذا الحد
هالسيما أكدت أيضا أنها لم تمتلك هي أو الشرطة أي دليل على أن أعداد المتظاهرين في ساحة الدام ستصل إلى هذا الحد.
وقالت العمدة إنه بعد ظهر يوم الاثنين، رأت الشرطة أن حوالي 2000 شخص قد سجلوا عبر صفحة تنظيم المظاهرة على موقع الفيسبوك وأكدوا قدومهم إلى المظاهرة، لكن بناءا على المظاهرات السابقة، افترضت الشرطة أن ثلث من سجلوا فقط سيأتون إلى المظاهرة.
وأضافت هالسيما “بعد ذلك تبين أن التقديرات كانت مخالفة للواقع تمامًا لسوء الحظ، لو كانت هناك تقديرات صحيحة لكان قد تم وضع خطة بديلة بتحديد موقع آخر على سبيل المثال”.
وأكدت عمدة أمستردام أن مثلث الأمان الذي يتضمن (عمدة المدينة، قائد الشرطة و القضاء) قد اتخذ قرار عدم التدخل ووقف الاحتجاج لأنه كان سيؤدي إلى التصعيد، وقالت العمدة إن رجال الشرطة في موقع المظاهرة أشاروا إلى أن “الوضع لا يحتمل إشعال فتيل الأمور”.
وأشارت هالسيما إلى أنه حتى الآن، لم تنتج عن التظاهرات حالات إصابة بفيروس كورونا، وأكدت أنها تعلم أن فترة الحضانة لم تنته بعد واقترحت إجراء اختبارات لكل من حضر المظاهرات في ساحة الدام.
و يتعين على الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا التوجه إلى مراكز الصحة المحلية العامة GGD في أمستردام والإبلاغ أنهم كانوا في التظاهرات.
وحضر آلاف المتظاهرين يوم الاثنين الماضي إلى مظاهرة حاشدة في مركز مدينة أمستردام هتفت ضد وحشية الشرطة والعنصرية. و توقعت البلدية ومنظمو المظاهرة مجيء بضع مئات من المتظاهرين، ولكن بعد وقت قصير جاء المزيد و المزيد من الأشخاص إلى ساحة الدام في مركز المدينة، مما أصبح من المستحيل المحافظة على قواعد التباعد الاجتماعي و التي تنص على إبقاء متر ونصف بين كل شخص و آخر.
قال الوزير جرابرهاوس إن الحق في التظاهر “أمر عظيم” ، ولكن من عدد المتظاهرين كان كبير جدا، و أضاف الوزير: “الصور التي شاهدناها من المظاهرة مؤلمة لجميع الأشخاص الذين التزموا بقوانين التباعد الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة والذين عملوا بجد في هذه الأزمة.”
أشار جرابرهاوس إلى أن قرار عدم إيقاف المظاهرة قبل الأوان تم اتخاذه من قبل “مثلث الأمان” في أمستردام والذي يتكون من البلدية والشرطة والقضاء.
أظهرت صور أن العديد من المتظاهرين كانوا يرتدون أقنعة الوجه، حيث دعت الجهة المنظمة للمظاهرة إلى ذلك في وقت سابق، كما طلبت الجهة المنظمة من المتظاهرين ابقاء مسافة متر ونصف بين كل شخص وآخر، لكن بسبب الزحام، كانت كل تلك النصائح من دون جدوى.
من ناحيتها، قالت الشرطة أنها لم تصدر أي غرامات على انتهاك قواعد التباعد الاجتماعي.
المصدر/ Nos