دراسة: النساء هن الأقوى في مواجهة فيروس كورونا.. وفيات الرجال ضعف النساء
بريطانيا بالعربي: أظهرت الإحصائيات أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بفيروس كورونا. عندما ظهرت الأرقام الأولى لإصابات فيروس كورونا في الصين، تبين أنه على الرغم من أن معدلات الإصابة بفيروس كورونا كانت هي نفسها تقريبًا بين الرجال والنساء، كانت نسبة ثلثي الوفيات من الرجال ويبدو أن ذلك يعود إلى الفروق الجسدية الأساسية بين الجنسين.
Deadly bug has proven that women are the stronger sexhttps://t.co/DPCuVZfW6o pic.twitter.com/XIw9ipoj6r
— The Mirror (@DailyMirror) May 11, 2020
في البداية، أرجع العلماء ذلك إلى أن حوالي 62% من الرجال الصينيون يدخنون، مقارنةً بـ3% فقط من النساء الصينيات.
لكن أُدحضت هذه النظرية بعد ظهور أنماط مماثلة في وفيات فيروس كورونا في أوروبا والولايات المتحدة حيث ترتفع نسبة النساء المدخنات.
وتسببت حقيقة أن عدد الرجال الذين ماتوا بفيروس كورونا هو ضعف عدد النساء في تسليط الضوء على الاختلافات الفسيولوجية بين الرجال والنساء وأنه عند الحديث عن المناعة، فإن النساء هن الجنس الأقوى.
لكن يظل لوجود جهاز مناعي قوي وشرس لدى النساء في كثير من الأحيان بعض السلبيات أيضًا، فهو يجعل النساء أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد والتهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض الجهاز الهضمي.
ويعتقد بعض العلماء الآن أن هذه الاختلافات نتيجة الجنس في الصحة والمناعة هي مفتاح التغلب على فيروس كورونا والعديد من الأمراض الخطيرة.
تقول الدكتورة شارون معلم، الباحثة في علم الوراثة والتي قضت عقودًا في دراسة هذه الوظيفة “تحتوي الكروموسومات X على حوالي 1000 جين مختلف والعديد منها تشارك في دعم جهاز المناعة، بينما الكروموسوم الذكري Y لديه حوالي 70 جين فقط، تشارك أغلبها في إنتاج الحيوانات المنوية”.
ونتيجة لذلك، تمتلك النساء نسختين مختلفتين من العديد من جينات الجهاز المناعي تعمل معًا وتتبادل المعلومات الجينية.
وتقول البرفيسور “الأمر أشبه بوجود صندوق أدوات يحتوي على اثنين من كل أداة، مفكين بأحجام مختلفة ومطرقة كبيرة وصغيرة ومفتاح ربط بمقاسين مختلفين”.
وتلعب الهرمونات دورًا أيضًا، إذ يقول الدكتور كايل سو الأستاذ المساعد في طب الأطفال وطب الأسرة في جامعة ألبرتا في كندا “يميل الاستروجين إلى الحماية، لأنه يزيد من عمل الجهاز المناعي لمحاربة العدوى، في حين يبدو أن التستوستيرون أقرب للعكس”.
وتعني هذه الاختلافات أن العلماء والأطباء يتعاملون مع صحة الرجال والنساء بشكل مختلف تمامًا.
يمنح العامل XX للإناث ميزة قبل الولادة، حيث يكون الإجهاض المبكر أكثر شيوعًا عند الحمل بصبي وأيضًا تكون مضاعفات الحمل مثل مقدمات تسمم الحمل ومشاكل المشيمة أكثر شيوعًا عند الحمل بصبي.
وحوالي 55% من الأطفال المولودين قبل الأسبوع 32 هم من الأولاد، كما أن الأولاد الذين يولدون قبل االأوان هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل الشلل الدماغي والتأخر العقلي.
ويمكن أن يكون أحد أسباب ذلك هو أن الفتيات في هذه المرحلة (الولادة المبكرة) يكون لديهن مستويات أعلى من الكاتيكولامينات والتي تُسمى بـ هرمونات الهروب والقتال، يتم إفرازها بواسطة الغدد الكظرية، كرد فعل للتوتر والضغط، وهم جزء من الجهاز العصبي الودي، وهي المسؤولة عن تجهيز الجسم للنشاط البدني.
ولعل أوضح مثال على تفوق النساء هو متوسط العمر المتوقع. بحسب مكتب الإحصاء الوطني فإن متوسط عمر الرجال هو 79.3 عامًا بينما متوسط عمر النساء هو 82.9 عام.
ويصل رجل واحد فقط من بين كل خمسة رجال إلى عيد مولده التسعين، مقارنةً بواحدة من بين كل ثلاثة نساء.
ووجدت دراسات لباحثين دنماركيين درسوا سجلات الوفيات من سبع مجاعات وأوبئة من بينها مجاعة البطاطس الأيرلندية أن النساء “هن الأطول عمرًا”، حيث كشفت الدراسات أنهم عاشوا فترة أطول بعد كل وباء.
كما أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 29% وأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب قبل الخمسين؛ ربما يكون لنمط حياتهم دورًا كونهم يدخنون أكثر أو بسبب زيادة الوزن، لكن للهرمونات عامل أيضًا.
حتى سن اليأس، تكون لدى النساء مستويات أعلى من هرمون الاستروجين، في حين تؤكد الدراسات أن الهرمون يقلل من الإجهاد وضغط الدم والتليف كما يحسن مرونة الأوعية الدموية.
وعلى العكس يفعل هرمون التستوستيرون، الذي يزيد من مخاطر أمراض القلب عن طريق تثبيط مستويات الكوليسترول الصحي للقلب.
ولكن برغم ذلك، غالبًا ما ينجو الرجال من أول نوبة قلبية، لأن النساء غالبًا ما تتأخر في طلب المساعدة.
كما تقل احتمالية خضوع النساء لجراحات الدعامات بسبب اختلاف الشكوى من الأعراض أيضًا، ففي الوقت الذي يشكو فيه الرجال من ألم شديد في الصدر، تصف النساء هذا الألم بأنه مجرد ضيق أو يتجاهلنه باعتباره مجرد عسر هضم.
كما أنه من الشائع أن تشكو النساء من ألم الذراعين والغثيان والتعرق والتي هي أعراض مصاحبة لأمراض أخرى كثيرة بخلاف النوبات القلبية.
وأظهرت الدراسات أن وجود جهاز مناعة شرس يضع النساء في خطر أكبر من اختلال المناعة الذاتية.
مرض التصلب المتعدد أكثر شيوعًا لدى النساء بثلاث مرات من الرجال، ومقابل كل تسع نساء مصابات بمرض الذئبة، يصاب به رجل واحد فقط. وتزيد نسبة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي تحت سن الخمسين من أربع إلى خمس مرات بين النساء.
لكن برغم ذلك، يرى العلماء أن أداء النساء أفضل بكثير، فقد وجدت إحدى الدراسات أن متوسط درجات الخطورة لدى الرجال هو 5.11 بينما المتوسط لدى النساء 3.02 فقط.
وتظهر دراسات اللقاحات ومن بينها لقاح السل والدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي أن استجابة النساء المناعية أقوى بكثير مما يمنحهن حماية أفضل.
كما خلصت بعض الدراسات إلى أن النساء لديهن درجات أعلى لتحمل الألم.
المصدر/ ميرور