خبراء ألمان يتوقعون نهاية وباء كورونا بألمانيا في هذا الموعد
العلماء في مختلف أنحاء العالم في صراع مع الزمن أملاً في إنهاء أزمة كورونا وعودة الحياة لطبيعتها تدريجياً. علماء ألمان لا يتوقعون نهاية وباء فيروس كورونا في ألمانيا قبل سبتمبر/أيلول من هذا العام. فما هي تفاصيل توقعاتهم؟
قدم علماء من جامعتي “ماينز” و”هامبورغ” الألمانيتين بقيادة عالم الفيروسات “بودو بلاختر” نموذجاً علمياً يتوقعمسار فيروس كورونا في ألمانيا في الفترة المقبلة. وبحسب شبكة SWR الألمانية، فقد أنجز العلماء دراسة سيناريوهين للفترة المقبلة، أولهما دراسة مسار الفيروس في ظل استمرار الإجراءات الوقائية للعزل الإجتماعي في ألمانيا حتى آخر شهر إبريل/نيسان فقط.
في هذه الحالة يتوقع العلماء انتشار العدوى لتبلغ ذروتها في شهر يونيو/حزيران بعدد إصابات تبلغ حوالي مليون وثلاثمائة ألف شخص. أما إذا تم تمديد فترة العزل الإجتماعي، والتي تتضمن أيضاَ إغلاق المدارس لشهرين إضافيين، يتوقع الخبراء عدد حالات يقل بمائة ألف شخص عن مؤشرات السيناريو الأول، كما يتوقعون أن تكون ذروة المرض في هذه الحالة في شهر يوليو/ تموز.
أرقام مؤكدة بحلول عيد الفصح
وأكد العلماء في عرضهم أن هذه “تقديرات تقريبية” وليست أرقاماً مؤكدة كما ذكرت شبكة SWR، فهناك العديد من الأسئلة المهمة التي يجهلون الإجابة عنها. على سبيل المثال، لا توجد بيانات عن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض رغم إصابتهم بالفيروس. كما لا توجد طريقة لمعرفة النسبة النهائية من سكان ألمانيا الذين ستصيبهم العدوى.
وكان لوتار فيلر، رئيس معهد روبرت كوخ الألماني، قد توقع التوصل إلى أرقام “مؤكدة”عن الأزمة بحلول عيد الفصح. كما طالب الألمان بأخذ فيروس كورونا على محمل الجد، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 41 بالمائة فقط من الشعب الألماني يرون كورونا خطراً عليهم بحسب تصريحات نقلتها وكالة “د. ب. أ” الألمانية عن رئيس معهد كوخ الذي يعد المرجع العلمي الرئيسي في ألمانيا.
سيناريو يبعث على التفاؤل
اعتمد العلماء في حساباتهم على أرقام من كوريا الجنوبية وإقليم أوهان الصيني الذي بدأ فيه الوباء لتطوير ما أسموه بـ”السيناريو الإيجابي”. وبحسب هذا النموذج سيبلغ الوباء في ألمانيا ذروته في شهر مايو/آيار بإصابة نحو 0,6 بالمائة من السكان بالمرض. إلا أن أغلب التوقعات تتجه لنسبة إصابات تصل لستة بالمائة، وهو ما يعني إصابة خمسة ملايين شخص من أصل 83 مليوناً في ألمانيا بفيروس كورونا.
عبء ثقيل على النظام الصحي
لكن حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلا، سيمثل التعامل مع المرض تحدياً كبيراً للنظام الصحي الألماني بحسب ما ذكر أحد أعضاء الفريق العلمي والخبير الاقتصادي كلاوس فيلده لشبكة SWR. فبحسب قوله مازالت ألمانيا في المراحل الأولى للوباء. لهذا السبب قرر وزير الداخلية الألماني “هورست زيهوفر” بعد مشاورات مع نظرائه على مستوى الولايات عدم رفع إجراءات العزل الاجتماعي في الفترة المقبلة.