طلبت بولندا من ألمانيا دفع تعويضات عن حمام الدم المتوحش الذي حصل في بلادهم خلال الحرب العالمية الثانية. و يقول النواب البولنديون أن الفاتورة غير المدفوعة يمكن أن تصل إلى 851 مليار يورو بسبب الحجم الهائل للدمار والمذابح التي قام بها أدولف هتلر اثناء الحرب العالمية الثانية.
وفالت صحيفة “ذا صن” أنه يقدر أن أكثر من ستة ملايين بولندي لقوا حتفهم خلال الاحتلال الألماني 1939-1945.
وقد بلغت هذه النسبة 21 في المائة من السكان قبل الحرب، مما يعني أن بولندا عانت أكثر الوفيات بين مواطنيها بسبب الحرب من أي بلد آخر، خلال أسوأ صراع على الإطلاق.
وفي المراحل الأخيرة من الحرب، ومع اقتراب وصول الجيش الأحمر السوفيتي، دمر النازيون بشكل منهجي ما يصل إلى 90 في المائة من جميع المباني.
وتم هدم المصنوعات الثقافية أو سرقتها في حين أن ما يقرب من ثلثي صناعة البلاد وأكثر من ثلاثة أرباع بنيتها التحتية كانت في حالة خراب. ومع ذلك، لم تتمكن العاصمة البولندية وارسو من اصلاح سوى جزء صغير من الأضرار التي لحقت بها.
وعلى عكس البلدان الأخرى التي عانت من ويلات النازية، فقد تم دفع تعويضات فقط للعائلات البولندية التي تأثرت بالمحارق التي حصلت وغيرها من الفظائع. ولم يكن هناك تعويضات رسمية بين البلدين.
وقال وزير الخارجية البولندي جاسيك تشابوتوفيتش لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “هناك دول تضررت أقل بكثير من بولندا لكنها تلقت المزيد من التعويضات … هل هذا مقبول؟”
“نحن لا ندين لكم بشيء”
ويأتي هذا الطلب قبل زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي سيحضر احتفالًا بالذكرى الثمانين للغزو النازي في الأول من سبتمبر في مدينة ويلون، أول مدينة بولندية تتعرض للهجوم اثناء الحرب.
و تم حساب مبلغ 851 مليار يور من قبل حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا والذي شكل بدوره لجنة برلمانية لحساب المبلغ.
وفقًا لصحيفة دي فيلت، سيطلب رئيس الحزب أركاديوس مولتشيك، المبلغ في تقرير سيتم نشره في يوم زيارة الرئيس الالماني للمدينة. لكن ألمانيا تصر على أنها لا تدين بشيء.
من الجدير بالذكر أن بولندا والاتحاد السوفييتي اتفقتا في عام 1953 على عدم طلب المزيد من الأموال. ومع ذلك، تؤكد وارسو أن الحكومة حينها تعرضت لضغوط من قبل موسكو للقيام بتسوية.
و دفعت ألمانيا حتى عام 2018 مبلغ 76 مليار يور إلى الدول الأخرى التي قتل فيها النازيين العديد من سكانها، وفقًا لأرقام وزارة المالية الالمانية.
في أكتوبر / تشرين الأول، أشارت اليونان إلى أنها ستعيد إحياء الدعاوى القانونية ضد ألمانيا التي تطلب منها أكثر من 241 مليار يورو بسبب فظائع الحرب العالمية الثانية.
و تسبب الاحتلال الألماني في الفترة من 1941 إلى 1944 في مقتل أكثر من 300.000 مدني وتسبب في أضرار جسيمة في اليونان. لكن ألمانيا تقول إن القضية تمت تسويتها مع تعويض قدره 115 مليون مارك الماني في عام 1960.
