لاهاي _ هولندا بالعربي : قام اليوم الطفل السوري أحمد ( 15 سنة ) بتمثيل ملايين أطفال العالم الذين يعيشون في مناطق النزاع أمام البرلمان الهولندي، وكان بصحبته الطفل فارزاد ذو الإثنا عشرة عاما من أفغانستان.
تحدث كل من أحمد وفارزاد بإسم ما لا يقل عن 420 مليون طفل حول العالم من الأطفال الذين يعيشون في أماكن النزاعات والحروب، وقد تضاعف هذا العدد خلال العشرين سنة الماضية، حيث أصبح واحد من كل خمسة أطفال حول العالم يعيش في منطقة حرب بحسب تقرير أعدته منظمة أوقفوا الحرب على الأطفال تحت رعاية منظمة أنقذوا الأطفال الإغاثية والذي تم نشره اليوم.
لحسن حظ أحمد وفارزاد أنه ليس عليهما أن يعيشا في مناطق الحرب بعد الآن، حيث إنتقل كل منهما إلى هولندا برفقة أهلهم وهم يعيشون الآن في أوسندريخت وكريمبن آن دن آيسل.
ويرتاد كلا الطفلين المدارس اليوم برفقة زملائهم الهولنديين الذين لم يختبروا ظروف الحرب، يقول أحمد ضاحكا ( أحيانا أسمع النكت من زملائي في المدرسة حول الأحزمة الناسفة، كانوا يعتقدون أننا جميعا نمتلك أحزمة كتلك، ولم يكونوا يدركون كم أبكت تلك الأحزمة من عيون )
فقط أوقفوا تلك الحرب
لم يكن الطفل السوري أحمد منزعجا من زملائه في المدرسة وهو لا يلومهم، بل أعرب أحمد عن غضبه من البالغين الموجودين في بلده الأم الذين يديرون الحرب، وقال أمام أعضاء البرلمان ( لماذا تخوضون الحروب يا أبناء بلدي؟ فقط أوفقوا تلك الحرب! ).
وأكد أحمد بعد نهاية كلمته أمام أعضاء البرلمان أن لا يرغب بأن يصبح سياسيا عندما يكبر، بل يريد أن يصبح طبيب أطفال.
عندما أغلق عيني أرى كل تلك الأحداث مجددا
فارزاد تكلم عن ذكريات الحرب في بلده حيث كان يقف على الباب ويسمع صوت الإشتباكات بين الجيش وطالبان، وكان يخاف جدا من صوت الرصاص وذكر صراخ والدته.
وأضاف فارزاد أن والده وأخته قد تم اعتقالهما ولم يرى أخته مرة ثانية، وقال ( كان هنالك ثقوب كبيرة في باب دارنا وثقوب أكبر في الباب الكبير الخاص بالحي )
وذكر فارزاد أنه لم يستطع النوم خلال السنة الأولى التي جاء فيها إلى هولندا، ( كنت أنام لمدة ساعة لا أكثر، لأني كنت عندما أغلق عيني أرى كل تلك الأحداث مجددا )
