قواعد جديدة لمشاهدة المواقع الإباحية في بريطانيا
فرضت الحكومة البريطانية قواعد ستطبق قريبا تفرض على متابعي المواقع الإباحية إثبات أن أعمارهم تتجاوز 18 عاما.
وقد يعني ذلك الإفصاح عن عنوان البريد الإلكتروني أو كشف تفاصيل بطاقة الائتمان.
وستطلب الحكومة البريطانية من كافة المواقع الإباحية إضافة برنامج للتحقق من سن المستخدم. وتقول إن الهدف من ذلك هو حماية الأطفال.
ولكن هناك غموضا بشأن سبل فرض تلك القواعد التي قد تهدد خصوصية المستخدم.
كيف أثبت عمري؟
هناك العديد من الشركات طورت برامح للتحقق من العمر.
وقد يشمل ذلك إدخال رقم الهاتف والبريد الإلكتروني وتفاصيل بطاقة الائتمان كما يشمل ذلك الذهاب لمتجر وتسليم بطاقة الهوية والحصول على كود من 16 رقما لاستخدامه في المواقع الإباحية.
وقد طورت شركة مايندغيك، صاحبة عدد من أكبر المواقع الإباحية في العالم، برنامجها للتحقق من السن حيث أنتجت بطاقة هوية للعمر من المتوقع أن يسجل بها ما يتراوح بين 20 و25 مليون مستخدم في بريطانيا.
ولم يكشف الموقع تفاصيل هذه الهوية التي من المتوقع أن تشمل عدة طرق كبطاقة الائتمان ورسالة نصية وجواز السفر ورخصة القيادة.
هل ستكون بيانات المستخدم آمنة؟
يعتمد ذلك على من يسأل.
يشعر البعض أن السماح لشركة واحدة بتسجيل 25 مستخدم للمواقع الإباحية من بريطانيا حدثا ينتظر حدوثه.
وفي عام 2016 تم الكشف عن 800 ألف اسم مسجل في مايندغيك في عملية قرصنة تعرضت لها الشركة.
ولكن تقول الشركة إنها لن تخزن بيانات التحقق من العمر ولن تراقب ما يشاهده المستخدم.
لماذا يحدث ذلك؟
يمكن رصد بداية التغيير في خطاب لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون عام 2013 عندما قال إن هدفه هو حماية الأطفال من المواد الإباحية على الانترنت بعد أن أشارت دراسات إلى أن ثلثي المراهقين شاهدوا أفلاما إباحية.
وقد خضع الأطفال خلال الثلاثة أعوام الأخيرة لنحو ألفي جلسة استشارية حول المواد الإباحية على الإنترنت.
متى سيحدث ذلك؟
من المقرر أن يبدأ ذلك فعلا.
كانت الخطة قد أعلنت في يوليو/ تموز عام 2017 وكان من المقرر بدء الحظر في أبريل / نيسان الجاري ولكن أعلن في مارس / آذار الماضي عن تغيير الموعد لوقت لاحق من العام الجاري.
من الذي سيغلق المواقع الإباحية؟
هذه هي مسؤولية الهيئة البريطانية لتصنيف الأفلام.
فهي تقوم حاليا بتحديد الفئات العمرية لمشاهدة الأفلام وسوف تطلب من الشركات التي توفر خدمة الإنترنت وشركات المحمول بإغلاق المواقع التي لا ترضخ للقواعد الجديدة.
هل سينجح المنع؟
دون شك هناك وسائل لتجاوزه.
فخدمات “في بي إن” تسمح للمستخدمين بالظهور وكأنهم في دول أخرى ذات رقابة أقل ولا يوجد ما يحول بين من هم دون الثامنة عشر وهذه الوسائل.
كما يمكن للأطفال الحصول على تفاصيل الهوية الخاصة بالكبار.
فهذه الخطوة لا تمثل الرصاصة الفضية ولكنها خطوة مهمة.
هل يؤدي ذلك لظهور مواد إباحية أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي؟
ممكن. فإغلاق حسابات على مواقع التواصل بسبب مواد إباحية أقل من المواقع.
وربما يساعد ذلك منتجو المواد الإباحية على الإعلان أكثر على مواقع التواصل.
القواعد الجديدة
ويعمل الكثير من مطوري الإنترنت على وسائل تساعد صناعة المحتوى الإباحي على تلبية متطلبات القواعد الجديدة.
وقال وارنر راسل من شركة دبليو 2 غلوبال “نعمل جميعا في الخفاء تقريبا ونبذل قصارى جهدنا لتخمين ما قد يكون مقبولا وما قد لا يكون كذلك”.
وتطور دبليو 2 غلوبال أداة للتحقق، وتقدم بالفعل خدمات لقطاع الخدمات المالية وقطاع القمار.
وأبدى أليستر غراهام، من شركة “أيدج تشيكد” للتحقق من السن، دهشته من عدم طرح القواعد الجديدة للحوار المجتمعي، مشيرا إلى أن القواعد الجديدة “سوف يتأثر بها ما يتراوح بين 20 و34 مليون شخص في بريطانيا”.
وأضاف أنه “حتى وقت قريب كان من المفترض أن تفعل هذه القواعد في نهاية أبريل/نيسان”.
وقال إنه رغم معارضة البعض لتلك القواعد، فإنها سوف تكون مفيدة في حماية الأطفال، مؤكدا أنها “إجراءات تريح الآباء والأمهات من الرقابة المستمرة للأطفال أثناء الدخول على مواقع الإنترنت”.
المصدر: بي بي سي