كشف تفاصيل تسميم الجاسوس الروسي ببريطانيا
أعلنت الشرطة البريطانية الأربعاء أن العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته تعرضا للتسميم بغاز الأعصاب في منزلهما بمدينة سالزبوري.
وقال دين هايدون نائب قائد شرطة العمليات الخاصة البريطانية التي تتولى التحقيقات إن البحث كشف عن نسبة كبيرة من غاز الأعصاب بالقرب من باب شقة سكريبال، وإن السؤال الآن هو عن ملابسات حصول ذلك.
وتوقع هايدون أن تنتهي التحقيقات قريبا وتعلن نتائجها، وأنها ستكشف عن كافة الملابسات المتعلقة بالقضية التي قال إن ما سيساعد على كشف خيوطها هو الكم الكبير من الساعات المسجلة لكاميرات المراقبة وشهود العيان الذين أدلوا بشهاداتهم.
وفي وقت سابق أمس، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن روسيا أساءت تقدير ردود الفعل الدولية على الهجوم بغاز الأعصاب على سكريبال في إنجلترا. وتتهم لندن موسكو بالمسؤولية عنه.
وفي كلمة أمام سفراء في لندن، قال جونسون إن 27 دولة حتى الآن تحركت لطرد دبلوماسيين روس بسبب الاشتباه بضلوع موسكو في الحادث.
وقال “إذا كانت (روسيا) تعتقد أننا أصبحنا ضعفاء معنويا، ومعتمدين بشدة على النفط والغاز، وأننا سنظل نعزف عن المخاطر، ونخشى روسيا لدرجة أننا لا نتجرأ على الرد؛ فهذا هو الرد عليهم”.
وتنفي روسيا أي دور لها في الهجوم على الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا اللذين عُثر عليهما فاقدي الوعي في مدينة سالزبوري يوم 4 مارس/آذار، وهما يرقدان منذ ذلك الحين في حال حرجة بالمستشفى.
دعم غربي
وفي خطوة تعكس دعما منسقا لموقف بريطانيا من قضية التسميم هذه، هرعت دول غربية كثيرة إلى استدعاء سفرائها في موسكو للتشاور، كما أعلنت دول أخرى طرد دبلوماسيين روسيين من أراضيها.
فقد استدعت كل من لوكسمبورغ وسلوفاكيا والبرتغال ومالطا سفراءها في موسكو للتشاور، كما أعلنت جمهورية الجبل الأسود عزمها على طرد دبلوماسي روسي واحد على الأقل.
وفي أكبر طرد جماعي لدبلوماسيين منذ الحرب الباردة، أعلنت دول غربية وأخرى في شرق أوروبا وأميركا وأستراليا عن طرد نحو 150 دبلوماسيا روسيا.
وانضمت نيوزيلندا إلى الدول الغربية في تضامنها مع بريطانيا، وكشفت رئيسة وزرائها جاسيندا أردين اليوم الخميس أنها تدرس حظر سفر بعض المواطنين الروس.
لكن نيوزيلندا لم تنضم إلى الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في طرد دبلوماسيين روس. وكانت واشنطن أعلنت الاثنين الماضي أنها ستطرد ستين دبلوماسيا روسيا.
ورحبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالدعم الغربي لبلادها في هذه القضية، وقالت إن دائرة التضامن معها تتسع وإن 25 بلدا حتى الآن طردت دبلوماسيين روسا، مؤكدة أن هذه الدول تحركت ضد روسيا ليس بدافع التضامن فحسب بل لأنها أدركت الخطر الذي تمثله موسكو.
وفي معرض تعليقه على قرارات الدول الغربية هذه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا سترد قطعا على طرد دبلوماسييها، لكن الرد سيكون في الوقت الذي تراه مناسبا.
ولم يقدم بيسكوف أي تفاصيل عن الكيفية التي سيكون عليها رد فعل روسيا، لكنه أشار إلى أن الرد سيتوافق مع مصالحها الوطنية.
وكانت الخارجية الروسية قد طردت 23 دبلوماسيا بريطانيا، وذلك ردا على قرار ماي طرد دبلوماسيين روس.
المصدر : الجزيرة + وكالات