محتوى المقال
قد يكون قرارك شراء سيارة مستعملة قراراً ذكياً يوفر لك المال مقارنة بالسيارات الجديدة، وقد يتحول لفخ لك وغلطة العمر، إذا لم تنتبه إلى عيوب السيارات المستعملة.
الأمر يتطلب بعضَ الجهد والتركيز للتأكد من خلو السيارة من العيوب الخطيرة، التي قد تدخلك في مشكلات متتابعة، وقد تكلفك الكثير وتحول السيارة التي تحلم بها لحقل ألغام.
ورغم أنه لا غنى عن الاستعانة بالمتخصصين عند شراء السيارة المستعملة، فإن هذا الدليل الاسترشادي سيساعدك على فحص السيارة بنفسك ومعرفة عدة طرق علمية ومجرّبة لتفادي الوقوع في فخ عيوب السيارات المستعملة .
شراء سيارة مستعملة: كيف تعرف ماضي السيارة التي تنوي شراءها؟
عندما تقع أنظارك على السيارة، قاوم رغبتك في دخولها الآن لاختبارها، فهناك بعض الخطوات التي عليك القيام بها أولاً.
من المهم أن تكون لديك المعلومات الأساسية عن السيارة التي ستشتريها مثل (هل المالك الذي ستشتريها منه هو المالك الأول لها، هل تعرضت للحوادث أو الصبغ، هل صيانتها منتطمة، وتابعة للوكيل أم لا، وهل تتطابق سنة التسجيل مع نوع الموديل…).
ومن المفترض أن يصارحك المالك بكل شيء، وإن شعرت بإجابات غير مطمئنة، فعليك أن تطلب منه الأوراق والوثائق الخاصة بها كافة، ومنها: تقرير عن تاريخ السيارة الذي سيساعدك في الإجابة عن تساؤلاتك السابقة. وتوجد بعض المواقع عبر الإنترنت لتقييم سيارتك وهيخدمة مجانية متاحة، أو أن تذهب بها لمعارض السيارات المستعملة في بلدك لتسأل عن حالتها.
كما أنّ فحص تاريخ السيارة أيضاً يتم عن طريق الاتصال بالوكيل المتاح في بلدك، ويمكنك سؤاله عن الإصلاحات التي تمت عليها، وعليك فعل الشيء نفسه مع السيارات وارد الخارج، وفي حالة خضوعها للصيانة خارج الضمان اطلب الأوراق التي تثبت ذلك.
ويُلزم القانون الأميركي بتسجيل كافة معلومات السيارة المستعملة وإرفاقها معها. وإذا كنت تنوي شراء سيارة واردة من أميركا أو كندا فعليك الاستعانة بتقرير الشركات ذات الثقة عنها مثل “أوتو شيك” أو “كار فاكس”.
ويجب عليك تحري الدقة في اختيار نوع السيارة المستعملة، كما لو كنت تشتريها جديدة، وعليك التحدث إلى أهل التجربة مع نفس الموديل، سواء في الواقع أو عبر الإنترنت.
كما يمكنك طلب ضمان من البائع الخاص، ويعطي البعض مدة 30 يوماً كضمان في بعض الدول، ويُكتب الضمان خطياً على فاتورة البيع لحماية نفسك من الخداع.
شراء سيارة مستعملة: جهاز يخبرك إلكترونياً بعيوبها:
بعض أنواع السيارات، خاصة تلك التي تم صنعها بعد عام 1996 يكون كل جهاز بها متصلاً بالكمبيوتر المركزي، وبالتالي يسهل على جهاز الماسح الضوئي أن يفحصها ويقدم تقريراً عنها.
وبمجرد تمرير الماسح الضوئي على أجزاء السيارة سيخبرك إذا وجدت مشكلة، وسيساعدك في اتخاذ القرار الصحيح، لكن ليست كل هذه المنتجات تعمل بكفاءة.
شراء سيارة مستعملة – الفحص العملي: لا تخش اتساخ يديك قليلاً
الخطوة التالية هي أن تفحص السيارة بنفسك، خذها إلى مكان مستوٍ ونظيف، وتحت ضوء النهار، وأجْرِ اختبارك لها على النحو التالي:
قيادة السيارة: الأمر ليس مجرد نزهة، عليك خوض مغامرة صغيرة
أقل من 5% فقط من مشتري السيارات المستعملة يجرون اختبار الفحص قبل الشراء عند ميكانيكي محترف، ما يجعل فرصة المشكلات الميكانيكية مرتفعة. وبناء على نصيحة الخبراء، لا تفكر في شراء سيارة لم تُجر لها اختبار القيادة بنفسك كالسيارات التي تعرض في المزادات مثلاً، إذ يمكن أن تكتشف بعض المشكلات فيها، مثل صعوبة تغيير السرعات أو الشعور بعدم الاستقرار بعد مسافة معينة.
ولذا عليك قيادة السيارة التي تنوي شراءها بسرعات مختلفة لمدة 20 دقيقة على الأقل، في مناطق وعرة وبها منحنيات، وقم بتغيير مفاجئ للسرعات لاختبار اتزان الفرامل.
الدهانات والهيكل .. انتبه لهذه التفاصيل الدقيقة
لاحظ هيئة وقوف جسم السيارة، واستقامة الهيكل وعدم وجود أجزاء شاذة أو بارزة، ثم ألق نظرة متأنية على المسامير، وهل يوجد دليل على فكها، وهل يوجد اختلاف في لون المصابيح.
ستعرف إذا كان لون السيارة هو اللون الأصلي أم لا من خلال نقاط التقاء الزجاج مع الهيكل أو مقبض ومفصل الباب، فغالباً لا يتخلل الدهان تلك المناطق، ومن الممكن أن تجد بعض التشققات الناتجة عن الدهان بعد وضعه على اللون الأصلي. أو يمكنك الاستعانة بالجهاز المستخدم لكشف كثافة طبقات الدهان المطلية على السيارات، والتي لا يمكن فحصها بالعين المجردة.
فحص الأجزاء الكهربائية: عملية صعبة ولكن إليك طريقة بسيطة
إنّ اختبار دائرة إضاءة السيارة مفيد للتحقق من سلامة الأجزاء الكهربائية، ولكنه أمر صعب لأنّ هذه الدائرة معقدة، وتوفّر بعض السيارات نظاماً آلياً للفحص من خلال الكمبيوتر، لكن يمكنك أن تتأكد يدوياً من إضاءة جميع اللمبات، بمجرد تدوير مفتاح التشغيل، بما في ذلك مصباح إنذار الأكياس الهوائية التي تخرج عند الحوادث.
المحرك: انزل أسفل السيارة وفتّش عن هذه الأمور
لا يغرنّك حركة السيارة الطبيعية، فسوء حالة المحرك قد لا تظهر إلا بعد فترة من العمل وستكون تكلفة إصلاحه باهظة. وعند طلبك لتاريخ صيانة المحرك من المالك، يفترض أن يعطي لك فكرة عن المشكلات السابقة، مثل مدة تغيير الزيت.
- استمع بعناية لصوت المحرك حتى تتمكن من اكتشاف الأصوات الغريبة، مثل صفارة من الفرامل فهذا ينبأ بمشكلة.
- ضع عينك على جهاز قياس درجة الحرارة، وألا يتجاوز المنتصف، وعلى عداد البنزين.
ويُعد وجود زيت أسود محترق على غطاء زيت المحرك دليلاً على سوء الصيانة، وتأكد أن لون الزيت وقوامه يشبه عسل النحل، وليس غليظاً، وتأكد من ذلك باستخدام فاحص زيت المحرك. والتعرض لحادثة أمامية يجعل عودة السيارة كما كانت أمراً صعبا، خاصة إذا تخطت منطقة “الرادياتير” (المبرد المائي) لأنها ستؤثر حتماً على المحرك.
- انظر أسفل السيارة للبحث عن تسريبات الزيت، كما أنّ رائحة الزيت المحترق تنبئ بوجود مشكلة محتملة.
- توخَّ الحذر من لمعان شكل السيارة من الأسفل، لأن الكثيرين يفعلون ذلك لإخفاء كوارث أخرى، مثل الصدأ الذي يعد مشكلة كبيرة.
- افتح غطاء المحرك وتأكد من عدم وجود أسلاك مقطوعة، أو وجود صدأ أو زيوت وتأكد من سلامة حالة البطارية. وتأكد أنّ المبرد يعمل بحالة جيدة، فالمبرد المتصدع دليل على وجود مشكلة.
- أدر المحرك وانظر جيداً لشكل الدخان الصادر منه، فاللون الأبيض دليل على سوء المحرك، وإذا كان أسود داكناً فهناك مشكلة في أنظمة الزيوت، والسيارة تستهلك بنزيناً أكثر من اللازم.
- أوقف السيارة في مكان نظيف تماماً، وأدر مفتاح التشغيل عدة مرات ولمدة دقائق ثم حرك السيارة من مكانها.
- افحص المكان الذي كانت تقف فيه السيارة، دوّن كل ما تلاحظه من أثر للصدأ، اعوجاج، أثر للصبغ، حتى وإن اضطررت لأخذ كشاف نور صغير وتنام تحت السيارة لفحصها من أسفل. إذا لاحظت أية سوائل داكنة على الأرض فاعلم أن هناك تسرباً لزيت المحرك، أمّا اذا كان اللون أخضر فهناك تسريب لفريون التكييف، وعادة تكون له رائحة نفاذة، وفي حالات أخرى يكون اللون وردياً.
الإطارات: من الأفضل تغييرها ولكن فحصها مؤشر لأشياء مهمة أخرى
ينصحك الخبراء في مجال سوق السيارات بعدم استخدام الإطارات القديمة، حتى وإن بدت بحالة جيدة، لأن المخاطرة فيها تعني حياتك، لكن قبل التخلي عنها نهائياً عليك تقييمها لأنها ستعطيك فكرة عن مالك السيارة، ومدى حرصه على درجة الأمان.
أول ما يلفت نظرك هو ضرورة أن تكون جميعها متناسقة مع بعضها، ولها الطول والسمك نفسه، ولكى تختبر السُّمك استخدم عملة معدنية واغرسها بين الخطوط للتأكد، وإن كان سمكها خفيفاً فسينخفض سعرها، ثم راجع تواريخ الإنتاج المطبوعة عليها، ويُنصح بتغيير الإطار بعد ست إلى عشر سنوات من الشراء حتى ولو لم يستخدم.
السيارة من الداخل: كثير من الأشياء تحتاج للفحص.. هذه أهمها
لتقييم السيارة من الداخل، حاول شم الرائحة عند فتحها مباشرةً، فلربما هناك رائحة عفن ناتجة عن تسرب المياه بها، وتأكد من عدم وجود أية حروق أو قطع في السجاد أو الكراسي، وافتح المكيف لكي تتأكد من عدم وجود رائحة تدخين سجائر مغطاة بمعطرات الجو.
كما عليك تجربة كافة المقاعد ووضعياتها المختلفة، وأهمها مقعد السائق، خاصة في السيارات المنخفضة.
افتح الأبواب والنوافذ ولاحظ سهولة ذلك، وقم بتجربة ما يلي للتأكد من عملها بشكل صحيح: (الراديو، أجهزة الإنذار، فتحة السقف -إن وجدت- ماسحات الزجاج، المصابيح، القفل المركزي، حزام الأمان مع ملاحظة سهولة عودتها بعد تركها، لأن الحوادث الكبرى تؤثر على فاعليتها، الدواسات والفرامل).
التكييف: الأمر قد يحتاج لمساعدة أصدقائك!
إذا صادف شراؤك لسيارة مستعملة فصل الشتاء، فلا تغفل عن فحص مكيف الهواء بهذه الخطوات. اسحب السيارة لمكان دافئ نوعاً ما مثل الجراج وشغلها لفترة قصيرة، وتأكد من توزيع الهواء بطريقة صحيحة، أو استعن بعدد من أصدقائك للجلوس لمدة 5 دقائق في السيارة من الداخل دون فتح الزجاج، ثم شغل التكييف لسحب الضباب والحرارة.
زِد سرعة التكييف التي تزيد دفع الهواء البارد، ثم قللها لدفع هواء ساخن، وإذا لاحظت عدم تغير قدرة التبريد، فهناك مشكلة ما، وخلال تلك الخطوات لاحِظ مؤشر حرارة السيارة.