الأمير هاري في المحكمة ضد الصحافة البريطانية التي تواجه أكبر اختبار لها حتى الآن. وقد صرح الأمير إن عائلته تخافه منذ فترة طويلة: وضع أحد أفراد العائلة المالكة في منصة الشهود لمناقشة معلومات محرجة. وكان قد تم تقديم أول دعوى قضائية من ثلاث دعاوى لقرصنة هاتف دوق ساسكس إلى المحاكمة الأربعاء. حيث يقاضي هاري وثلاثة مشاهير أقل شهرة الناشر السابق لصحيفة ديلي ميرور بزعم انتهاك الخصوصية.
تمتد الأنشطة المذكورة إلى أكثر من عقدين من الزمن، عندما اعترض الصحفيون والمحققين الخاصين رسائل البريد الصوتي للتطفل على أفراد العائلة المالكة والسياسيين والرياضيين والمشاهير وحتى ضحايا الجريمة. وتم الكشف عن القرصنة لاحقًا، مما تسبب في فضيحة.
وقال محاميه إن من المتوقع أن يدلي هاري بشهادته شخصيا في يونيو حزيران، ولن تكون هذه المرة الأولى له في المحكمة العليا، بعد ظهوره المفاجئ الشهر الماضي لمراقبة معظم جلسة الاستماع التي استمرت أربعة أيام في إحدى دعاوى قضيته الأخرى. وليس من الواضح ما إذا كان سيحضر لإلقاء بيانات افتتاحية في المحاكمة. سافر هاري عبر لندن لتتويج والده الملك تشارلز الثالث يوم السبت، قبل أن يغادر مباشرة بعد الحفل ليعود إلى كاليفورنيا ليكون مع عائلته في عيد ميلاد ابنه.
شن الأمير حربا كلامية على الصحف البريطانية في دعاوى قانونية وفي مذكراته الأكثر مبيعا “سبير”، متعهدا بجعل مهمة حياته إصلاح وسائل الإعلام التي يلومها على وفاة والدته الأميرة ديانا، التي توفيت في حطام سيارة في باريس عام 1997 أثناء محاولتها الهروب من المصورين.
كما رفع هاري دعوى قضائية ضد ناشري ديلي ميل وذا صن بسبب فضيحة قرصنة الهاتف التي انتشرت بعد تحقيق استمر لمدة عام في أخلاقيات الصحافة في عام 2011. وأوضح هاري مظالمه ضد وسائل الإعلام في أوراق المحكمة قائلاً إن الصحافة تلاحقه منذ أيامه الأولى، وشوهت صورته بألقاب شتى مثل “السميك” و”المخادع” وتم تدمير علاقاته مع صديقاته من قبل “الصحافة الشعبية بأكملها كطرف ثالث.” وقال في إفادته كشاهد في قضية مماثلة: “بالنظر إلى الوراء الآن، فإن مثل هذا السلوك من جانبهم هو حقير تمامًا”.
ومن المتوقع أن تؤدي دعاواه القضائية إلى زيادة تعكير الأجواء في علاقته مع أسرته الحاكمة، والتي توترت منذ أن ترك هاري وزوجته ميغان الحياة الملكية في عام 2020 وانتقلا إلى الولايات المتحدة بعد شكوى من المواقف العنصرية من الصحافة البريطانية.
دافعت صحف ميرور جروب وناشرون آخرون عن أنفسهم من خلال التأكيد على أن هاري فشل في رفع قضاياه في غضون ستة أعوام. وجادل محامي الدوق بضرورة تطبيق استثناء لأن الناشرين أخفوا الغش بفاعلية. وفي كشف مذهل الشهر الماضي تطرأ إلى فصل محرج من حياة والده، ألقى هاري باللوم على عائلته في تأخره في رفع الدعوى. وأكد أنه مُنع من رفع دعوى ضد صحيفة ذا صن وغيرها من الصحف التي يملكها قطب الإعلام روبرت مردوخ بسبب “اتفاق سري” حيث زعم أنه وافقت عليه الملكة إليزابيث الثانية، ودعا إلى التوصل إلى تسوية خاصة والحصول على اعتذار. وقال: “كانت المؤسسة متوترة بشكل لا يصدق بشأن هذا الأمر وأرادت أن تتجنب بأي ثمن الضرر الذي يلحق بالسمعة الذي عانت منه في عام 1993″، في إشارة إلى نسخة من تسجيل تم تسريبه نُشر في صنداي ميرور لمحادثة حميمة كان والده أمير ويلز آنذاك مع عشيقه الملكة كاميلا الآن. قال هاري إن شقيقه الأمير وليام قد سوى بهدوء ادعاءاته الخاصة بالقرصنة مع News Group مقابل “مبلغ ضخم من المال” في عام 2020. وادعى أيضًا أن والده قد أصدر تعليماته لموظفي القصر ليأمره بإسقاط الدعوى القضائية لأنها كانت سيئة بالنسبة للعائلة. ونفت شركة مردوخ وجود “اتفاق سري” ولم تعلق على التسوية المزعومة. ولم يستجب القصر لطلبات التعليق.
كما زعم هاري أن المراسلين في ديلي ميرور وصنداي ميرور وصنداي بيبول استخدموا أساليب غير قانونية لجمع المعلومات من عائلته وأصدقائه لما يقرب من 150 مقالاً. وقالت الصحيفة إنه مخطئ بشأن كيفية حصول مراسليها على المعلومات، قائلة إنهم استخدموا الأساليب القانونية لكثير من المقالات.
في عام 2015 طبع ناشرو ميرور اعتذارًا في الصفحة الأولى عن اختراق الهاتف وزادوا أموالهم ثلاث مرات إلى 12 مليون جنيه إسترليني (15 مليون دولار) لتعويض الضحايا. وقال متحدث باسم صحيفة ميرور جروب قبل المحاكمة: ” في حالة حدوث مخالفات تاريخية، قدمنا اعترافات وتحملنا المسؤولية كاملة ونعتذر دون تحفظ. لكننا سندافع بقوة ضد مزاعم ارتكاب مخالفات عندما تصرف صحفيونا بشكل قانوني”.
تم الجمع بين الدعاوى القضائية كحالة اختبار يمكن أن تحدد نتيجة ادعاءات القرصنة المقدمة أيضًا ضد مجموعة ميرور من قبل مغنية غيرلز الآود السابقة شيريل، ووصية المغني الراحل جورج مايكل، ولاعب كرة القدم السابق إيان رايت.
المصدر إندبيندنت
إقرأ أيضًا تسرب البيانات من منصة تداول العملات المشفرة Mt. Gox المفلسة
