يعتبر بنك روبوبنك إلى حد بعيد أكبر ممول للقطاع الزراعي في هولندا، وبالتالي فهو مسؤول جزئيًا عن تطور أزمة النيتروجين، وفقًا للأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية وشركاء البنك. ويبدو أن مسؤولي “رابوبنك” قد اعترفوا بذلك أخيرًا.
Veel geld voor megastallen, weinig voor duurzaamheid: Rabo's rol in de stikstofcrisis – https://t.co/Tlti3LlDO7
— Ronald Duisberg (@DuisbergRonald) July 22, 2022
ويعود أصل الزراعة المكثفة في هولندا إلى فترة وجيزة بعد الحرب العالمية الثانية. أولاً، كانت السياسة الهولندية – ثم الأوروبية – هي تحفيز الكفاءة ووفورات الحجم. وهكذا كان لا بد من استئصال الجوع إلى الأبد.
ومن خلال دعم الصادرات ورسوم الاستيراد وتوحيد الأراضي والابتكار التقني، أفسحت المزارع الصغيرة المجال للاعبين الكبار، ومع التركيز على الإنتاج العالي. وبدافع من الإعانات الأوروبية، تم إنتاج أكثر مما هو مطلوب.
وفي عام 1984 ولمنع هذا الإنتاج “الزائد”، تم الاتفاق على حصة أوروبية من الحليب. سيستمر ذلك لـ 31 سنة. وظل متوسط سعر الحليب كما هو إلى حد ما في كل تلك السنوات، بينما في عام 2022 يمكنك شراء النصف بنفس المبلغ.
وبالتالي، فإن إنتاج الحليب للمزارعين أقل نسبيًا مما كان عليه في الماضي. لذلك فإن الزيادات المستمرة في الحجم والتكثيف ضرورية حتى لا تتدهور. وبعد إلغاء حصة الحليب في عام 2015، تسارعت هذه العملية بشكل أكبر، مع زيادة الماشية والمزيد من الأكشاك الضخمة لكل مزرعة.
40٪ من انبعاثات النيتروجين تأتي من الزراعة، مما يعني أن القطاع يساهم إلى حد بعيد في ترسيب النيتروجين في الطبيعة. تؤدي تربية الماشية إلى انبعاثات الأمونيا ومركب نيتروجين ضار وسبب مهم لأزمة النيتروجين.و انخفضت انبعاثات الأمونيا منذ عام 1991. وظل هذا الانخفاض في حالة ركود بين عامي 2013 و 2017، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إلغاء حصة الحليب.
لدفع ثمن هذه الإسطبلات الكبيرة وغيرها من المعدات، يتعين على المزارعين اقتراض الأموال من البنوك. ويقول رابوبنك في هذا الشأن إنه يمول قرابة 85 في المائة من جميع الشركات في القطاع الزراعي.
ويعتبر القطاع الزراعي من أهم عملاء البنك. يُظهر التقرير السنوي أن ربع قروض “رابوبنك” تذهب إلى قطاع الأغذية والزراعة. يرجى ملاحظة أن هذه قروض لشركات هولندية وأجنبية. كما يُعتبر هذا البنك أيضًا أحد أكبر ممولي صناعة الأغذية في جميع أنحاء العالم.
ويفخر “رابوبنك” بحقيقة أن 75 في المائة من جميع المزارعين العضويين هم من عملائه. في الوقت نفسه ، فإن 4 في المائة فقط من الزراعة في هولندا عضوية. بالمعنى المطلق ، فهو بالتالي مبلغ صغير: قال البنك العام الماضي إنه استثمر حوالي مليار يورو في الزراعة المستدامة.
كما يقول “رابوبانك” إن المزارعين الذين يستثمرون في الاستدامة يحصلون على خصم على الفائدة التي يدفعونها مقابل القرض. بالإضافة إلى ذلك، هناك استثمارات عامة في الابتكارات التي ينبغي أن تحد من انبعاثات الأمونيا.
ولكن إذا لم يحد ذلك من المشكل، يفكر البنك في أن يقلل من تمويل المزارعين غير الملتزمين بخطط النيتروجين.
وفقًا للصندوق العالمي للحياة البرية (WWF)، الذي كان شريكًا للبنك لسنوات عديدة، فإن مثل هذه الابتكارات تقدم إحساسًا زائفًا بالأمان، لأنه من الأفضل معالجة المشكلة من المصدر.
المصدر/ NOS.nl
