

ألمانيا – بافاريا : مؤخراً تم إطلاق موقع إلكتروني يتيح للمقيمين الحاليّين والسّابقين في مراكز الإرساء في ولاية بافاريا الإبلاغ عن الحوادث التي تقع بالمراكز دون الكشف عن هوية المُبلِغ، رغمَ ما تواجهه هذه المراكز من انتقاداتٍ مرارًا وتكرارًا من قبل منظماتٍ غير حكومية.
ففي عام 2018 قامت ثلاثة ولايات ألمانية ، كانت بافاريا إحداها، بتحويل تسعة مراكز استقبالٍ إلى مراكز إرساء، وهي الأماكن التي يُفترض أن يبقى طالبو اللّجوء فيها لمدةٍ قد تصل إلى 24 شهرًا أثناء فحص طلباتهم للّجوء حتى يحصلون على الموافقة أو يتم رفض طلبهم وترحيلهم.
وبعد مرور عام على إنشاء تلك المراكز، أطلقت مجالس اللاجئين في بافاريا وميونيخ بالتعاون مع شبكة من المنظمات الشريكة والمساندة موقع “ANKER-Watch” على الإنترنت لتوثيق و “مراقبة الوضع” بشكل دقيق داخل مراكز الإرساء البافارية السبعة.
حيث يمكن لطالبي اللّجوء الذين يعيشون حاليًا أو اعتادوا العيش في مركزٍ رئيسيٍّ عملَ التالي من خلال الموقع الإلكتروني :
-مَلْءُ استبيانٍ بهويةٍ مجهولةٍ حول الظروف المعيشية، باللغات الإنجليزية والألمانية، وذلك “لتحليل المشاكل الملموسة”.
-استخدام أداة الإبلاغ (“الإخطار عن حوادث”) للإبلاغ عن الأفعال الخاطئة التي شهدوها أو تعرضوا لها.
-الاتصال بفريق انكر واتش ANKER-Watch عبر البريد الإلكتروني المشفر ( info@anker-watch.de) ، والهاتف (+49 159 03779566 – وأيضًا الرسائل القصيرة و واتس آب و سيغنال و فيسبوك و تويتر وانستاغرام
ووفقًا للموقع، فإن أداة الإبلاغ يمكن أن يستخدمها أيضاً أولئك الذين “ينشطون على أساس طوعي” أو يعملون في مركز رئيسي.
ومن الأمثلة على الأشياء التي يمكن للشخص الإبلاغ عنها أوجه القصور فيما يتعلق بالظروف الصحية والرعاية الطبية، والمشكلات مع الأمن أو العنف، “وإذا لزم الأمر”، فسيقوم موظفو انكر واتش ANKER-Watch بنشر مقال على الموقع “لإبلاغ الأشخاص وتوضيح الموقف.” (حتى الآن، قام الفريق بنشر ثلاثة مشاركات.)
نحاول تهدئة المخاوف
وعن أسباب إطلاق انكر واتش ANKER-Watch قالت ” كاثرينا غروت ” من مجلس اللاجئين البافاري: “لقد علمنا بالمشكلات منذ فترة”، وأضافت لمهاجر نيوز: “ما كان مفقودًا هو وجود نموذج للتوثيق وإتاحة المعلومات البسيطة للعامة والتي لا تنشر من خلال بيان صحفي”.
ووفقًا لـ غروت، فإن خمسة موظفين على الأقل يعملون حاليًا بدوام كامل في مشروع انكر واتش ANKER-Watch إلى جانب ستة متطوعين، وحتى الآن، لم يستخدم سوى عدد قليل من الأشخاص نموذج استطلاع الرأي أو أداة الإبلاغ عن المشكلات، لكنها أشارت إلى تلقي العديد من المكالمات الهاتفية والتي دار معظمها حول الحياة اليومية وعملية اللجوء في مراكز الإرساء.
وقد يتردد بعض الأشخاص في الإبلاغ عن وقوع حادث أثناء إقامتهم في المركز. لذا تحاول ” غروت ” وزملاؤها تهدئة مخاوف هؤلاء من إمكانية تعرضهم لتدابير قمعية إذا ما تحدثوا، وأكدت أن طالبي اللجوء يمكنهم أيضًا الإبلاغ عن الحوادث بعد مغادرتهم للمنشأة في حالة ما إذا ساورهم القلق من أن إرسالهم لتقارير قد يضر بفرص إقامتهم في ألمانيا.
مفهوم فعال أم معسكرات جماعية معزولة؟
والكلمة الألمانية “Anker” هي اختصار يرمز إلى الوصول والتوزيع والقرار والإعادة إلى الوطن، وتهدف تلك المراكز إلى تسريع معالجة طلبات اللجوء.
ففي أواخر يوليو/تموز الماضي، أي بعد عام واحد من إطلاقها، قدمت وزارة الداخلية الألمانية تقريرها الأول عن تلك المراكز، قائلة إن المفهوم الجديد كان ناجحًا في تسريع فحص طلبات اللجوء.
لكن لايبدو أن الكل كان سعيداً بأداء مراكز الإرساء، فقد شجبت جماعات حقوق اللاجئين تلك المنشآت معتبرةً إياها معسكرات جماعية حيث سيبقى الناس طيَّ النسيان لفتراتٍ طويلة ، وينعزلون عن المجتمع.