أثار الوضع على حدود بيلاروسيا (روسيا البيضاء) القلق في جميع أنحاء أوروبا، بعد أن نقلت بيلاروسيا آلاف المهاجرين إلى حدودها مع بولندا أثناء محاولتهم الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وتمنع بولندا دخول المهاجرين.
وقال وزير الدفاع البولندي إن بولندا واجهت “محاولات عديدة” لاختراق حدودها مع بيلاروسيا الليلة الماضية، لكنها نشرت الآن 15.000 جندي لصدهم.
Poland faced "many attempts" to breach border with Belarus overnight but now has 15,000 troops to repel them, says defence ministerhttps://t.co/lzdgoQvJhp
— BBC News (World) (@BBCWorld) November 10, 2021
تقطعت السبل بما لا يقل عن 2.000 مهاجر على الحدود وسط نزاع دولي متصاعد. اتهم الاتحاد الأوروبي على مدى الشهور الماضية، وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الآن، زعيم بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بإثارة أزمة لاجئين متجددة في أوروبا.
العديد من المهاجرين من الشباب، ولكن هناك أيضًا نساء وأطفال وعائلات بأكملها، ومعظمهم من الشرق الأوسط وآسيا.
وتتهم بولندا وبيلاروسيا بعضهما البعض الآن باستخدام العنف على الحدود. مُنعت الفرق الصحفية من الوصول إلى المنطقة بعد أن أعلنت بولندا مؤخرًا حالة الطوارئ. ونشرت وزارة الدفاع البولندية مقطع فيديو على تويتر زعمت فيه أن جنديًا من بيلاروسيا أطلق رصاصة لتخويف لمهاجرين المحتشدين بالقرب من السياج الشائك.
وقال ماريوس بلاشتشاك وزير الدفاع البولندي: “لم تكن ليلة هادئة وكانت هناك محاولات عديدة لاختراق الحدود البولندية”. وتحدثت الشرطة عن حادثتين منفصلتين تورطت فيهما مجموعات من قرابة 50 شخصًا.
وقال حرس الحدود إن يوم أمس شهد 599 محاولة عبور بشكل غير قانوني، وأن 9 أشخاص -جميعهم من الشرق الأوسط- قد اعتقلوا. استخدم الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود قواطع البراغي وجذوع الأشجار لقطع السياج الشائك.
وأظهرت لقطات مصورة هذا الأسبوع حشودًا من الناس على الجانب البيلاروسي. انخفضت درجات الحرارة خلال الليل على الحدود إلى ما دون الصفر، وحذر بعض الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل هناك من نفاد المياه والطعام.
واشتكى عمال الإغاثة من أن حالة الطوارئ في بولندا تعني أنهم غير قادرين على دخول المنطقة المتضررة، ولا يستطيعون سوى إنقاذ الأشخاص الذين عبروا الحدود وإخراجهم المنطقة المحظورة.
واتهمت المفوضية الأوروبية زعيم بيلاروسيا لوكاشينكو بإغراء المهاجرين بوعود كاذبة والسماح لهم بالعبور السهل إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من نهج “غير إنساني على غرار العصابات”. وأدرجت المفوضية نحو 20 دولة أتى منها المهاجرون إلى مينسك. أغلبهم دخل البلاد بتأشيرات سياحية.
وتوالت ردود الفعل من زعماء الدول الأوروبية. قال الرئيس الفنلندي معلقًا على أزمة اللاجئين على حدود بيلاروسيا إنه يعتبر الوضع المتصاعد إشكالية خطيرة، وشدد على أن تصرفات بولندا لا تتماشى مع الاتفاقيات الدولية التي تلزم الدول بمنح اللجوء لمن يطلبونه على حدودها. وأكد على أن الوضع ربما يؤدي إلى العنف في النهاية، وسيكون صعبًا للغاية على الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الألماني إن الاتحاد الأوروبي لن يتعرض للابتزاز وأضاف: “سنعاقب كل من يشارك في عمليات تهريب ممتدة للمهاجرين”. وأعلنت ليتوانيا يوم الثلاثاء حالة الطوارئ على حدودها مع بيلاروسيا. وقال رئيس الوزراء البولندي” العقل المدبر لهذا الهجوم في موسكو، العقل المدبر له هو الرئيس بوتين”.
على الجانب الآخر، نفى لوكاشينكو الاتهامات الموجهة إلى بلاده بالسماح للمهاجرين بالدخول ثم إرسالهم إلى حدود بلاده مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا انتقامًا من عقوبات الاتحاد الأوروبي.