بيّنت دراسة أوروبية أن لوكسمبورغ تصدّرت الدول الأوروبية الأكثر خطورة على العاملين أثناء وجودهم على رأس عملهم وذلك لعام 2016، حين سُجل أعلى نسبة للأشخاص الذين قضوا في حوادث أثناء العمل بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وقال موقع يورو نيوز بنسخته العربية انه وفقا لدراسة أصدرتها المديرية العامة للمفوضية الأوروبية “يوروسات”، فإن عدد العاملين الذين قضوا إثر حوادث في مكان العمل داخل جميع دول الاتحاد الأوروبي خلال العام 2016 بلغ 3182 عاملاً، أي ما نسبته 0.000221 بالمائة من عدد العاملين في دول التكتّل.
الدراسة الصادرة عن “يوروستات” بالتزامن مع اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل، والمصادف ليوم الأحد القادم 28 نيسان/أبريل، تكشف ـ أي تلك الدراسة ـ أن رومانيا ولاتفيا جاءتا بعد لوكسمبورغ في قائمة دول التكتّل الأكثر خطورة بما يتعلق بالعمل.
واليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل هو حملة دولية سنوية لتعزيز بيئة عمل لائقة وصحية وآمنة للعمّال، وتطالب هذه الحملة بتعزيز الحق في وجود بيئة عمل صحية وآمنة تحترمها الحكومات وأصحاب الأعمال والموظفين الناشطين في مجال توفير بيئة العمل الصحية والآمنة من خلال نظام يحدد الحقوق والمسؤوليات والمهام ويُعلي من أولوية مبادئ الوقاية.
ورصدت “يورسات” في هذه الدراسة أعداد العمّال والموظفين الذين أصيبوا جرّاء حادث داخل العمل وقضوا خلال عام من تاريخ وقوع الحادث، وصُنّفت الدول من حيث خطورة العمل، بالتناسب مع عدد السكّان.
واضاف الموقع انه حسب الدراسة، فقد قضى 22 شخصاً في لوكسبورغ خلال العام 2016، أي ما نسبته 0.00108 بالمائة من عدد العاملين في البلاد، فيما سُجّل في رومانيا 229 حالة بنسبة بلغت 0.000611 بالمائة، تلتها لاتفيا التي سجّل فيها 34 حالة بنسبة بلغت 0.000545 بالمائة.
ويقول الخبراء إنه مع انخفاض عدد سكان لوكسمبورغ فإن حادثًا واحدًا يمكن يظهر جلياً وأن يشوّه المشهد العام لسلامة العمل، في حين أن الدول التي فيها أعداد مرتفعة من العاملين في قطاع الزراعة، مثل رومانيا، تكون أكثر عرضة للوفاة في مكان العمل مقارنة من بلدان مثل المملكة المتحدة، بالنظر إلى المكننة البريطانية المتطورة في قطاع الزراعة.
ويوضح مسؤول في الوكالة الأوروبية للسلامة والصحة في العمل لـ”يورونيوز” أن البلدان الصغيرة، مثل لوكسبورغ، فإن الأرقام الفعلية للوفيات المرتبطة بالعمل عادة ما تكون فردية الطابع.
ويقول وليام كوكبرن، رئيس قسم الوقاية والأبحاث بالوكالة: إن “من الممكن أن تتسبب بعض الحوادث الفردية، مثل الحريق أو الانفجار في مكان العمل، في حدوث وفيات متعددة، وهذا يفسر في الغالب التباين الكبير على أساس سنوي”.
هولندا وألمانيا أكثر البلدان أماناً للعمل
وفقًا لكوكبيرن، فإنه ينبغي أيضًا النظر في القطاعات الاقتصادية المختلفة، مثل فرص وقوع حادث مرتبط بالعمل في بيئة الزراعة أو البناء، مقارنة بقطاع الخدمات، وقال: “هذا يفسر بعض الاختلافات بين الدول (على سبيل المثال، كثير من الناس يعملون في مزارع صغيرة الحجم في رومانيا)”.
ووفقاً للدراسة فقد احتفظت هولندا وألمانيا بمكانتيهما الأولى والثانية لأكثر البلدان أمانًا للعمل على مدار سبع سنوات، فيما احتلت اليونان المركز الثالث بين عامي 2009 و 2016.
فرنسا تتصدر الدول بعدد الحوادث:
وحسب “يوروسات” فإن فرنسا تصدرت قائمة الدول التي سجّل فيها حوادث وفاة أثناء العمل للعام 2016، حيث بلغ عدد الأشخاص الذي قضوا وهم على رأس عملهم 528 شخصاً في العام ذاته، أي ما نسبته 0.000414 بالمائة من عدد العاملين.
وجاءت في المرتبة الثانية إيطاليا، حيث قضى 417 شخص، تلتها ألمانيا بواقع 384 شخصاً، ثم إسبانيا حيث سُجِّلَ 271 حالة، ثم رومانيا حيث سجِّل 229، تلتها المملكة المتحدة التي سجِّل فيها 222 حالة.
وفي بولندا، ودائماً في العام ذاته (2016)، قضى 198 شخصاً أثناء حوادث وهم على رأس عملهم، جاء بعدها، البرتغال 130 حالة، ثم النمسا 100 حالة، ثم التشيك 86 حالة، ثم بلغاريا 76 حالة، ثم هنغاريا 75 حالة، ثم سويسرا 68 حالة ثم بلجيكا 56 حالة، ثم سلوفيكيا 44 حالة، ثم إيرلندا 41 حالة، ثم ليتوانيا 41 ثم لاتفيا 34 حالة، ثم كرواتيا 33، ثم هولندا 32 حالة، ثم السويد 32 حالة.
وفي المراكز الأخيرة من القائمة ذاتها، جاءت الدانمارك واليونان والنرويج حيث سُجِّلَ في كلٍ منها 29 حالة وفاة نتيجة حادث أثناء العمل، ثم جاءت فينلندا حيث سُجِّل 28 حالة، ثم إستونيا 24 حالة، ثم لوكسبورغ 22 حالة، ثم سلوفينيا 11 حالة، وبعدها جاءت قبرص ومالطا وسُجِّل في كل منهما 5 حالات، وأخيراً إيسلاندا حيث لم يسجّل أي حالة وفاة.
الرجال وتفاوت النسب مع النساء:
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير رسمية في السويد، أن 90 بالمائة من الأشخاص الذين قضوا أثناء العمل داخل البلاد في العام 2017 هم من الرجال.
ووفق تقرير لمديرية بيئة العمل السويدية فإن العام 2017 شهد 44 حادثاً مميتاً أثناء العمل، كان من بينها 41 حادثاً ضحاياه من الرجال، مشيراً إلى أن غالبية تلك الحوادث تتعلق بأخطاء في التعامل مع الآلات.
ولفت التقرير إلى ان ارتفاع نسبة الرجال في الحوادث الممتة أثناء العمل يعود إلى ثقافة “الرجولة”، إضافة إلى أن غالبية المهن التي تتطلب جهداً عضلياً و قدراً من الإقدام يشغلها غالباً رجال.
لقراءة النسخة الأصلية للمقال على موقع يورو نيوز اضغط هنا