هل حان الوقت لتقليل التباعد الاجتماعي في المملكة المتحدة إلى متر واحد؟


بريطانيا بالعربي: بات التباعد الاجتماعي والحفاظ على المسافة الاجتماعية أمرًا واقعًا في جميع دول العالم منذ تفشي فيروس كوورنا. ومنذ شهر مارس/ أيار الماضي أخبرت السلطات في المملكة المتحدة أفراد المجتمع بضرورة الابتعاد لمسافة مترين عن الآخرين أثناء التواجد في الحدائق أو في العمل أو المتاجر.وينص التوجيه الحكومي على أن “الاقتراب من شخص مصاب يزيد من فرص الإصابة بالفيروس. ومع ذلك، هذه ليست قاعدة ثابتة والعلم معقد. الأهم ألا تبقى بالقرب من أي شخص لفترة زمنية طويلة قدر الإمكان”.
في الأيام الأخيرة، ظهرت دعوات متزايدة تطالب بتخفيف مسافة التباعد الاجتماعي في بريطانيا إلى متر واحد بدلًا من مترين. فمع استمرار تخفيف إجراءات الحظر والإغلاق بشكل عام، بدأت الحياة اليومية في العودة تدريجيًا لكن ظلت المسافة الاجتماعية عائقًا كبيرًا أمام عودة الكثير من الأعمال.
على سبيل المثال، ثلثي الحانات البريطانية سيضطر للبقاء مغلقًا إذا لم يتم تخفيض المسافة الاجتماعية إلى متر واحد بدلًا من مترين كما هو الحال الآن.
وبعد أن كشفت الإحصاءات أن المملكة المتحدة واجهت أكبر انهيار في الناتج المحلي على الإطلاق والذي انخفض بنسبة 20.4% في أبريل/ نيسان الماضي، دعا السير إيان دنكان سميث، زعيم المحافظين السابق الحكومة إلى التصرف بشكل عاجل لتقليص المسافة الاجتماعية.
وقال “هناك ضرورة اقتصادية حقيقية لتحريك الاقتصاد مرة أخرى. وإحدى المشاكل أمام عودة الاقتصاد هي قاعدة “مترين” التي تقف عائقًا أمام سلسلة كاملة من المجالات”.
وأقرت المستشارة ريتشي سوناك بالتغيير الإيجابي الذي سيحدثه تخفيض المسافة الاجتماعية إلى متر واحد على قدرة الشركات على العودة إلى العمل.
وقالت أصوات عديدة إن الكثير من الدول اتخذت هذه الخطوة دون آثار سلبية حتى الآن.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل يؤدي تخفيض المسافة الاجتماعية إلى زيادة الإصابات بفيروس كورونا؟
اقترحت دراسة حديثة نُشرت في مجلة لانسيت أن التباعد لمسافة متر واحد على الأقل يقلل من خطر انتقال فيروس كورونا، ولكن مسافة مترين ستكون أكثر فعالية.
ووجدت الدراسة أن خطر العدوى عندما يقف الأشخاص على بعد أكثر من متر من الشخص المصاب كان 3%، بينما بلغت نسبته 13% عندما كانت المسافة أقل من متر.
وتشير الدراسة إلى أن الابتعاد لمسافة بين متر إلى 3 أمتار يقلل خطر العدوى إلى النصف.
لكن هل يستمر الإغلاق إلى الأبد؟ يتعين على الوزراء إجراء تقييم للمخاطر باستمرار لإجراء التوازن.
يجادل المطالبين بتخفيض المسافة الاجتماعية إلى متر واحد بأن خطر فقدان الأشخاص لوظائفهم وإغلاق الشركات لفترة طويلة وفقدان الأطفال فصولهم التعليمية يفوق أي خطر محتمل للإصابة بفيروس كورونا.
ويستشهد أنصار قاعدة متر واحد بأن دول كثيرة فعلت ذلك دون مخاطر إضافية. من بينها فرنسا والدنمارك وسنغافورة.
كما توصي منظمة الصحة العالمية بالحفاظ على مسافة متر “على الأقل” بين الأفراد.
لكن أيضًا ليست المملكة المتحدة وحدها التي تتقيد بقاعدة مترين؛ كندا وإسبانيا أيضًا تلتزم بمسافة مترين بين الأفراد.
وردًا على سؤال حول تخفيض المسافة الاجتماعية في بريطانيا قال رئيس الوزراء بوريس جونسون في وقت سابق “إذا انخفضت معدلات الإصابة بحيث تكون مصاب واحد بين كل 1000 أو 1600 أو أقل، فإننا سنقلل من التباعد لمسافة متران أو متر واحد أو حتى 30 سنتيمترًا بين الأشخاص. انخفاض معدل الإصابات سيعطينا مساحة أكبر للتفكير في تغيير القاعدة”.
وأضاف “سننظر في ذلك ونراجعه باستمرار ونحن نفكر في الخطوات التالية”.
ومن المقرر الإعلان عن المراجعة القادمة لتدابير فيروس كورونا في المملكة المتحدة في 4 يوليو/تموز.
المصدر/ سكاي نيوز