بالنسبة لسكان غز.ة، الهدنة مجرد فترة راحة قصيرة للملمة الجراح…
يعتبر وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي بدأ صباح الجمعة، فرصة للتنفس ولملمة الجراح لسكان المنطقة الذين يتعرضون لهجمات عنيفة. ويقوم السكان بتخزين الطعام ودفن موتاهم قبل استئناف العنف عليهم.
يقدم المراسل الفلسطيني معتز عزايزة نظرة على مخيم النصيرات للاجئين عبر حسابه في الإنستغرام، والذي يقع في وسط قطاع غزة. حيث توجه السكان إلى السوق للحصول على الغذاء والمستلزمات الأساسية في اليوم الأول من هدوء القتال.
بعد مرور 48 يومًا على الحرب، فإن الإمدادات في قطاع غزة قليلة جدًا. ومن الضروري أن يتم ضمان وصول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال فترة توقف القتال لمدة لا تقل عن أربعة أيام.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 137 شاحنة محملة بالمساعدات و4 شاحنات تحمل الغاز ومركبات تحمل ما مجموعه 129 ألف لتر من الوقود قد عبرت الحدود يوم الجمعة، وهي أكبر قافلة مساعدات منذ بداية الحرب. وأكد العزايزة أنها ليست هدنة، بل وقفة، ومن المتوقع أن يستئنف العنف على سكان غزة بعد هدوء دام أربعة أيام.
على الرغم من أن بعض الأشخاص في شمال ووسط قطاع غزة استغلوا فترة التوقف للنجاة بأرواح عائلاتهم إلى الجنوب، إلا أن هناك أيضًا فلسطينيين قرروا العودة شمالًا لمعرفة ما إذا كانت منازلهم قد نجت من القصف، أو لجمع جثامين أحبائهم لدفنهم، أو لرؤية عائلاتهم. ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد هجر حوالي ثلثي سكان قطاع غزة، الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، منذ بداية الحرب.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن منطقة شمال قطاع غزة لا تزال منطقة حرب، وتم تحذير السكان بالبقاء في الجنوب إذا كانوا موجودين هناك بالفعل، أو الإتجاه إلى الجنوب إذا كانوا في الشمال. ومع ذلك، قرر العديد من سكان مدينة خان يونس الجنوبية التوجه شمالًا يوم الجمعة.
كما ذكرت وكالة الأنباء رويترز أن بعض الأشخاص كانوا ينظرون إلى السماء خلال اليوم الأول من تهدئة القتال للتأكد من عدم قيام طائرات حربية إسرائيلية بإلقاء قنابل.
وأيضًا ذكر أحمد وائل لوكالة الأنباء أنه سعيد ومرتاح، وأنه سيعود إلى منزله، حيث يمكنه العيش بشكل أفضل من العيش في الخيام، خاصة بعد توقف أعمال العنف لمدة أربعة أيام. كما أشار إلى أنه سئم من العيش في ظروف صعبة بلا طعام ولا ماء، وأنه في المنزل يمكنه العيش بشكل أفضل وصنع الخبز في فرنه.
وصرحت سعاد أبو نصيرات لوكالة رويترز بأنهم لا يزالون مترددين وخائفين، وهي تسكن في منطقة خانيونس. وعلى الرغم من ذلك، فإنها تشعر بالسعادة لأنها ستعود إلى منزلها بعد فترة طويلة لتجد عائلتها وأحبائها. ومع ذلك، فإن سعاد تعتقد أن وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام ليس كافيًا، وتشعر بالقلق الشديد على الأشخاص في شمال غزة.
وصرح بعض الفلسطينيين في خان يونس لوكالة رويترز بأنهم ينوون البقاء في الجنوب حتى نهاية الحرب، فيما صرح السيد أحمد قبلان الذي يبلغ من العمر 80 عامًا بأنه يخشى من وقوع هجوم جديد عند عودته إلى منزله، ولن يعود إلى أن تنتهي الحرب، كونه لا يثق في وقفة القتال.
كما ذكرت تقارير صحفية فلسطينية يوم الجمعة أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحاولون العودة إلى الشمال من الجنوب. وأفادت الصحفية هند خضري على حسابها في موقع إنستغرام بأن عددًا لا يقل عن سبعة أشخاص أصيبوا بجروح في سيقانهم بسبب الأعيرة النارية على طريق صلاح الدين، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال وجنوب قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة أنه سيستغل وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام للتحضير للمرحلة التالية من الحرب.
مصدر الخبر nu.