مقالات

مجموعة من الأمثال الشعبية الألمانية التي تستخدم يومياً في أحاديثهم “مع الشرح بالصور “

تحتوي اللغة الألمانية على كنز من الأمثال التي يستخدمها أشخاص كثر في تواصلهم اليومي دون أن يعرفوا أحياناً من أين أتت هذه الأمثال وكيف أضحت أمثالاً.

Kleider machen Leute

“الملابس تصنع الناس”، مثل مأخوذ عن اللاتينية “الملابس تصنع الرجل”، وهذا المثل أصبح عنوان قصة للكاتب السويسري غوتفريد كيلر، تتحدث عن صبي خياط حسبه الآخرون أميراً نظراً لأناقته. لكن أفضل تجسيد للمثل مقولة الكاتب الأمريكي مارك توين “العراة ليس لديهم تأثير كبير في المجتمع”

Scherben bringen Glück

الشظايا تجلب الحظ”. يعرف الكثيرون التقليد اليهودي في تعمد كسر شيء من الزجاج في حفلات الزواج، كرمز لذكرى تحطيم المعبد وجلب الحظ السعيد للزوجين. وفي ألمانيا، يستعمل الخزف بدلاً عن الزجاج في تطبيق المثل “قطع الفخار تجلب الحظ”. وتُحطم صحون وأكواب خزفية في بداية كل حفل زواج. وعلى العروسين جمع هذه الشظايا، ما يرمز إلى العمل المشترك في الحياة المستقبلية.

Einem geschenkten Gaul schaut man nicht ins Maul

“لا ينظر المرء في فم حصان مُهدى”. كان إهداء الجياد من الأمور المحببة في السابق، لكن كان من غير اللائق تفحص أسنانه بحضور من أهداه من أجل تقدير عمره وحالته، وهو بالتالي ما يحدد قيمته. وصيغة حديثة من هذا المثل في زمن المعلوماتية تقول: “لا تبحث في غوغل عن قيمة هدية بحضور من أهداك إياها”.

Lügen haben kurze Beine

“للكذب ساقان قصيرتان”. من الطبيعي ألا يقصد هذا المثل أن صغار القامة أكثر كذباً من غيرهم، بل يعني أن “حبل الكذب قصير” كما يقول المثل العربي. ويقول مثل إفريقي “يمكنك أن تأكل مرة بالكذب، لكن لا يمكنك ذلك مرتين”. وفي الآرامية “الصدق يصمد، بينما لا يفعل الكذب”.

Auch ein blindes Huhn findet mal ein Korn

حتى الدجاجة العمياء قد تجد حبة ذرة أحياناً”. لا يُستخدم هذا المثل للمديح مطلقاً، إذ يشير إلى أن الشخص العاجز يمكنه النجاح أحياناً، تماماً مثل دجاجة عمياء يُحالفها الحظ في بعض الأحيان وتجد شيئاً ما. الأمر لا علاقة له بالقدرة. ويشيع اليوم هذا المثل أكثر: “حتى السناجب العمياء تجد الجوز”. بالطبع كان المزارعون قبل قرون يتعايشون مع الدجاج الأعمى أكثر من السناجب.

 

Jeder ist sein Glückes Schmied

يبدو المثل الألماني “بيدك تصنع سعادتك” على قدر كبير من التفاؤل بالنسبة للألمان المتشائمين. وهذا الأمر ليس غريباً إذا ما عرفنا أن أصله لا يعود إلى الثقافة الألمانية، إذ يُنسب إلى القنصل الروماني أبيوس كلاوديوس بولتشر، الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. وإذا ما كان المرء مسؤولاً عن قدره وسعادته، فهو مسؤول أيضاً عن تعاسته.

Aller guten Dinge sind drei

“الأشياء الجيدة تأتي ثلاثاً”، أو كما تقول العرب “الثالثة ثابتة”. يستحضر هذا المثل الإيحاء بأن الحظ قد يهجرنا أحياناً لسنوات، قبل أن يعود إلى حياتنا – وفق هذا المثل – بعد ثلاث محاولات. وقد اعتمد تشارلز فراي على هذا المثل حرفياً في تصميمه لآلات القمار الآلية، إذ يكون الفوز بتشابه ثلاثة أرقام أو أشكال.

Gelegenheit macht Diebe

النص الحرفي لهذا المثل يقول: “الفرصة تصنع اللصوص“. أعط قرداً فرصة وسرعان ما سيقوم بإفراغ الحقيبة التي تحملها على ظهرك. وفي غير هذه الحالة سيمضي وشأنه. ويعبر المثل الألماني بدقة عن الإغراء الذي يجعل من البعض لصوصاً.

Der Apfel fällt nicht weit vom Stamm

“لا تسقط التفاحة بعيداً عن الشجرة”. يُقال إن أصل المثل مرتبط بالتوائم الذين يولدون في فترة الهلال. وتضيف الأسطورة أنه إذا ما مات أحدهم في شجار عائلي، يحصل الثاني على كل ما يريد لمدة عام كامل. ولكن في نهاية هذا العام عليه أن ينتحر. القصة مغرقة في الخيال، لكن المثل يعبر اليوم عن انتماء شخص لعائلته، وتقول العرب “العرق دساس”. / DW

القطيع الصغير يخلف فضلات كثيرة Kleinvieh macht auch Mist

معزة هنا ومعزة هناك لا تثير غبارا ولا تخّلف فضلات، أما قطيع الماعز فيخلف جبلا من الفضلات، هذا مضمون المثل، وفي يومنا هذا ينطبق هذا على التلوث، فقطار الديزل الذي يقل آلاف الناس يقلل من التلوث، لكن تزاحم القطارات في محطات العالم يخلق تلوّثا ساما يخرب مناخ الكوكب.

الكلام من فضة والسكوت من ذهب Reden ist Silber, Schweigen ist Gold

المثل العربي يقول” إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب”، هذا المثل موجود في مختلف اللغات، ومختلف الثقافات، وليس غريبا الاجماع التاريخي على أهمية السكوت، فكتب ديانات التوحيد الثلاثة تستنكر كثرة الكلام، وفي القرآن ” واغضض من صوتك، إنّ انكر الأصوات لصوت الحمير”.

بالشحم نصطاد الفئران Mit Speck fängt man Mäuse

جودة العرض قد تمكن المرء أن يحرز شيئا، لكن حذارِ، فقد يكون العرض برمته فخاً. فقد تجد عرضا مغريا لقضاء أسبوع في فندق خمسة نجوم بسعر مغرٍ، لكن تكلفة استخدام الثلاجة أو الحمام أو موقف السيارة قد تكون خيالية. في ألمانيا يضرب المثل للحث على مزيد من العمل ايضا.

كلُ يدٍ تغسلُ الأخرى Eine Hand wäscht die andere

ومثله في المصرية العامية” شيّلني وأشيلك” بمعنى تغاضى عن مخالفتي، وأنا أسكت عن مخالفتك. المثل يتحرك في المنطقة الرمادية بين الفاسدين، أو بين متآمرين، ويشيع جدا في عالم السياسة اليوم، وبنفس المعنى قال غوته أديب ألمانيا الأكبر ” كيفما كنت معي أكن معك”.

عصفور في اليد خير من حمامة فوق السطح Lieber den Spatz in der Hand als die Taube auf dem Dach

ومثله في العربية” عصفور في اليد خيرٌ من عشرة على الشجرة” كما قيل” قليل مستمر خيرٌ من كثير منقطع” بما يعني أنّ على المرء أن لا يرفض القليل ما دام لا يناله الخير الوفير. وفي كل اللغات توجد أمثلة بهذا المعنى أو قريباً منه.

العشب الضار لا يزول Unkraut vergeht nicht

تنمو الأعشاب الضارة في كل مكان وفي كل الظروف، والغريب أنّ المبيدات والمكافحة تتلف العشب المفيد فيما يتمسك الضار بالحياة، ويطلق مثل هذا المثل بالعربية “الموت يأخذ الطيبين”، وفي اللغة الصينية يقال” ينتخب الرب خيرة الناس الى جواره”. في الألمانية يطلق المثل في عبارة تحدٍ يقولها المرء” أنا عشبٌ ضار” ، بمعنى” لا يمكن اقتلاعي”.

من لايكرم البني، لن يعرف قدر التالر Wer den Pfennig nicht ehrt, ist des Talers nicht wert

ويقال اليوم” من لا يكرم السنت، لا يعرف قدر اليورو”، ويضرب المثل للحث على الاقتصاد والتقشف وتجنب التبذير، وذكر مثلَ هذا المصلح مارتن لوثر في القرن السادس عشر، وبالعربية قيل “إحرص على الدوانق، وستحرص الدنانير على نفسها”

لدى الجوع يأكل الشيطان الذباب In der Not frisst der Teufel Fliegen

ويقال في الانكليزية “لا خيار للشحاذين”، كما يقال قريبا منه في اللغة العربية، “الجوع أمهر الطباخين”، وكلها تعني أنّ الأنسان ابن الحاجة، ويأكل على قدر ما تصل يده، ومثل ذلك قيل في العربية ” الجود من الموجود”.

سيء الحظ في اللعب، سعيد الحظ في الحب Pech im Spiel, Glück in der Liebe

هذا المثل قد إستهدف المقامرين تحديدا، لكن من غير الواضح مدى صدقيته، وهذا المثل رغم أنه شائع في لغات أخرى، لكنّ يبدو أنّ الأمثلة المعروفة كلها مترجمة عن أصل مجهول واحد، وقيل بالأسبانية ” لا ترم الحظ في اللعب، فقد يفارقك الحظ في البيت”!

المعرفة الأكيدة وسادة هانئة عطرة Ein gutes Gewissen ist ein sanftes Ruhekissen

واحد من أبلغ الأمثال الألمانية، ويعني، “لا تفعل شراً، فتنام قرير العين”، وبالعربية ولغات أخرى يقال” الطفل ينام قرير العين لأنّه لا يعرف الشر”. لكنّ المثل يسكت عن الأرق الذي تسببه مخاوف الحياة، والعمل والمستقبل، ومخاوف السياسة الدولية، وتهديدات العولمة، وعشرات الأسباب الاخرى. الأمثال محكومة بأزمنتها أحياناً.

من يسكن بيت الزجاج لا يرمي الناس بالحجارة Wer im Glashaus sitzt, soll nicht mit Steinen werfen

ويقال بالعربية ولغات أخرى”اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجر” . يقال أنّ هذا المثل أنطلق من ألمانيا الى سائر أنحاء العالم. وقد ذُكر المثل بنفس الصيغة في الإنجيل، كما قال السيد المسيح في الإنجيل أيضا “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر” في إشارة الى رجم مريم المجدلية المتهمة بالخطيئة.

كثرة الطهاة تفسد الطبيخ Viele Köche verderben den Brei

المشاركة في الطهي ممتعة، ولكن طاهٍ واحد يجب أن يضيف التوابل وإلا فسد مذاق الطعام.أصل المثل مجهول، ولكنّ دلالته واضحة، الشراكة لا تنجح في كل شيء وخاصة في القيادة، وبالعربية ولغات أخرى يقال” كثرة الربابنة تغرق السفينة”. وتمتاز أماكن العمل الألمانية بدقة التنظيم وحسن توزيع الوظائف والمسؤوليات. ملهم الملائكة / DW

 

الدقة شارة نبل الملوك (Pünktlichkeit ist die Höflichkeit der Könige)

قد يبدو هذا أنسب مثل ألماني يمكن نقشه على الساعة الجدارية (الكوكو)، ولكنه في الحقيقة وافد من فرنسا، فقد صاغه الملك لويس الثامن عشر. كانت دقة المواعيد صفة محبذة لدى الملوك، وقد وفدت العبارة الى ألمانيا لتحتفظ بجمال معناها وتدل على العشرة الطيبة. اليوم يعلق الجميع أهمية على هذا المعنى.

العين تأكل أيضاً! (Das Auge isst mit)

كل مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي يعرف أنّ منشورات وتغريدات الطعام تستقطب إعجاب الكثيرين. كما أن المطاعم ترتفع مبيعاتها حين تعرض أطباقها بشكل أجمل. وقد توصل العلماء الى أنّ زيادة الألوان في الأطباق ترفع نسبة الاستطعام بنسبة عشرة في المائة.

العالم عبارة عن قرية! (Die Welt ist ein Dorf)

تقف في وسط نيويورك التي تزورها قادماً من أقصى العالم على سبيل المثال، وتنظر الى خارطة المدينة، فتصعقك المفاجأة، فها هو جارك في العمارة بموطنك يقف قربك! وهكذا تقولان: “كم العالم صغير”. يمكن أن يدل المثل على تشابه البشر أينما كانوا، فنحن نضحك ونبكي وننام ونأكل ونروم هدفاً واحداً هو “الحياة السعيدة”.

القميص الأخير لا جيوب فيه! (Das letzte Hemd hat keine Taschen)

القميص الأخير كناية عن كفن الميت، إذ يخلو من أي جيب توضع فيه الحاجات. المعنى رمزي يدل على أنّ المرء حين يموت لا تعود للأمور الدنيوية أي قيمة لأنه لا يسعه أن ياخذ معه شيئاً، ويتساوى الجميع في الحياة الآخرة، وهو ما تؤكده كتب ديانات التوحيد المقدسة كافة.

الغباء والغرور ينبت من نفس الخشبة! (Dummheit und Stolz wachsen auf einem Holz)

صفتان سلبيتان تعيشان في نفس الوسط الفكري. يذهب المثل الى أنّ المغرورين المتغطرسين ليسوا بالضرورة أذكياء. فالغرور من الخطايا المميتة التي لا تليق بالمثقفين، بل إنه مرتبط بالأغبياء وينبت في مراعيهم.

من يبغي الجمال يرضى بالمعاناة ! (Wer schön will, muss leiden)

ويقال “من رام الحسن رضي بالمشقة”، وهو مثل موجود في أغلب الثقافات ومن الصعب تتبع أصله، فإذا أردت الرشاقة عليك أن تعذب نفسك بالرياضة والحمية، واذا أردت تسريحة شعر غريبة، عليك أن تتحمل نظرات الاستغراب. والسيدة التي تبغي إظهار رشاقة ساقيها عليها تحمل الكعب العالي وآلامه.

النغمة تحدد الموسيقى! (Der Ton macht die Musik)

بغض النظر عمن يكون محدثك، عليك إظهار احترامك له في الكلام. لا تقل لزميلتك إنّ عطرها الجديد نتن الرائحة، بل قل لها إنه عطر حاد بالنسبة لحاسة شمك، وستفهم الزميلة مغزى إشارتك ولن تستخدم العطر مرة أخرى بحضورك.

تهرب الجرذان من السفينة الغارقة (Die Ratten verlassen das sinkende Schiff)

في عصر الاستكشافات لم تكن السفن تقل البشر فحسب، بل كانت الجرذان تنتشر في أروقتها. فإذا دهمها خطر ما، كنشوب حريق في القاع، صعدت الجرذان إلى السطح، وهي إشارة تُعلم البحارة أنّ خطراً يلمّ بالسفينة. هذه الكلمات تدل اليوم على الجبن والأنانية وتتطابق مع “أنا أولاً ومن بعدي الطوفان”.

ما لم تتعلمه الصيصان، لن تتقنه الدجاجات! (Was Hänschen nicht lernt, lernt Hans nimmermehr)

الرسالة واضحة: ما لم تتعلمه في الصغر، سيكون تعلمه أصعب عليك في الكبر، وكان المثل يُضرب لتعلم السباحة وركوب الدراجة. لكنّ هذا المثل قد لا يصدق في عصرنا الحالي، حيث التعلم سمة العصر والتقنيات الرقمية تدخل البيوت دون استئذان. اليوم على البالغين التكيف مع تطورات العالم

حين يغيب القط، ترقص الفئران على الطاولة (Ist die Katze aus dem Haus, tanzen die Mäuschen auf dem Tisch)

يقابل هذا المثل بالعربية “غاب القط، إلعب يا فأر”. يطلق غالباً على الصغار ليعني أنهم يتشيطنون لغياب المعلم أو الاب أو الكبار من حولهم، كما يطلق مجازاً للتعبير عن الفوضى الحاصلة بسبب غياب المسؤول أحياناً. مثل عالمي وموجود في كثير من اللغات بصيغ متقاربة.

السمكة تتعفن من رأسها أولاً! (Der Fisch stinkt vom Kopf her)

ومثله موجود في ثقافات ولغات عدة، ويدل على أنّ الفساد والخراب يبدأ من رأس العمل أو رأس الحكومة أو رأس الحزب، حسب المورد الذي يضرب فيه المثل.

لا يقطع المرء الغصن الذي يجلس عليه (Man sägt nicht den Ast ab, auf dem man sitzt)

ومثله يقال: “لا تعض اليد التي أطعمتك”، وهو ما يفعله كثير من الناس، فيحرقون حصادهم أو يطلقون النار على ركبتهم، أو يشعلون النار في مكان عملهم أو في بيوتهم، وكلها معانٍ لأخطاء الإنسان التي تصيبه بالضرر. ملهم الملائكة DW

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى