هولندا

لهذا السبب نزلت إلى ساحة الدام …

أمستردام – هولندا بالعربي: امتلأت ساحة الدام في مركز العاصمة الهولندية أمستردام يوم الإثنين بآلاف المتظاهرين احتجاجا على وفاة الأمريكي أسمر البشرة جورج فلويد.

ومن المتوقع أن تُنظم مظاهرات أخرى في لاهاي و خرونينجين وروتردام في وقت لاحق لكن ما الذي يحفز الناس إلى النزول إلى الشوارع الهولندية والتظاهر؟ هيئة الإذاعة الهولندية أجرت مقابلات مع هولنديين نزلوا إلى المظاهرات، وهذه كانت إجاباتهم:

روز بارنيفيلد 28 عاما:

ساحة الدام

“نزلت إلى ساحة الدام لأظهر للعالم أنني متضامنة، أعتقد أنه من المهم جدًا أنه ليس فقط الأشخاص الملونين يجب أن يرفعوا صوتهم، بل أيضا الأشخاص البيض. حريتنا لا تساوي شيئا في حال وجود أشخاص محرومين من نظام أنا أستفيد منه.”

“أعلم أن هذه مشكلة عميقة، وقد عملت عليها خلال السنوات الخمس الماضية كصحفية. وأنا أتفهم أيضًا أن الوضع في الولايات المتحدة يشتعل الآن وفي جميع أنحاء العالم، فالوضع في الولايات المتحدة عنيف جدًا. إنها مشكلة عالمية ، وعلى الرجل الأبيض أن يتحمل مسؤوليته في ذلك.”

في ساحة الدام “لاحظت أن أعداد المتظاهرين أصبحت كثيرة. كان هناك إشارات على الأرض في كل مكان. وأكدت الجهة المنظمة للمظاهر على إبقاء مسافة كافية. كان الناس من المنظمة يسيرون بيننا ويطلبون منا ارتداء الأقنعة. من الجيد أن هناك مظاهرات أخرى. آمل أن يتمكنوا من الحفاظ على مسافة كافية.”

رامانتو لوكانزا 25 عاما:

مظاهرة الدام

“إنه أمر ضروري ..  لهذا السبب كنت في ساحة الدام. إنها الغريزة الطبيعية. أشارك الكثير من الأخبار عبر الإنترنت حول هذا الموضوع، أشارك الأخبار على إنستغرام، منذ الأسبوع الماضي منذ مقتل جورج فلويد.”

“الموضوع يتعلق بالعنصرية البحتة. بلون البشرة. عندما رأيت أشخاصا من أعراق مختلفة في ساحة الدام يوم أمس، شعرت بذلك فورا… إنه شيء رائع سأخبر أطفالي به لاحقا. لم أشعر بتلك القوة من قبل.. عندما كنت صغيرة تبنّتي عائلة وترعرعت في بيئة بيضاء … لكن الآن شعرت بأنه أنا ملونة، لذلك أريد أن أتكلم …”

” يوم أمس قررت أن أذهب في اللحظة الأخيرة إلى المظاهرة. ذهبت على الرغم من النقاش الدائر حاليا حول فيروس كورونا، أنا سعيدة جدًا لمشاركتي في المظاهرة. عمدة أمستردام فيمكا هالسيما محقة، قالت أن الذهاب إلى المظاهرة هو مسؤولية خاصة. ارتدنا أقنعة الفم ولم نبقى لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، حاولنا قدر المستطاع إبقاء متر ونصف بيننا وبين الآخرين.”

كريستين أوتين 58 عاما:

كريستين
كريستين و ابنتها في ساحة الدام

“إنه أمر صادم للغاية ما يحدث في الولايات المتحدة. كنت على صلة مع هذا الموضوع لسنوات من خلال روايتي The Last Poets. لذلك فإن الاحتجاج شخصي للغاية بالنسبة لي. من المهم أن نقف ضد العنف.”

يذكرني الوضع الحالي بأواخر الستينيات. هذا يجعلني حزينة. هناك رئيس في الولايات المتحدة يغذي الكراهية … ومع ذلك، آمل أن يتغير شيء ما الآن. وأشارك ذلك مع ابنتي (25 عامل) التي كانت في حالة صدمة من الذي يحدث – قتل شخص في الشارع غير ممكن – لكن عندما يأتي التغيير، فإنه يأتي من الأسفل إلى الأعلى. يأتي علينا جميعا. أصحاب البشرة البيضاء أو السوداء.

قررنا الذهاب إلى المظاهرة منذ يوم السبت. اتّبعنا جميع قواعد فيروس كورونا بدقة شديدة . استيقظت هذا الصباح وقلت في نفسي، أنا سعيدة لأنني ذهبت إلى المظاهرة. في بعض الأحيان عليك القيام بشيء ما.”

كتاب
كتاب the last poets لمؤلفته Christine Otten

جورج فلويد:

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعية في وقت سابق لضابط شرطة أمريكي  وهو يضغط على رقبة مواطن أسمر البشرة يدعى جورج فلويد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

توفي جورج فلويد في مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية بعد أن ضغط أحد ضباط الشرطة على رقبته لمدة 8 دقائق، وكانت آخر كلماته “لا أستطيع التنفس”.

وتسبب الفيديو في غضب واسع في عدد من الدول الاوروبية وجميع أنحاء العالم.

الهدف من المظاهرة في أمستردام بحسب الجهة المنظمة هو التضامن مع المتظاهرين في الولايات المتحدة والتنديد بـ “العنصرية وعنف الشرطة في هولندا والاتحاد الأوروبي”. وأشار منظمو المظاهرة في بيان لهم إلى اعتقال أحد الهولنديين خلال مظاهرة مناهضة ل “زفارتي بيت” في هولندا عام 2014.

جورج فلويد مواطن أمريكي من أصل أفريقي توفي في 25 مايو 2020 في مدينة منيابولس، مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك أثناء تثبيته على الأرض بُغية اعتقاله من قبل شرطة المدينة، قام ضابط شرطة منيابولس “ديريك تشوفين” بالضغط على عنق فلويد لمنعه من الحركة أثناء الاعتقال لأكثر من سبع دقائق، وهو يردد “لا أستطيع التنفس” في وقت يصرخ بعض المارة طالبين من الشرطي التوقف عن ذلك. تم تسجيل الحادثة في العديد من مقاطع فيديو الهواتف المحمولة التي تم تداولها على نطاق واسع على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. تم فصل أربعة من رجال الشرطة الذين تورطوا في الحادث.

وقع الحادث أثناء اعتقال فلويد في باودرهورن، وهو أحد أحياء جنوبي وسط مدينة منيابولس في مينيسوتا، وقد سجّله أحد المارة على هاتف ذكي. تم اعتقال فلويد بعد محاولته المزعومة استخدام ورقة عشرين دولار أمريكي في محل للأطعمة الفاخرة، وصفها الموظف بأنها مزورة. وزعمت الشرطة أن فلويد “قاوم جسدياً”، بعد أن أُمر بالخروج من سيارته قبل تصوير الفيديو. لا تدعم لقطات المراقبة الملتقطة من مطعمٍ قريب الادّعاء، حيث أظهرت سقوط فلويد مرتين أثناء مرافقة الضباط له. سجّل أحد المارّة مقطع فيديو، أظهر فلويد الموقوف يردد بشكل متكرر “لا أستطيع التنفس”، وانتشرت على نطاق واسع على منصات وسائل التواصل الاجتماعية، وبثته وسائل الإعلام.

طُرد الضباط الأربعة المتورطون في اليوم التالي. يٌجري مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقات حول الحقوق المدنية الفيدرالية المتعلّقة بالحادث بناءً على طلب من قسم شرطة منيابولس.

كما يحقق مكتب مينيسوتا للاعتقال الجنائي أيضاً في الانتهاكات المحتملة لقوانين مينيسوتا. في 29 أيار (مايو)، قُبض على شوفين ووجهت له تهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل الخطأ بسبب وفاة فلويد، وأفاد مايلك فريمان النائب العام في مقاطعة هينيبين (مينيسوتا) أنه يتوقع توجيه اتهامات للضباط الثلاثة الآخرين المتورطين في وفاة فلويد.

بعد وفاة فلويد، انطلقت المظاهرات والاحتجاجات في منطقة منيابولس سانت بول في 26 أيار (مايو)، وقد كانت سلمية في البداية، ثم تطوّرت وتصاعدت لاحقاً ذلك اليوم لتصل إلى أعمال شغب، حيث حُطّمت النوافذ في دائرة الشرطة وأشعلت النيران في متجرين، ونهبت وجرى إلحاق الضرر بالعديد من المتاجر. اشتبك بعض المتظاهرين مع الشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. لم يحدد تشريح الجثة الأولى وجود أي مؤشر على وفاة فلويد بسبب الخنق أو الاختناق الرضحي، لكن آثار التقييد والظروف الصحية الضمنية، بما فيها مرض الشريان التاجي وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ووجود مسكرات محتملة في دم المعتقل قي ساهمت في وفاته. أعلن محامو عائلة فلويد أنهم طلبوا تشريح الجثة بشكلٍ مستقلّ.

تمت مقارنة وفاة فلويد مع مقتل إريك غارنر عام 2014، وهو أيضاً رجل أفريقي أمريكي غير مسلّح، كرّر أيضاً عبارة “لا يمكنني أن أتنفّس” أحد عشر مرة بعد أن جثى أحد ضبّاط شرطة نيويورك بركبته على عنقه أثناء الاعتقال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى