بريطانيا بالعربيفيروس كورونا

لماذا تتراجع وفيات فيروس كورونا في المملكة المتحدة وأوروبا رغم تزايد الإصابات؟

وفيات فيروس كورونا في المملكة المتحدة وأوروبا تتراجع رغم ارتفاع الإصابات.

تتزايد الإصابات بفيروس كورونا في بريطانيا وجميع أنحاء القارة الأوروبية منذ أسابيع، لكن حتى الآن، أثبتت الموجة الثانية من فيروس كورونا أنها أقل خطورة من الوباء الأصلي.

منذ بداية يوليو/ تموز، زادت الإصابات تدريجيًا عن المستويات المسجلة آخر مرة في منتصف يونيو/ حزيران، ولم تظهر زيادة في مؤشرات دخول المستشفيات أو الوفيات حتى بعد 6 أسابيع من ارتفاع عدد الحالات المصابة.

بل على العكس، سجلت حالات الدخول إلى المستشفيات والوفيات بفيروس كورونا أدنى مستوياتها في بريطانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى. وفي الأسبوع المنتهي في 21 أغسطس/ آب، دخل إلى المستشفيات البريطانية حوالي 84 شخصًا يوميًا بسبب فيروس كورونا، وهذا العدد أقل من أي مرحلة خلال الوباء.

وفي الأسبوع نفسه، سجلت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة متوسط 6.7 حالة وفاة جديدة يوميًا، وهو أقل عدد رسمي للوفيات منذ أيام الوباء الأولى.

وفيات فيروس كورونا تنخفض عالميًا

ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني فإن وفيات فيروس كورونا في المملكة المتحدة هي الآن في أدنى مستوياتها منذ 20 أسبوعًا، كما اختفى معدل الوفيات الهائل، وكانت الوفيات بجميع الأسباب في انجلترا وويلز أقل من المتوسط في نفس الفترة خلال السنوات الخمس الماضية (منذ 19 يونيو/ حزيران وحتى الآن).

كما انخفض معدل وفيات فثيروس كوورنا عالميًا (إجمالي الوفيات مقارنةً بعدد الإصابات) بمقدار النصف خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى أقل من 0.04%.

ويستشهد خبراء الصحة بثلاثة أسباب رئيسية كانت وراء انخفاض خطورة فيروس كوورنا وتراجع الوفيات هي: إجراء المزيد من الاختبارات وتغير متوسط أعمار المصابين وتحسن العلاج المقدم للمرضى في الحالات المتقدمة.

توسيع نطاق اختبارات فيروس كورونا

قال بول هانتر أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا “مع تقدم الوباء، أتيحت الاختبارات على نطاق أوسع بكثير… في مارس وأبريل كنا نختبر فقط المصابين والأكثر عرضة للوفاة، والآن تظهر الاختبارات نسبة أعلى من الإصابات بأعراض خفيفة أو بدون أعراض”.

المملكة المتحدة ستجري اختبار فيروس كورونا لآلاف الأسر التي لا تظهر عليهم أعراض

فيروس كورونا

متوسط أعمار المصابين

على الرغم من أن الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تؤدي إلى دخول المستشفيات والوفاة في الفئات الأصغر سنًا أيضًا، إلا أن هذا شائع أكثر بين المصابين من كبار السن.

يقول البروفيسور هانتر “في الموجة الأولى من الوباء، كان كبار السن المحرك الرئيسي للمرض، وخاصةً في دور الرعاية لكن لم يعد هذا هو الحال الآن”.

ومقارنةً بالأشهر الماضية، معظم المصابين الآن هم من الفئات الأصغر سنًا. بعد أن طلبت حكومة المملكة المتحدة من الأشخاص الذين لا يستطيعون العمل من المنزل العودة إلى أعمالهم في مايو/ أيار الماضي، ارتفعت نسبة الإصابات بين الأشخاص في سن العمل في انجلترا.

ووفقًا للأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا، زادت نسبة إصابات فيروس كورونا الأسبوعية في المرحلة العمرية بين 18 و64 عامًا خلال الشهرين الماضيين من 24% إلى أكثر من 40%.

وازدادت الإصابات الإجمالية في جميع الفئات العمرية باستثناء الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا منذ أوائل يوليو/ تموز، لكنها ارتفعت بشكل أسرع بين الأطفال والمراهقين والأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر.

وفي الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس/ آب، كان ربع الحالات الجديدة لأشخاص في العشرينات من العمر، وفقًا لبيانات نشرتها هيئة الصحة العامة في انجلترا.

رأي آخر في هذه النقطة يقول إن كبار السن لا يزالون يقللون من التواصل الاجتماعي بينما يشعر الشباب بأنهم أقل عرضة للإصابة ولذلك يواصلون حياتهم الطبيعية.

دراسة جديدة تكتشف أجسام مضادة لفيروس كورونا لدى عينات أكثر من 3 ملايين شخص في انجلترا

فيروس كورونا

تحسن مستويات العلاج

السبب الثالث لانخفاض معدل الوفيات في الآونة الأخيرة هو تحسن بروتوكولات العلاج.

يقول البروفيسور هانتر “يتحسن الأطباء في تقييم الحالات التي يجب أن تذهب إلى المستشفى وعندما يكون المرضى في المستشفى، ينجح الأطباء أكثر في تحديد كيفية علاجهم”.

وقال إن أكبر تقدم في تحسن مستويات العلاج كان الاختراق المتمثل في إعطاء الستيرويد ديكساميثازون والذي أدى إلى تقليل نسبة الوفيات داخل المستشفيات.

كما انخفض الضغط على سعة المستشفيات أيضًا، أدى هذا إلى انخفاض عدد المصابين من طواقم الرعاية الصحية أقل من أي وقت مضى من الوباء.

أسباب أخرى وراء تراجع وفيات فيروس كورونا

ويناقش الخبراء أيضًا المزيد من الأسباب المحتملة حول انخفاض معدلات الوفيات والدخول إلى المستشفيات:

  • أحد العوامل قد يكون أن الناس أصبحوا محملين بـ “أحمال فيروسية أقل” وأصبحت العدوى تنتقل بشكل رئيسي في المجتمع بدلًا من دور الرعاية والمستشفيات. قد يقلل التعرض لجرعات أقل من فيروس كورونا من فرصة الإصابة بأمراض خطيرة.
  • احتمال آخر وهو أن الناس في نصف الكرة الشمالي يكونون أكثر صحة بشكل عام في الصيف، وفي الوقت نفسه، يعيش فيروس كورونا بشكل أفضل خارج الجسم في الطقس البارد والجاف.
  • الاحتمال الأخير وهو الأكثر إثارة للجدل هو أن التغيير الجيني لفيروس كورونا جعله أقل خطورة وأقل فتكًا بالبشر. الفيروسات تكون عرضة للتحور عندما تنتقل إلى مُستقبِل جديد. ويمكن أن تنتج الطفرات متغيرات أكثر أو أقل خطورة لكن النظرية تقترح أنه، بشكل عام، تكون الطفرات أضعف.

كبير الأطباء في انجلترا: قيود فيروس كورونا سوف تستمر لـ9 أشهر على الأقل

المصدر/ Financial Times

وفيات فيروس كورونا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى