ألمانيامقالات

لماذا الإنترنت في ألمانيا بطيء جداً ؟

برلين – المانيا: وُلد الإنترنت منذ خمسين عامًا، ولكن حتى يومنا هذا وعلى الرغم من هذا التقدم التكنولوجي، مايزال الإنترنت بطيء في المانيا مقارنة بدول أوروبية أخرى، في هذا المقال سنجاوب على أكثر سؤال يطرحه المهاجرون الى المانيا: لماذا الإنترنت بطيء في ألمانيا مقارنة بدول أوروبية أخرى كهولندا، السويد، فنلندا، الدنمارك أو حتى بلجيكا؟ 

في مقارنة سنوية لمتوسط ​​سرعة الإنترنت في جميع أنحاء العالم، صنفت خدمة البيانات البريطانية Cable هذا العام (2019) ألمانيا في المرتبة 27 في سرعة الانترنت متقدمة على سلوفينيا في العام الماضي فقط، و أظهر تقرير صادر عن وكالة الشبكة الفيدرالية أن 29 بالمائة من مستخدمي الإنترنت في ألمانيا يبلغون عن سرعات تقل عن نصف ما وعد به مقدمو تلك الخدمات.

بالإضافة الى أنه لدى ألمانيا واحدة من أسوأ شبكات 4G في أوروبا، من حيث متوسط ​​السرعة والتغطية، على الرغم ارتفاع أسعار الانترنت في المانيا.

الحاجة إلى تحديث الاتصالات في ألمانيا قيد المناقشة منذ عقود، حيث تدور مناقشات حول الكابلات والطرق السريعة لنقل البيانات. لذلك ، بعد مرور خمسة عقود على ظهور أول اتصال بالإنترنت وبعد حوالي 10 سنوات من وعد المستشارة أنجيلا ميركل بأن تصل سرعة الانترنت الى 50 ميغابت في الثانية في كل منزل في البلاد ، لماذا لا تزال الخطط الألمانية في تحسين سرعة الانترنت في “مرحلة التنفيذ”؟

النوايا حسنة لكن المتابعة سيئة:

لطالما كانت لدى ألمانيا خطط طموحة لتحسين شبكة اتصالاتها، لكن ألمانيا غير قادرة على متابعتها.

منذ عام 1981، أدركت الحكومة الائتلافية للمستشار هيلموت شميت الإمكانات المستقبلية لتكنولوجيا الألياف البصرية، حيث كشف النقاب عن خطة مدتها 30 عامًا لتوسيعها في جميع أنحاء البلاد، حيث أعلن مجلس الوزراء بك فخر الى خطته الجديدة وقال حينها: “بمجرد تلبية المتطلبات الفنية، ستقوم دويتشه بوندسبوست بتجهيز شبكة اتصالات عاليج الجودة.”

كانت المشكلة هي أن هذا القرار تم اتخاذه في نهاية عهد شميت، وفي غضون بضعة أشهر تولى مستشار جديد له أولويات مختلفة. بدلاً من الاستثمار في الاتصالا والكابلات، ركز هيلموت كول من حزب CDU طاقته على تحديث وتوسيع شبكات الكابلات الحالية. مما أخر المانيا عن مواكبة التطورات، حيث أن البلاد استثمرت بالكابلات الحالية الموجودة والتي كانت قديمة مقارنة بالتكنولوجيا المتغيرة.

قام “كول” ببعض المحاولات لتحديث كابلات الألياف الضوئية بعد إعادة توحيد ألمانيا، ولكن قبل أن يبدأ هذا المشروع ، بدأت خدمة DSL تكتسب شعبية هائلة بين مزودي الشبكات، وخاصة شركة Deutsche Telekom (الشركة الحكومية المزودة للانترنت سابقا، اصبحت شركة خاصة لاحقا.)

كانت خدمة DSL مفضلة بشكل خاص في أوائل العقد الأول من القرن العشرين لأنها سمحت بنقل المزيد من البيانات أكثر من أي وقت مضى من خلال أسلاك الهاتف النحاسية الموجودة مسبقًا – وهذا يعني عدم الحاجة إلى وضع خطوط جديدة. دون الاضطرار إلى بذل جهد أكبر مما كان ضروريًا ، تمكنت شركة Deutsche Telekom ومنافسيها من تقديم سرعات إنترنت لعملائها كانت مقبولة تمامًا في ذلك الوقت.

تكنولوجيا الإنترنت في ألمانيا: DSL مقابل الألياف البصرية:

من أجل المقارنة: في نفس الوقت كانت كوريا الجنوبية تتجه نحو المستقبل. بحلول بداية القرن الحادي والعشرين، كانت كوريا تضع كابلات الألياف الضوئية، واثقة بأن الاستثمار بمليارات الدولارات كان سعرًا بسيطًا لدفع ثمن اتصال الإنترنت الذي سيبهر العالم أكثر وأكثر، وبالفعل كانوا محقين بذلك.

في حين أن الأسلاك النحاسية الرفيعة المفضلة في ألمانيا يمكن أن تصل سرعة الانترنت من خلالها الى حوالي 250 ميغابت في الثانية، في الواقع يتم مشاركة نفس الاتصال بين العديد من المنازل، مما يعني أن متوسط سرعة الاتصال الحقيقية تصل الى ​​حوالي 50 ميغابت في الثانية الواحدة.

إصلاح وتحسين:

وبالعودة إلى القصة، في عام 2010 ، وضع الاتحاد الأوروبي خطة “أوروبا 2020” ، وهي استراتيجية لمدة 10 سنوات للنهوض بالاقتصاد الأوروبي. وكانت إحدى البنود الرئيسية في الخطة هي إطلاق اتصالات إنترنت عالية السرعة في دول الاتحاد الأوروبي، و تعهدت الدول الأعضاء حينها بتوفير انترنت تبلغ سرعته 30 ميغابت في الثانية للجميع بحلول عام 2013، و 100 ميغابت في الثانية لنصف سكان دول الأعضاء بحلول عام 2020.

لكن للأسف، فشلت ألمانيا في تحقيق هذه الأهداف في الوقت المحدد. وبدلاً من تثبيت كبلات ألياف بصرية (فائقة السرعة)  قررت شركة Deutsche Telekom زيادة متوسط ​​سرعات الإنترنت عن طريق إصلاح وتحسين كبلاتها النحاسية الحالية. مما يعني أنه كان يتعين على الحكومة الفيدرالية بصفتها أحد المساهمين الرئيسيين في الشركة، أن تتحمل اللوم، لاحقا قامت المفوضية الأوروبية بإيقاف مشروع الشركة اصلاح الكابلات النحاسية، وذلك بسبب المخاوف بشأن قدرة الشركة التنافسية، وبحلول عام 2017، كان 77 في المائة فقط من المنازل في ألمانيا تمتلك انترنت سرعته 50 ميغابت في الثانية، أي أقل  بكثير من ال 100 ميغا بايت التي وعدت بها المانيا.

بخل أم ذكاء؟

اذا نظرنا الى الأمر من وجهة نظر توفير المال، فإن الاستراتيجية ناجحة. حتى يومنا هذا، تصر شركة Telekom على أنها تمكنت، من خلال التركيز على تحسين الأسلاك النحاسية القديمة، من تحسين سرعات التنزيل لـ 80 بالمائة من السكان الألمان. ومازالوا يقولولن انه لو استثمروا في الألياف البصرية الفائقة السرعة، فإن حوالي 10 إلى 15 بالمائة فقط من سكان المانيا كانوا سيستفيدون من السرعات العالية.

لكن، أشار تصنيف حديث للقدرة التنافسية العالمية إلى ضعف أداء ألمانيا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كسبب وتراجعت من المركز الثالث إلى المركز السابع عالميا هذا العام.

ألمانيا و الألياف البصرية بحلول عام 2025:

في عام 2016، بدأت الأمور تدور حول موضوع الانترنت وحمل سكان ألمانيا شعار “الإنترنت للجميع”. حينها بدأت الحكومة الفيدرالية في الضغط على مقدمي خدمات الإنترنت، لتحديث الانترنت في المانيا، و تعهدت الحكومة مؤخرًا بالبدأ والاستثمار في مشروع الألياف الضوئية، والتي تصل قيمته إلى 12 مليار يورو.

ما رأيك بالإنترنت في المانيا، هل تعاني من سرعته؟

اكثر ما يغضب البريطانيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى