مقالات

كيف تمتلك الذكاء الاجتماعي وتفهم الآخرين

ربما يركز الجميع في الوقت الحالي على فهم ومواكبة الذكاء الاصطناعي لمواجهة التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه، لكن هناك جانبًا لا يمكن إغفاله بين التعاملات الإنسانية، تظهر أهميته أكثر لدى من يعيشون في بيئات مختلفة ويقابلون أناس مختلفين في الثقافة والدين والموروثات الاجتماعية. ما نتحدث عنه هنا هو الذكاء الاجتماعي.

هل سبق لك أن لاحظت كيف يمكن لبعض الناس التحدث إلى أي شخص يقابلونه دون عناء، وبغض النظر عن الفروقات بينهم؟ وهل صادفت ذلك الشخص الذي دائمًا ما يسيء إلى الآخرين، بغض النظر عن موضوع المحادثة حتى لو كان متفقًا معهم في وجهة النظر؟

يصور هذان السيناريوهان كيف يكمن الاختلاف في قدرتنا على التفاعل والتوافق والتواصل مع الآخرين من حولنا. وكما أننا نختلف في القدرات الأكاديمية، فنحن أيضًا نختلف في مدى كفاءتنا الاجتماعية. وبعد سنوات من البحث والتطوير الأكاديمي، فقد سميت هذه الكفاءة الاجتماعية باسم “الذكاء الاجتماعي”.

تلخص هذه المقالة تاريخ الذكاء الاجتماعي ثم كيفية قياسه وتحسينه، واختلافه عن الذكاء العاطفي.

ما هو الذكاء الاجتماعي من منظور علم النفس؟

تعتمد قدرتنا على التقدم بنجاح خلال حياتنا بشكل كبير على مستويات الذكاء الاجتماعي لدينا. ويمكن أن يؤثر على العلاقات التي نشكلها مع شركائنا وأطفالنا، ودوائر الصداقة التي نبنيها، وقدرتنا على التقدم في وظائفنا وطموحاتنا. لذلك من مصلحتنا أن نفهم بشكل أفضل مفهوم الذكاء الاجتماعي وتطوير المهارات التي نحتاجها لتحسينه.

فقد تم الكشف عن المفهوم الحديث للذكاء الاجتماعي لأول مرة من قبل عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك في عام 1920. واشتمل تصنيف الذكاء الخاص به على ثلاثة أبعاد أساسية تتعلق بالقدرة على فهم وإدارة الأفكار (الذكاء المجرد)، والأشياء الملموسة (الذكاء الميكانيكي)، وفهم الناس.

و قد عرف ثورندايك الذكاء الاجتماعي بأنه:

“القدرة على الفهم والتصرف مع الرجال والنساء والفتيان والفتيات بهدف التصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية.”

و قد قدم فيرنون تعريف أكثر شمولاً، والذي وصف الذكاء الاجتماعي بأنه:

“القدرة على الانسجام مع الناس بشكل عام، ومع التقنيات الاجتماعية أو الارتياح في التعامل مع المجتمع، ومعرفة الأمور الاجتماعية، و القدرة على الاستجابة مع أعضاء آخرين في مجموعة، وفهم عميق للحالات المزاجية المؤقتة أو السمات الشخصية الأساسية للغرباء”.

ومنذ ذلك الحين، تباينت الآراء حول ما إذا كان ينبغي اعتبار الذكاء الاجتماعي بمثابة خاصية نفسية في حد ذاتها. فعلى سبيل المثال، أكد Wechsler (1958) أن “الذكاء الاجتماعي هو مجرد ذكاء عام يتم تطبيقه على المواقف الاجتماعي”.

لكن الدراسات الحديثة في هذا المجال ركزت على أن الذكاء ليس قدرة معرفية منفردة، ولكنه يشتمل على عدة أنواع من الذكاء، وكلها منفصلة عن بعضها البعض.

تنبع هذه الفكرة إلى حد كبير من نظرية هوارد جاردنر (1983) عن الذكاءات المتعددة التي اقترح فيها ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء وهي:

  • ذكاء لغوي – لفظي.
  • ذكاء بصري مكاني.
  • ذكاء طبيعي.
  • ذكاء جسدي – حركي.
  • ذكاء موسيقي.
  • ذكاء رياضيات منطقي.
  • ذكاء شخصي داخلي.
  • ذكاء اجتماعي.

تعرضت نظرية غاردنر لانتقادات بسبب نقص البحث التجريبي فيها ولكونها شاملة للغاية. ومع ذلك، كان هناك اهتمام متزايد بالجوانب الشخصية والاجتماعية لنظريته، أي الذكاء الداخلي الشخصي والذكاء الاجتماعي.

و يشار اليوم إلى هذه الجوانب الشخصية على نطاق أوسع على أنها الذكاء العاطفي والاجتماعي وهذا الأخير هو محور هذه المقالة.

الذكاء العاطفي مقابل الذكاء الاجتماعي

تُعرِّف نظرية هوارد جاردنر (1983) للذكاءات المتعددة الذكاء الاجتماعي (بين الأشخاص) والعاطفي (بين الأشخاص) على أنها كيانات منفصلة ولكنها مرتبطة.

إذن ما هي الطرق التي يختلف بها الذكاء العاطفي عن الذكاء الاجتماعي؟

في حين أن الذكاء الاجتماعي هو القدرة على فهم الآخرين، وكيف يتصرفون، وما الذي يحفزهم، وكيفية العمل بشكل تعاوني معهم، فإن الذكاء العاطفي هو أكثر من قدرة داخلية (جاردنر ، 1983). يركز الذكاء العاطفي على فهم عواطف المرء، وتعلم كيف يفهم نفسه، واستخدام هذه المعرفة لتوجيه سلوكه.

و قد عرّف Mayer and Salovey (1997) الذكاء العاطفي بأنه:

“القدرة على إدراك المشاعر، وفهم العواطف وتوليدها للمساعدة في التفكير، وفهم المشاعر والمعرفة العاطفية، وتنظيم المشاعر بشكل لاشعوري لتعزيز النمو العاطفي والفكري”.

وقد تم تطوير هذه الاختلافات الجوهرية إلى الأمام من خلال نظريات دانيال جولمان عن الذكاء العاطفي والاجتماعي. حيث يفترض جولمان (1995) أن الذكاء العاطفي هو بناء فردي يسمح لنا بالتعرف على مشاعرنا وفهمها وإدارتها والتعرف على مشاعر الآخرين وفهمها والتأثير عليها.

وعلى وجه التحديد، حدد خمسة مكونات أساسية للذكاء العاطفي:

  • الوعي الذاتي.
  • التنظيم الذاتي.
  • التحفيز.
  • التعاطف.
  • مهارات اجتماعية.

أما الذكاء الاجتماعي فهو بناء قائم على العلاقة ويركز على الطريقة التي نفهم بها ونتفاعل ونقدم أنفسنا للآخرين.

نظرية الذكاء الاجتماعي

لا يوجد اتفاق بشأن تعريف الذكاء الاجتماعي بالتحديد. وحتى دانيال جولمان، في كتابه الذكاء الاجتماعي: العلم الجديد للعلاقات الإنسانية، الذي صدر عام 2006، اقترح إعادة التفكير في العمل السابق حول الذكاء الاجتماعي. وذكر أننا بحاجة إلى أدوات جديدة لتقييم الذكاء الاجتماعي، مع مراعاة إضافية للاختلافات الفردية.

و قد ظهر هذا الرأي في المقام الأول بسبب التطور في دراسات علم الأعصاب، والتي وفقًا لجولمان، يجب أن تسمح لنا برسم خريطة مناطق الدماغ المشاركة في الديناميكيات الاجتماعية.

ووضع جولمان (2006) تصورًا عمليًا للذكاء الاجتماعي يتضمن وجهين رئيسيين. الأول هو الوعي الاجتماعي، الذي يمتد من الإحساس الفوري بالحالة الداخلية للآخر، إلى فهم مشاعر الآخرين وأفكارهم، والقدرة على “الحصول” على مواقف اجتماعية معقدة.

ويشمل الوعي الاجتماعي:

  • التعاطف البدائي: القدرة على الإحساس بمشاعر الآخرين من خلال الإشارات غير اللفظية.
  • التناغم: الاستماع بتقبل كامل للشخص المقابل.
  • دقة التعاطف: فهم أفكار ومشاعر ونوايا شخص آخر.
  • الإدراك الاجتماعي: فهم كيفية عمل العالم الاجتماعي.

الجانب الثاني هو المهارة الاجتماعية، والتي تشير إلى القدرة على التفاعل السلس والفعال مع الآخرين.

وتشمل المهارة الاجتماعية:

  • التزامن: سهولة التفاعل مع الآخرين على المستوى غير اللفظي.
  • عرض الذات: تقديم أنفسنا بشكل جيد.
  • التأثير: تشكيل النتيجة من التفاعلات الاجتماعية.
  • الاهتمام: الاهتمام باحتياجات الآخرين والتصرف وفقًا لذلك.

وتدعم العديد من الأبحاث التجريبية مفهوم جولمان (2006) للذكاء الاجتماعي، والذي يشتمل على العديد من العناصر المختلفة.

فعلى سبيل المثال، الدليل على التعاطف البدائي – ذلك التفاعل التلقائي عندما يمكنك الشعور بمشاعر شخص آخر – كان جليًا عبر البحث في الخلايا العصبية المرآتية. فتنشط الخلايا العصبية المرآتية عندما ينفذ الفرد حركة معينة ويتكرر ذلك عند نفس الفعل أو فعل مشابه يقوم به فرد آخر.

بالطريقة نفسها، تنشط الخلايا العصبية المرآتية عندما نلاحظ رد الفعل العاطفي لشخص آخر، مما يوفر الأساس العصبي للتعاطف. التعاطف هو أساس التجارب العاطفية المشتركة التي نشعر بها كجماعة اجتماعية: الفرح المشترك عند ولادة المولود الجديد، والإثارة المشتركة عند مشاهدة حدث رياضي، والحزن المشترك عندما يموت شخص ما.

ودعمًا لفكرة التأثير، تظهر الأبحاث أن أولئك الذين يمكنهم التعبير عن أنفسهم بلباقة ينظر إليهم من قبل الآخرين على أنهم أكثر تفضيلًا. بعد كل شيء، على المرء أن يعبر عن نفسه بطريقة مرغوبة للآخرين لتحقيق التأثير.

people

الذكاء الاجتماعي: قوة الشخصية

في علم النفس، يُنظر إلى جوانب قوة الشخصية على أنها سمات أساسية تشكل الجانب الإيجابي لشخصياتنا.

حدد عالما النفس الإيجابي كريستوفر بيترسون ومارتن سيليجمان 24 نقطة قوة شخصية، مصنفة على نطاق أوسع تحت ست فضائل:

  • الحكمة – القوة الإدراكية التي تنطوي على اكتساب واستخدام المعرفة.
  • الشجاعة – القوة العاطفية التي تنطوي على ممارسة الإرادة لتحقيق الأهداف في مواجهة الشدائد.
  • الإنسانية – القوة الشخصية التي تنطوي على رعاية الآخرين ومصادقتهم.
  • التسامي – القوة التي تصوغ الروابط مع الكون ، وتعطي المعنى.
  • العدالة – السمات المدنية التي تشكل أسس الحياة المجتمعية الصحية.
  • الاعتدال – نقاط القوة التي تحمي من الإفراط والمبالغة.

ونظرًا لأهمية الذكاء الاجتماعي في جوانب متعددة من الحياة، فليس من المستغرب أن يصنفه Peterson & Seligman كواحد من 24 نقطة قوة شخصية أساسية تحت عنوان الفضيلة الإنسانية.

إذا كنت ترغب في تقييم أفضل نقاط القوة في شخصيتك، فيمكنك القيام بذلك باستخدام استطلاع VIA. إنها طريقة رائعة للناس للتعرف على نقاط قوتهم الأساسية وفهمها والبناء عليها من أجل التقدم.

أمثلة من الواقع

طرح الأسئلة الصحيحة

هل سبق لك أن أخبرت شخصًا قصة ما، وقام بسؤالك عن شيء لا علاقة له بالقصة؟ وهل كنت ذلك الشخص الآخر، تستمع إلى قصة شخص ما وتدرك في منتصف الطريق أنك لا تعرف ما الذي قاله؟ وتحاول التفكير في شيء سريع لقوله كغطاء على عدم انتباهك.

تعد القدرة على الاستماع بفعالية للآخرين والرد عليهم بالأسئلة والتعليقات ذات الصلة أمثلة رئيسية على الذكاء الاجتماعي العالي. فلتعزيز العلاقات الإيجابية، يرغب الناس أن يشعروا بالاستماع إليهم وأنك تعي تمامًا ما يقولونه.

معرفة وفهم آداب السلوك الاجتماعي

للتشارك بشكل إيجابي مع الآخرين، من المهم فهم الاختلافات الاجتماعية. على سبيل المثال، لن تتحدث مع والدتك البالغة من العمر 70 عامًا بنفس الطريقة التي تتحدث بها مع ابنتك البالغة من العمر 16 عامًا.

في حياتنا العملية، نواجه مجموعات اجتماعية مختلفة بما في ذلك مجموعات من بلدان مختلفة، وفئات عمرية مختلفة، وهويات دينية وثقافية مختلفة. تعد القدرة على التعرف على الخلفيات المختلفة للأشخاص وفهمها طريقة أساسية للتواصل معهم.

3 طرق لتحسين الذكاء الاجتماعي

استمع جيدًا وباهتمام

تدرب على الاستماع الفعال حتى تتمكن من المشاركة والتواصل مع الآخرين بشكل كامل.

غالبًا ما تسير الحياة بخطى سريعة، مع العديد من عوامل التشتيت الرقمية وغير الرقمية. من الطبيعي أن ترغب في الرد على تلك الرسالة النصية التي تنبثق على هاتفك على الفور، حتى عندما تكون في منتصف محادثة وجهًا لوجه.

امنح الناس انتباهك الكامل عند التحدث معهم. يحب الناس أن يشعروا بأنه يتم الاستماع لهم، وسوف يساعدك ذلك على تطوير علاقات جديرة بالاهتمام.

انتبه إلى لغة الجسد

في كثير من الأحيان، تخبرنا لغة جسد المتحدثين كثيرًا عن مشاعرهم، حتى لو لم يقولوا ذلك. حاول فهم ما يقوله الشخص الآخر “جسديًا”.

وبالطريقة نفسها، كن على دراية بلغة جسدك وكيف تقدم نفسك. فإذا تراخيت وأظهرت بأنك غير مهتم جسديًا أثناء المحادثة، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان المتحدث الثقة فيما يقوله، مما يؤدي إلى تفاعل سلبي.

أظهر أنك مهتم

إذا شعرت أن شخصًا ما منزعجًا، أو إذا أخبرك أحدهم أنه يمر ببعض الصعوبات، فأظهر له أنك مهتم حقًا. يمكن أن يساعدك إظهار التعاطف مع الآخرين في التواصل على مستوى أكثر وضوحا.

تعزيز الذكاء الاجتماعي في مكان العمل

قد يكون امتلاك ذكاء اجتماعي مهني أكثر أهمية مما تعتقد. في العمل، نحتاج إلى التعايش والتعاون مع الآخرين الذين قد نتواصل معهم أو لا نتواصل معهم عادةً. فبالنسبة لأولئك الذين يشغلون مناصب إدارية أو قيادية، يمكن أن تكون القدرة على التواصل مع فريق وتحفيزهم مفتاحًا لنجاح الأعمال أو المؤسسة.

بالاعتماد مرة أخرى على علم الأعصاب الاجتماعي، يعتقد Goleman & Boyatzis أن ديناميكية القائد- التابع الناجحة تتحقق من قبل القادة الذين يعزز سلوكهم نظام الترابط الدماغي. بمعنى آخر، تعتمد القيادة الفعالة على القدرة على إلهام الآخرين من خلال التواصل الهادف والقدرة على تعزيز المشاعر الإيجابية لدى الأشخاص الذين يحتاجون إلى تعاونهم.

في الواقع ، هناك مجموعة فرعية من الخلايا العصبية المرآتية التي يتمثل هدفها الوحيد في اكتشاف ضحك الآخرين وابتساماتهم. وهذا بدوره يدفعك إلى الضحك أو الابتسام.

يمكن للقائد الذي يبتسم ويستخدم الفكاهة أن يجعل هذه الخلايا العصبية المتخصصة تعمل، ويشجع على التفاعل المريح والمشاعر الإيجابية في الآخرين. في الواقع ، تُظهر الدراسات أن القادة ذوي الأداء الأفضل يثيرون ضحك مرؤوسيهم أكثر بثلاث مرات من القادة ذوي الأداء المتوسط.

فرص العمل المتاحة

تقييم الذكاء الاجتماعي

1. سبر الكفاءة العاطفية والاجتماعية (ESCI)

سبر الكفاءة العاطفية والاجتماعية (ESCI)، أو نسخته الجامعية ESCI-U، هو عبارة عن استبيان مكون من 68 بندًا.

يقيِّم الاستبيان 12 كفاءة في مجال الذكاء الاجتماعي بما في ذلك الوعي الذاتي العاطفي، وضبط النفس العاطفي، والتوجيه الإنجازي، والنظرة الإيجابية، والقدرة على التكيف، والتعاطف، والوعي التنظيمي، والمدرب والموجه، والقيادة الملهمة، والتأثير، وإدارة الصراع، والعمل الجماعي.

2. مقياس ترومسو للذكاء الاجتماعي TSIS

مقياس ترومسو هو تقييم ذاتي مكون من 21 عنصرًا تم قياسه على مقياس ليكرت من سبع نقاط يتراوح من 1 (يصفني بشكل سيء جدًا) إلى 7 (يصفني جيد جدًا).

ينقسم المقياس إلى ثلاثة نطاقات فرعية تمكن من تحديد ثلاثة عوامل:

1- معالجة المعلومات الاجتماعية، على سبيل المثال ، “يمكنني بسهولة فهم المواقف الاجتماعية”.
2- المهارات الاجتماعية، على سبيل المثال ، “أنا ناجح غالبًا في إقامة علاقات جديدة”.
3- الوعي الاجتماعي، على سبيل المثال، “غالبًا ما أتفاجأ كيف يتفاعل الآخرون مع أفعالي”.

 

اقتباسات ملهمة

إن ما يميز القادة يتجاوز المعرفة إلى مهارات التعامل مع الآخرين مثل التعاطف وحل النزاعات وتنمية الأفراد.

دانيال جولمان

 

يبدو أن تقليص فكرة الفعالية البشرية إلى حزمة بسيطة من “مهارات الأشخاص” يقلل من ثراء الفهم وسعة الحيلة التي يمكن أن تجعل الناس أكثر فعالية في تعاملاتهم مع بعضهم البعض.

كارل البرشت

 

الاستيعاب الذاتي بكل أشكاله يقتل التفهم، ناهيك عن التعاطف. عندما نركز على أنفسنا، يتقلص عالمنا حيث تلوح مشاكلنا وانشغالاتنا بشكل كبير. لكن عندما نركز على الآخرين، يتسع عالمنا. تنجرف مشاكلنا الخاصة إلى محيط العقل وبالتالي تبدو أصغر، ونزيد من قدرتنا على الاتصال – أو العمل الرحيم.

دانيال جولمان

الخلاصة

يركز المجتمع بشكل كبير على الأشكال التقليدية للذكاء والإنجاز الأكاديمي. ومع ذلك، فإن أهمية الذكاء العاطفي والاجتماعي قد برزت مؤخرًا كحاجة ملحة. حيث تؤثر القدرة على التواصل مع الآخرين على جميع جوانب حياتنا. لا يتعلق الأمر فقط بتفاعلاتنا الشخصية ولكنها تؤثر على حياتنا المهنية، وعلى قدرتنا على الأداء الجيد في المناصب القيادية.

قد تكون القدرة على جمع الأشخاص معًا وإدارة النزاعات والتواصل على المستوى الفردي مع الأشخاص في فريقك هي مفتاح النجاح في مكان العمل. والأهم من ذلك، يمكننا جميعًا تحسين ذكائنا الاجتماعي، وهناك العديد من التقنيات التي يمكن أن تساعدنا في التواصل مع الآخرين بشكل فعال.

ابدأ بإيلاء الاهتمام الكامل أثناء تعاملك مع الآخرين. فكر في محادثاتك وحاول أن تفهم كيف كان من الممكن أن تستجيب بشكل أفضل. ومن خلال التطوير التدريجي لمهارات الذكاء الاجتماعي، ستكون في طريقك إلى حياة أفضل.

نصائح مهمة للمهاجرين المنعزلين: كيف تجعل من بلاد الغربة مكانا مناسبا لك

هل تجد صعوبة في التأقلم مع الآخرين؟ علم النفس يخبرك حيلاً نفسية تجعلك محلّ إعجابهم على الفور

الذكاء الاجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى