قد يتطلب التأقلم في بيئة عمل جديدة بعض الوقت، ولكن لا يجب أن يكون الأمر مرعبًا. وفيما يلي، سنقدم بعض الأفكار حول ثقافة العمل في هولندا.
محتوى المقال
1- اتقان التوازن الصحي بين العمل والحياة
يجب عليك أن تدرك أن الهولنديين يعملون ليعيشوا، وليس العكس. وفقًا لمؤشر الحياة الأفضل لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2020، تم تصنيف هولندا كخامس أفضل دولة في تحقيق توازن جيد بين العمل والحياة.
يعمل نسبة قليلة جدًا من الموظفين في هولندا لفترات طويلة، تصل إلى 0.3% فقط، مما يجعل العمل الإضافي نادرًا. وغالبًا ما يتم التفاوض على ساعات العمل أثناء عملية التوظيف أو عندما يتغير الوضع الشخصي للموظف. وتتراوح ساعات العمل في الأسبوع بين 36-40 ساعة للعقود بدوام كامل في هولندا، والمعيار هو 38 ساعة في الأسبوع.
في هولندا، تعطى الأولوية لرفاهية العمال وجودة حياتهم، ويتم فصل العمل عن الوقت الشخصي بشكل صارم. ويمكن للعاملين بدوام كامل أن يخصصوا 64% من يومهم في المتوسط للعناية الشخصية والترفيه. كما أن ساعات العمل في العديد من الوظائف مرنة، حيث يتم التركيز على إنجاز المهمة بدلاً من عدد ساعات العمل، وبالتالي لا يُتوقع من العاملين أن يكونوا متاحين خلال إجازاتهم أو عطلات نهاية الأسبوع، وذلك بالإضافة إلى حرص هولندا على توفير علاوات إضافية للعاملين.
2- لا تتأخر
يعتبر الالتزام بالمواعيد أمرًا بالغ الأهمية في ثقافة العمل الهولندية، حيث يُعَدّ التواجد في الوقت المحدد إشارةً للإحترام والتزامًا بجدية العمل. وفي حال تأخرت عن اجتماع أو موعد، يُنصح بإبقاء التأخير لمدة 10 دقائق فقط وإبلاغ الزملاء بذلك.
يمكن أن تؤدي الاجتماعات المؤجلة إلى تأخير العمل في هولندا، حيث يخطط الهولنديون لوقتهم مسبقًا وقد يكون من الصعب إعادة جدولة هذه الاجتماعات لعدة أسابيع أو حتى أشهر. ومن المعتاد في هولندا التخطيط للمستقبل، سواء للارتباطات الاجتماعية أو العمل. لذلك، يجب الحفاظ على مذكرات للمواعيد وتحديد مواعيد اللقاءات مع الأصدقاء الهولنديين مسبقًا بفترة طويلة، حيث يتم احترام الالتزامات في هولندا.
3- اجتماعات العمل الهولندية
تُعَدُّ الاجتماعات جزءًا لا يتجزأ من ثقافة العمل الهولندية، سواء كانت رسمية أو غير رسمية. ويتم تنظيمها عادة وفقًا لجدول أعمال جيد التنظيم، لضمان استفادة الجميع بأقصى قدر من الوقت.
بشكل عام، النهج الهولندي يعتمد على عقد اجتماعات بهدف زيادة الإنتاجية وتحقيق التقدم. واحدة من الطرق المؤكدة لتحقيق التفوق هي أن تكون مستعدًا وتساهم بفاعلية من خلال طرح آرائك. في الهولندا، يُستخدم الاجتماع كوسيلة لسماع آراء الجميع بغض النظر عن موقعهم الوظيفي. ويعتبر إظهار المبادرة أمرًا إيجابيًا في بيئة العمل الهولندية.
4- الأجواء غير رسمية
يتميز محيط العمل في هولندا بأجواء غير رسمية تعزز قيم المساواة، حيث يتم اكتساب السلطة عن طريق التعليم والخبرة والمساهمة الفعالة، وليس من خلال التسلسل الهرمي للشركة.
يتميز الهولنديون بقدرتهم على التعبير عن أنفسهم بثقة في المحادثات، وعلى الرغم من أن هذا قد يكون صعبًا بالنسبة للمغتربين الذين لم يعتادوا على ذلك، إلا أنها طريقة رائعة لبناء العلاقات. لذا لا تتردد في مخاطبة مديرك بالاسم الأول إذا لاحظت أن الآخرين يفعلون ذلك.
غالباً ما يتمّ تناول مشروبات البوريل أو مشروبات ما بعد العمل من قبل جميع موظفي الشركة، ويتمّ تخفيف الفجوة بين الرؤساء والمرؤوسين. لذلك، لا تتفاجأ إذا طُلِبَ منك رأيك من قِبَل رؤساء الشركة أو إذا انتهى بك الأمر إلى إجراء محادثة حول كلبك أو موضوعات غير متعلقة بالعمل.
5- اعتماد وتوقع أسلوب الاتصال المباشر
في ثقافة الأعمال الهولندية، التواصل المباشر هو الأساس والأساس الذي يتم البناء عليه. ولكن هذا الأسلوب قد يكون صعبًا على الوافدين الجدد الذين يأتون من البلدان التي تفضل النص الضمني على التواصل الصريح.
في هولندا، عندما يتعلق الأمر بتلقي التعليقات، يمكن توقع الصدق الشديد دون أي تزييف. كما يُتوقع منك أن تتفهم هذا الانفتاح وتعبر عن رأيك في إبداء التعليقات. فالانتقاد ليس فقط مقبولًا، بل يرحب به أيضًا، حيث يُنظر إليه الهولنديون كفرصة للتحسين والتطوير.
غالبًا ما تحدث خلافات في مكان العمل، ولكن يجب عدم اتخاذها بشكل شخصي. فالخلافات المهنية لا تؤثر على العلاقات الشخصية ولا تؤثر على مكانتك الاجتماعية.
6- التواصل بأمانة والوفاء بالوعود
يتم بناء الثقة في ثقافة العمل الهولندية عن طريق تحديد التوقعات الصحيحة والالتزام بها. يعد التواصل الشفاف أساسيًا في التعامل، لذا يجب الاتصال مباشرةً وإظهار الموثوقية من خلال الالتزام المستمر بالوعود والمواعيد النهائية.
قد يساء فهم العبارات الغير مباشرة أو المهذبة بشكل علني أو يتم إخراجها من سياقها، لذا قل ما تعنيه بعبارات واضحة. سيؤدي ذلك إلى تقليل سوء الفهم ويظهرك كشخص يمكن الاعتماد عليه.
يمكنك تفعيل اللغة العربية من اعدادات الفيديو..
