Uncategorizedمقالات

كثير من العاملين في الرعاية الصحية يفكرون في الاستقالة بعد فيروس كورونا

هل أصبح العمل في مجال الرعاية الصحية يمثل عبئًا على البعض؟ تقول إحدى الممرضات إن التمريض في وحدة العناية المركزة ظل هو “شغفها” لما يقرب من ثماني سنوات، قادتها مسيرتها المهنية للعمل في أربعة مراكز مختلفة للرعاية الصحية.

وعندما تفشت جائحة فيروس كورونا العام الماضي، تحولت مدينتها إلى بؤرة للفيروس لبعض الوقت، وحينها واجهت قرارًا صعبًا: هل يجب أن تترك الوظيفة التي تحبها من أجل صحتها وعائلتها؟

رأت -كما رأى كثيرون من زملائها- أن صحتهم النفسية والعقلية تأزمت أكثر من أي وقت مضى.

تأثير كورونا على العاملين في الرعاية الصحية

ترك عبء العمل المفرط والقيادة الفاشلة والصدمات العاطفية الكثير من العاملين في مجال الرعاية الصحية في مواجهة القلق واضطراب ما بعد الصدمة، وترك بعضهم العمل بالفعل خلال العام الماضي.

نزوح جماعي عن الرعاية الصحية

والآن، هناك الكثير من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعيدون التفكير في وظائفهم  بسبب الضغوط المتزايدة من أزمة كوفيد -19.

ووفقًا للدراسات الحديثة، يقول ما بين 20٪ و 30٪ من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة إنهم يفكرون الآن في ترك هذه المهنة.

والجدير بالذكر أن دراسة واحدة في أبريل/ نيسان 2021 أجراها سوق وظائف الرعاية الصحية خلصت إلى أن أربعة من كل 10 ممرضات (43٪) يفكرون في ترك عملهم في عام 2021 – والرقم أعلى بين العاملين في وحدة العناية المركزة (48٪).

والولايات المتحدة ليست وحدها. بل ظهرت نفس الإشارات في دول أوروبية أيضًا. خلص تقرير حديث صادر عن الجمعية الطبية البريطانية إلى أن آلاف الأطباء في المملكة المتحدة يخططون لمغادرة الخدمة الصحية الوطنية بعد الوباء بسبب الإرهاق والمخاوف بشأن صحتهم العقلية.

وقال ما يقرب من ثلث (31٪) من شملهم الاستطلاع إنهم أصبحوا الآن أكثر ميلاً للتقاعد مبكرًا، بينما كان ربعهم (25٪) يفكرون في أخذ إجازة مهنية، وقال واحد من كل ستة (17٪) إنهم يفضلون العمل في دولة أخرى.

كما قال داني لي، طبيب الأشعة من كمبريا بإنجلترا لصحيفة الغارديان”أصابتني الطريقة التي تم بها التعامل مع الوباء بخيبة أمل. إنني لا أفكر في ترك وظيفتي فحسب، بل أفكر أيضًا في ترك البلد”.

 أضاف كوفيد إلى الطين بلة

لكن الوباء ليس سوى أحدث مشكلة في نظام صحي متعثر. لقد أدى نقص التمويل المزمن، وساعات العمل الطويلة، ونقص الموظفين – ناهيك عن الخسائر العاطفية والعقلية للعمل الطبي في الخطوط الأمامية – إلى تقويض أنظمة الرعاية الصحية العالمية والعاملين فيها.

وقال هاري سيفيرانس، أستاذ مساعد في جامعة كلية الطب بجامعة ديوك. إنه سمع مباشرة من عدد من المهنيين الطبيين بأنهم يعيدون النظر في حياتهم المهنية.

في الواقع، وجدت دراسة استقصائية أمريكية أجريت في عام 2018، قبل الوباء، أن ما يقرب من نصف (48٪) الأطباء قالوا إنهم يخططون لتغيير المهن بسبب أعباء العمل الشاقة (80٪) والإرهاق (78٪) والتشاؤم بشأن مستقبل الطب (62٪). وقال نصفهم تقريبًا (49٪) إنهم لا يوصون بالطب كمهنة لأطفالهم.

كما قال سيفيرانس إن ذلك بسبب تضارب مصالح الحكومات والمؤسسات الطبية العامة والخاصة والعاملين في مجال الرعاية الصحية أنفسهم، مما سيجعل النظام بدوره أكثر عرضة “لمزيد من الأوبئة أو غيرها من الاضطرابات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية”.

هل تعاني من الاحتراق الوظيفي؟ نصائح لتجديد النشاط في العمل

نصائح لأولئك الذين يفكرون في تغيير مهنتهم

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل العوامل التي تقود الناس إلى اختيار مهنة الطب. في العام الماضي، حتى عندما أدى الوباء إلى إبعاد البعض عن مهنة الطب، فقد اجتذبت المزيد من العاملين.

قال ديفيد سكورتن، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية كليات الطب الأمريكية، التي ارتفعت فيها معدلات الالتحاق بنسبة 1.7٪ في العام الدراسي 2020. “إنه أمر مشجع أن نرى المزيد من الطلاب يرغبون في ممارسة مهنة في مجال الطب من أجل خدمة مجتمعاتهم وإحداث تغيير”.

في غضون ذلك، فإن الاستثمار الشخصي الكبير في المهن الطبية يمكن أن يجعل قرار تغيير المسار أكثر صعوبة.

لذلك، نصح سيفيرانس أخصائيي الرعاية الصحية الذين يعيدون النظر في حياتهم المهنية بتجنب اتخاذ قرارات متهورة استجابة للوباء. وبدلاً من ذلك، أوصى بالتفكير أولاً في بعض العوامل المهمة:

  • حدد المشكلة أو المشكلات التي تسبب عدم الرضا وحدد ما إذا كانت هناك طرق لمعالجتها.
  • إن لم تستطع، حدد بوضوح ما الذي تبحث عنه في وظيفتك القادمة. فيمكن تقليل ساعات العمل، أو تقليل الإجهاد، أو جدول عمل مختلف، أو خط عمل مختلف تمامًا. إذا كان ذلك ممكنًا، فابحث عن طريقة لتجربة هذا الجانب.
  • بعد ذلك، فكر في أي موارد مالية أو تدريب إضافي قد تحتاجه لإجراء التبديل وما إذا كنت على استعداد لخفض راتبك.
  • أخيرًا، فكر في كيفية تأثير هذه التغييرات على حياتك الشخصية وخططك المستقبلية.

بالنسبة للكثيرين، قد يكون الوباء بمثابة عثرة في الطريق في مهنته. ولكنه قد يكون بالنسبة للبعض الآخر أيضًا الوقت المناسب للتوقف، فبعضهم راضين عن قرارهم إعادة توظيف مهارات الرعاية الصحية لديهم في وظيفة أخرى، ولا يرون أنفسهم مرة أخرى في العنابر قريبًا.

لماذا يعاني البعض من تشوش التفكير بعد فيرو.س كورو.نا

العاملين في الرعاية الصحية
صورة أرشيفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى