عن الشخص الذي يشعر بالخجل و القلق و يتم تحميله ما لا طاقة له به .. صحيفة ألمانية تنشر رسالة من لاجئة سورية : ” خمنوا من أكون أنا اللاجئون ! “
نشرت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، الأحد، رسالةً من لاجئة سورية، بعنوان “أنا اللاجئين”.
وترجم عكس السير رسالة فيندا جمعة، التي استهلتها بالقول: “خمنوا من أكون!، أنا أظهر في وسائل الإعلام أكثر من دونالد ترام وتغريداته، وأكثر من أردوغان وديمقراطيته، وبوتين وسياسيته”.
وتابعت فيندا، التي تعيش في برلين منذ ستة أعوام: “أنا كنت السبب الرئيسي لفشل تشكيل حكومة في ألمانيا، وتقوية اليمينيين في أوروبا.. أنا الهاجس المقلق الأكبر للكثر من المواطنين في هذا البلد، لأنني أكثر خطورة من فقر المتقاعدين، والاعتداءات الأسرية، وتلوث البيئة، وتعاطي المخدرات، وتغير المناخ، ونقص العاملين في مجالي التمريض والتعليم”.
ومضت الشابة السورية، التي تدرس ماجستير قانون في جامعة هومبولت، برسالتها قائلةً: “أنا الذي أشعر دائماً بالذنب نتيجةً لأخطاء الآخرين.. أنا الشخص الذي يشعر بالخجل دائماً من إلقاء التحية على الجيران، حين يقع خطأ ما في مكان ما.. أنا الضامنة للأخطاء التي تُرتكب، ومن يشعر بالتهديد من كل تقرير في وسائل الإعلام”.
وطرحت الشابة في منتصف رسالتها السؤال: “هل عرفتني؟ أنا اللاجئون !”، مضيفةً: “وهذا ليس خطأً نحوياً، لنقص في مهارات اللغة الألمانية.. فأنا اللاجئين، كل اللاجئين”.
وأضافت فيندا: “أنا لست طبيباً، ولا محامياً أو مزارعاً، ولا صحافياً أو فناناً، ولا بائعاً أو سائقاً أو مدرساً، بل أنا اللاجئون“.
وتابعت: “وعلى الرغم من أنني قادمة من مدينة صغيرة في سوريا، وكنت أشعر بأن الناس في دمشق غرباء عني، فقد أصبحت منذ وطأت اقدامي أوروبا بأنني واحدة من مئات الآلاف من اللاجئين القادمين من سوريا وباكستان وأفغانستان والعراق وإيران وأفريقيا، على الرغم من أننا نتحدث لغات مختلفة، ولدينا أديان مختلفة، وماضي مختلف، ناهيك عن وجهات النظر.. ولكن من يهتم بهذه الاختلافات، فنحن في النهاية جميعنا (اللاجئين)”.
وختمت الشابة رسالتها بالقول: “لقد فقدت أصدقاء وأقارب في الحرب، فقدت السكن والعمل والسيارة، وماضي ووطني.. لكن الخسارة الأكبر، والتي شعرت بها لاحقاً، هي ضياع هويتي، التي تركتها في القارب المطاطي على حدود أوروبا”.