تعود أصول العديد من رموز علم إسبانيا الحالي إلى عدة قرون وترتبط بالعديد من التقاليد. وحتى عندما لا تكون موثقة، فإن الأساطير المرتبطة بهذه الرموز هي مصدر فخر القومية الإسبانية.
على سبيل المثال، فإن رمز الأسد الذي تبنته مملكة ليون قد استخدم من قبل الفيلق الروماني في القرن الأول الميلادي، بينما يرتبط الدرع الذهبي ذو أربعة أشرطة حمراء الخاص بمملكة أراغون وكاتالونيا الحديثة بحدث من القرن التاسع حيث كرم حفيد شارلمان كونت برشلونة لبطولته.
تحت حكم سلالة بوربون في القرنين السابع عشر والثامن عشر، كانت الأعلام الإسبانية بشكل عام عبارة عن نسخ بيضاء تحمل رمز النبالة والملكية التي تضمن أعمدة هرقل مع الكتابة اللاتينية Plvs Vltra والتي تعني “Plus ultra” (“المزيد بعده”) لتعكس العصر الذهبي الاسكشافات الإسبانية في أمريكا والعالم الجديد.
علم إسبانيا في عهد سلالة البوربون
قرر الملك تشارلز الثالث أن يكون لإسبانيا علم يمكن تمييزه بوضوح عن علم الدول الأخرى. من بين المقترحات المقدمة إليه، اختار خطوط أفقية غير متساوية من الأحمر والأصفر والأحمر مع الأذرع الوطنية على الأصفر بالقرب من الرافعة.
تم تقديم العلم الجديد في عام 1785، واستمر منذ ذلك الحين في أن يكون “العلم الأساسي” لإسبانيا. (كان الاستثناء الوحيد هو علم 1931-1939 للجمهورية الإسبانية، والذي كان يحتوي على خطوط أفقية متساوية من الأحمر والأصفر والأرجواني). بينما ظل العلم الأساسي كما هو، تم تغيير الأذرع عدة مرات لتعكس الظروف السياسية.
علم 1931-1939 للجمهورية الإسبانية
اختفى درع قشتالة وليون المتوج البسيط من العلم الإسباني عام 1931. في مكانه، تمت إضافة شعار نبالة متقن إلى العلم في عام 1938 خلال الأيام الأولى للنظام الفاشي للجنرال فرانسيسكو فرانكو.
وتضمن العلم أيضًا نسر القديس يوحنا ورموز النير والسهم لأنصار كتائب فرانكو تحت شعار “Una, grande, libre” والتي تعني “واحد، عظيم، حر”.
العلم الإسباني عام 1931 في عهد الجنرال فرانكو والذي ظل قيد الاستعمال مع بعض التغييرات حتى عام 1981
تم تعديل هذا التصميم الأساسي في عامي 1945 و 1977، لكن وفاة فرانكو وعودة الديمقراطية الإسبانية في عهد الملك خوان كارلوس دعا إلى تصميم علم جديد.
يعود تاريخ التصميم الحالي إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول 1981. وقد تم الاحتفاظ بالدروع الأساسية للممالك الإسبانية القديمة وأعمدة هرقل، ولكن يتم عرض التاج بشكل بارز لتكريم دور الملكية في الدولة الإسبانية الحديثة. اللونان الأحمر والذهبي تقليديان ولكن ليس لهما تفسير رمزي رسمي.
تضاريس إسبانيا
إسبانيا بلد متعدد التضاريس من القلاع الحجرية والجبال المغطاة بالثلوج والآثار الشاسعة والمدن المتطورة، وكلها جعلت منها وجهة سفر مفضلة. البلد متنوع جغرافيا وثقافيا. قلبها هو Meseta، وهي هضبة مركزية واسعة على ارتفاع نصف ميل فوق مستوى سطح البحر.
يُعطى جزء كبير من المنطقة تقليديًا لتربية الماشية وإنتاج الحبوب. في هذا المكان الريفي، استلهم الكاتب ميغيل دي سرفانتس روايته المشهورة دون كيشوت وهو يتأمل في طواحين الهواء الطويلة التي أصبحت جزءًا من المناظر الطبيعية في عدة أماكن من هذه المنطقة.
في الشمال الشرقي للبلاد يوجد الوادي الواسع لنهر إيبرو ومنطقة كاتالونيا الجبلية والسهل الساحلي التلال في فالنسيا. إلى الشمال الغربي توجد جبال كانتابريا، وهي سلسلة وعرة تتخللها الوديان التي تغمرها الغابات والمطر بقمم عالية.
إلى الجنوب توجد الأراضي الأندلسية والغنية بالحمضيات في وادي نهر الوادي الكبير، والتي يتم الاحتفاء بها في القصائد الشهيرة للشعراء الإسبان فيديريكو غارسيا لوركا وأنطونيو ماتشادو. فوق هذا الوادي ترتفع جبال سييرا نيفادا المغطاة بالثلوج وعلى رأسها جبل مولاي الحسن أعلى قمة في شبه الجزيرة الإيبيرية.
الجزء الجنوبي من البلاد عبارة عن صحراء، وهي شبيهة بالصحراء الأمريكية المعروفة من خلال أفلام “رعاة البقر الغربية” في الستينيات وأوائل السبعينيات.
تصطف أشجار النخيل وشجيرات إكليل الجبل ونباتات استوائية أخرى، ويتمتع الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وجزر البليار بمناخ لطيف يجتذب ملايين الزوار والمتقاعدين، وخاصة من شمال أوروبا.
ريف إسبانيا جذاب ومليء بالقلاع والقنوات والآثار القديمة، لكن مدنها حديثة بشكل مدوي. تشتهر العاصمة الأندلسية إشبيلية (إشبيلية) بثقافتها الموسيقية وتقاليدها الشعبية التقليدية.
كما تشتهر العاصمة الكاتالونية برشلونة بسبب هندستها المعمارية العلمانية والصناعة البحرية. والعاصمة الوطنية مدريد لشوارعها المتعرجة ومتاحفها ومحلات بيع الكتب بها. مدريد هي أكبر مدينة في إسبانيا وهي أيضًا مركزها المالي والثقافي، كما كانت منذ مئات السنين.
كاتيدرائية ساغرادا فاميليا إرث معماري شاهد على حاضرة برشلونة
تشتهر إسبانيا بالثقافات العديدة والمتنوعة التي دخلت في تكوينها. نذكر منها ثقافات القشتاليين والكاتالونيين واللوسيتانيين والجاليزيين والباسك والرومان والأمازيغ والعرب واليهود والغجر (الغجر)، بمأكولاتهم المتنوعة، وعاداتهم، والمساهمات الغزيرة في التراث الفني العالمي.
ترك الغزاة الرومان للبلاد الإيبيرية لغتهم وتقاليدهم وآثارهم، بينما كان العديد من أعظم حكام الإمبراطورية الرومانية من الإسبان، ومن بينهم تراجان وهادريان وماركوس أوريليوس.
ترك المورسكيون أيضًا (مزيج من الأمازيغ والعرب) – الذين حكموا أجزاء من إسبانيا لما يقرب من 800 عام – إرثًا من العمارة الجميلة والشعر الغنائي والعلوم، فيما ساهم غجر الروما في الموسيقى الفولكلورية المعروفة بالفلامينغو.
الذي كتبه غارسيا لوركا ، “يأتي من الأجناس البعيدة ويعبر مقبرة السنين وسعف الرياح الجافة. إنها تأتي من النشوة الأولى والقبلة الأولى”.
“بهو الأسود” أشهر معالم قصر الحمراء الذي بناه الموريسكيون (بنو الأحمر)
حتى الوندال والهان والقوط الغربيين الذين اجتاحوا إسبانيا بعد سقوط روما يتم تذكرهم بالكلمات والآثار، مما دفع غارسيا لوركا إلى التعليق: “في إسبانيا، الموتى أحياء أكثر من موتى أي بلد آخر في العالم”.
في عام 1492 وهو العام الذي طُرد فيه آخر الحكام المغاربيين من إسبانيا، وصلت السفن تحت قيادة كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا. لمدة 300 عام بعد ذلك، سافر المستكشفون والفاتحون الإسبان حول العالم، مطالبين بأراضي شاسعة للتاج الإسباني، وخلافة حكام قشتالة، وأراغون، وهابسبورغ، وبوربون.
أسطول المستكشف كريستوفر كولومبوس
لأجيال، يمكن القول إن إسبانيا كانت أغنى دولة في العالم، وبالتأكيد أكثرها نائية. مع التآكل المستمر لإمبراطوريتها القارية والخارجية طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أصبحت إسبانيا شبه منسية في الشؤون العالمية، باستثناء السنوات الثلاث التي وضعت فيها الحرب الأهلية الإسبانية المشحونة أيديولوجيًا (1936-1939) البلاد في وضع مركز المسرح العالمي، فقط لتصبح أكثر عزلة وانسحابًا خلال العقود الأربعة من حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو.
بعد وفاة فرانكو في عام 1975، عاد ملك أسرة بوربون – خوان كارلوس – إلى العرش وأسس ملكية دستورية. منذ ذلك الحين، حكمت البلاد من قبل سلسلة من الحكومات المنتخبة، بعضها اشتراكي، وبعضها محافظ، لكنها كلها مكرسة للديمقراطية.
اقرأ المزيد: طرق ذكية للتحضير لرحلة إلى إسبانيا
مراسيم تنصيب خوان كارلوس ملكًا لإسبانيا عام 1975
