هولندا

قصة نجاح… عبيدة عبد الرحمان من طالب لجوء إلى طبيب بعد 5 سنوات من وصوله

“من المستحيل أن يتم قبولك في الطب إذا كنت قد وصلت للتو إلى هولندا، ولن تتقن اللغة أبدًا”، هذا ما قيل لعبيدة عبد الرحمان (25 عامًا) عند وصوله إلى هولندا من سوريا عام 2016. وبعد خمس سنوات، كسر عبيدة كل الأحكام المسبقة عندما شارك قصة نجاحه على موقع لينكد إن: “لقد تخرجت بدرجة البكالوريوس في الطب”.

وقد شارك عبيدة قصته على موقع لينكد إن لإظهار أنه بالمثابرة والعمل الجاد يمكنك تحقيق أحلامك على الرغم من الأحكام المسبقة. وسرعان ما صار منشوره فيروسيًا وذاع صيته بين الكثير، حيث قال: “لقد تلقيت الكثير من الردود الملهمة، وهنأني أشخاص لا يعرفونني على الإطلاق”. أحد التعليقات على وجه الخصوص قد لمسه، حيث كتب صاحبه: “القدرة على رؤية العقبات هي فن حقيقي”، وهذا بالضبط ما كان يقوم به عبيدة على مدار السنوات الخمس الماضية.

عندما كان يبلغ من العمر 20 عامًا، أُجبر عبيدة عبد الرحمان على ترك بلاده سوريا بسبب الحرب، واضطر إلى قطع دراسته في كلية الطب بعد عامين قضاهم بها. ومن أجل أن يكون مؤهلاً للدراسة الجامعية في هولندا، اضطر عبيدة أن يدرس سنة انتقالية، حيث كان عليه أن يثبت أنه يتمتع بمستوى VWO للمواد المطلوبة، كالكيمياء والفيزياء والرياضيات وكذلك الهولندية. وفي غضون ذلك، تابع أيضًا دورة لغة مكثفة في اللغة الهولندية.

وقد اعترف عبيدة أن تلك الأوقات كانت صعبة عليه، فقد كان لا يزال حزينًا على ما تركه وراءه في سوريا بينما كان عليه العمل بجد لاجتياز دوراته وتعلم اللغة الهولندية المعقدة للغاية.

وبالإضافة إلى التحديات التي واجهها في دراسته، لم يسلم عبيدة من الإحباطات التي تلقاها من جميع الناس في محيطه. حيث أخبره الأشخاص الذين عملوا في مركز طالبي اللجوء وأساتذته أن لغته يجب أن تكون مثالية إذا أراد التخصص في الطب، وأنه لن ينجح في ذلك أبدًا. غير أن عبيدة ترك كل ذلك وراءه وكان يعرف مدى عمق شغفه بمساعدة الناس كجراح، وبفضل مثابرته، حصل على دبلوم VWO في غضون عام، كما حصل على شهادة اللغة الهولندية واجتاز إمتحانات الاختيار الخاصة بكلية الطب.

وفي غضون ذلك، كان يعمل عبيدة في مؤسسته الخاصة Op Weg Naar Werk، والتي أراد من خلالها مساعدة القادمين الجدد إلى هولندا بتقديم التوجيه والدافع الذي لم يحصل عليه بدوره. وذلك من خلال تقديم دورات اللغة وتقديم الدعم الدراسي.

وأكد عبيدة أنه لا يواجه عائقًا لغويًا بينه وبين مرضاه على الإطلاق، حتى أنه تلقى الكثير من الثناء لأنه يفهم اللغة الهولندية ويتحدث بها بطلاقة وبدون لهجة. فإذا كان هناك شيء واحد يفهمه عبيدة، فهو فن الرؤية من خلال العقبات.

المصدر/ AD.nl

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى