عالم بريطاني: التصريحات الحكومية المضللة هي التي وراء تفشي فيروس كورونا
لندن – بريطانيا بالعربي: تعرض السلوك العام كثيرًا للانتقاد خلال وباء كوفيد- 19. ليس في المملكة المتحدة وحدها ولكن في معظم البلدان. بداية من إلقاء اللوم على الأشخاص بسبب الأرفف الفارغة في المتاجر، إلى المتنزهات المزدحمة، وصولًا إلى وسائل النقل العام الممتلئة بالركاب. لكن أحد علماء النفس السلوكي البارزين في بريطانيا يعتبر أن التعاون بين الأشخاص طغى على الأنانية خلال الوباء. مؤكدًا أن الكوارث “النفسية” تحجب الأسباب الحقيقية للنتائج السيئة وبدلًا من ذلك، تلوم الضحايا.
يقول البروفيسور جون دروري، عضو في المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية في المملكة المتحدة لحالات الطوارئ (سيج) إن الأدلة تُظهر أن الناس يميلون في الواقع إلى إظهار التضامن والتعاون في أوقات الكوارث بدلُا من الذعر الجماعي أو الأنانية.
Don't blame public for Covid-19 spread, says UK scientist https://t.co/qElp6UuIXT
— Guardian news (@guardiannews) June 16, 2020
ويضيف البروفيسور في جامعة ساسيكس “تظهر جميع الأدلة الحكومية أن هناك التزامًا واسعًا بإجراءات الصحة العامة خلال وباء كورونا”. وتوضح أن صور الأشخاص المتكدسين في قطارات مترو الأنفاق لا تعود لعوامل نفسية بل لأنهم مضطرون للذهاب إلى العمل.
وقال دروري إن الدراسات التي تشير إلى تراجع التزام الأشخاص بإجراءات الإغلاق في المملكة المتحدة لا سيما بين الشباب، هم على الأرجح لم يفعلوا ذلك بدافع الأنانية بل بسبب تراجع الثقة في الحكومة.
وأكد على أن السلوك العام قد تم تحريفه في الخطابات السياسية والتصريحات الصحفية في كثير من الأحيان.
نشر البروفيسور دروري هو وزملاؤه تعقيبًا في المجلة البريطانية لعلم النفس الاجتماعي قائلين إن الكوارث تحجب الأسباب الحقيقية للنتائج السيئة وتلوم الضحايا عليها.
وأضاف الفريق أن الحكومة نفسها أعلنت أنها تخوفت من أن يشعر الأشخاص بالتعب أو يسخرون من قوانين الإغلاق إذا تم اتخاذها في وقت مبكر. ومنذ ذلك الحين، وُجهت للحكومة انتقادات كثيرة بعد زيادة عدد الوفيات بسبب التباطؤ في فرض الحظر.
وأصر الفريق على أن الأسباب الأقوى وراء ارتفاع عدد وفيات المملكة المتحدة هو تنفيذ الإغلاق بعد فوات الأوان وعدم اتخاذ السياسيين القرارات المناسبة، بالإضافة إلى المشاكل الأخرى مثل الفقر وعدم المساواة والتي تُعرض بعض الفئات للخطر.
وكتب الفريق “على الرغم من الحملات الإعلامية لتشويه سمعة بعض الأشخاص ووصفهم بالأنانية وعدم الوعي، إلا أن الأدلة تُثبت أن أسباب عدم الالتزام كانت في معظمها عملية وليست نفسية”.
أشار الفريق إلى أن سكان المدن ليس لديهم أماكن لممارسة الرياضة سوى في الحدائق المزدحمة، وبعض الأشخاص اضطروا إلى الذهاب إلى العمل لأنه ليس لديهم مصدر بديل للدخل.
وقال البورفيسور دروري إنه قلق من الموجة الثانية المحتملة من فيروس كورونا لأنه حتى الآن يُفسر بعض الأشخاص التصريحات الحكومية على أنها تعني أنهم ليسوا بحاجة إلى الالتزام الصارم ببعض القوانين بعد الآن.
وقال إن السلوك العام هو الأساس لكن يسبقه دائمًا الإجراءات الحكومية والرسائل الحكومية وكيف يفسر الأشخاص ذلك.
المصدر/ الجارديان