“صوموا تصحوا”.. الامتناع عن الطعام يقوي المناعة !
ربطت دراسة أمريكية بين الصوم ومكافحة الجسم لأعراض مرض المناعة الذاتية. إذ تشير الدراسة إلى أن الصوم أو تقليل السعرات الحرارية ضمن برنامج معين يسمح بتجديد الخلايا ويمد الجسم بالعديد من الفوائد.
أثبتت دراسة أمريكية أن الصوم وتقليل السعرات الحرارية، التي يحصل عليها الجسم لفترات معينة من الوقت يمكن أن يساعد في محاربة أعراض أمراض المناعة الذاتية التي تتنوع ما بين الذئبة الحمراء، والتصلب العصبي المتعدد وغيرها من الأعراض.
ويصاب الإنسان بهذه الأمراض عادة عندما يبدأ نظامه المناعي في مهاجمة أعضاء الجسم نفسه. وذلك نتيجة فشل الجهاز المناعي لجسم الكائن الحي بالتعرف على الأعضاء والأجزاء الداخلية الخاصة به، بحيث لا يستطيع معرفة البصمة الوراثية الخاصة بخلايا الجسم فيتعامل معها كأنها غريبة عنه ويبدأ بمهاجمتها باستخدام خلايا المناعة والأجسام المناعية. ما يسبب أضراراً شديدة بالجسم قد تتركز في مكان واحد أو عضو واحد مثل التهاب الغدة الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية أو قد تهاجم مجموعة من الأعضاء، ما قد يتسبب بمرض الجسم.
وأجريت الدراسة بشكل مبدئي على الفئران قبل متابعة التجارب بشكل محدود على البشر، وتبين أن الامتناع عن الطعام لساعات، تناول وجبات متفرقة تحتوي على كميات محدودة من السعرات الحرارية يساعد أيضا في الحد من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد.
ويقول رئيس فريق البحث من جامعة ساوث كاليفورنيا الأمريكية فالتر لونجو: “عند تناول وجبات وفق نظام معين يشبه الصوم، يتم إفراز مادة الكورتيزون في الجسم التي تبدأ في قتل خلايا المناعة الذاتية، وهذه العملية يمكن أن تؤدي إلى تكون خلايا جديدة سليمة”. ويعتمد النظام الغذائي الذي توصل إليه لونجو وفريقه على الحد من استهلاك السعرات الحرارية بواقع النصف على مدار ثلاثة أيام من كل أسبوع.
وأثبتت النتائج الأولية لهذه التجربة سواء بالنسبة للفئران أو البشر أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يقلل بعض الأعراض الناجمة عن أمراض المناعة الذاتية. من جهته أفاد الموقع الإلكتروني “ساينس أليرت” المعني بالأبحاث العلمية أن الفريق البحثي أجرى العديد من التجارب على الصوم وتوصل إلى أن تناول وجبات متفرقة زمنيا لفترات متباعدة وذات سعرات حرارية محدودة لا يساعد فقط في تقليل الدهون، بل أيضا يقلل من ظهور أثار الشيخوخة والعديد من الأمراض لدى الإنسان.