طقس شهر مايو/ أيار الرطب والبارد لن يكون كافيًا لتعافي الطبيعة.
امتاز شهر مايو/ أيار الجاري بطقس رطب وبارد غير مسبوق منذ ثلاث سنوات، ولم يكن المخيمون والراغبون في التمتع بأشعة الشمس، والمستجمّون في الشرفات ومعدّو المأكولات سعداء بهذا الجو، فقد شهد عيد العنصرة طقسًا هو أكثر رطوبة طوال الشهر. كما تجاوزت كمية الأمطار المتساقطة خلال الأربعاء الماضي، 19 مايو/ أيار، المعدلات المعتادة في هذا الوقت من الشهر. ومن المتوقع أن يستمرهطول الأمطار حتى الخميس المقبل.
Mei is nat en koud; maar 'natuur kan nog wel paar nattere jaren gebruiken' https://t.co/Zxbx38y5Xm
— NOS (@NOS) May 24, 2021
أما بالنسبة للطبيعة، فيعد الطقس البارد والرطب فرصة للتعافي من السنوات الثلاث الماضية التي كانت شديدة الجفاف. فقد عاد مستوى المياه الجوفية أيضًا إلى طبيعته في معظم مناطق هولندا. لكن يحذر مديرو الطبيعة، من أن ربيعًا رطبًا واحدًا لن يكون كافياً، حيث ستستغرق الطبيعة بضع سنوات حتى تتعافى تمامًا.
دخول الخريف لن يكون مبكرًا هذا العام
مزال اللون السائد في الطبيعة في الوقت الحالي هو “الأخضر الطازج”.وهو أمر إيجابي، بعد أن دخلت العديد من الأشجار المتساقطة الخريف في وقت مبكر جدًا من الصيف الماضي. فقد فقدت أشجار الزان والبلوط أوراقهما في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب.
من جهتها صرحت الخبيرة بعلم الحراجة دورين روجرز: “إن من بين استراتيجيات البقاء الطبيعية التي تستعملها الأشجار هي الاحتفاظ بالمياه لأطول فترة ممكنة في حالات الجفاف الشديد. ولكن الآن أصبحت التربة مبللة في العديد من الأماكن. وهذا جيد بشكل خاص للأشجار الصغيرة. هذه الأشجار الصغيرة ليس لديها نظام جذري كبير بعد وسوف تموت إذا جفت الأرض تحتها”.
ويرى عالم الهيدرولوجيا روب فان دونغن أنه من المفارقات أن يكون الربيع الرطب خبرًا بالفعل، كما شدد على ان هذا التساقط الأخير لن يحل مشكلة الجفاف في الطبيعة دفعة واحدة. حيث أضاف: “في الطبيعة، كل شيء تدريجي، الضرر الناجم عن الجفاف لم يكن واضحًا حقًا إلا في عامي 2019 و 2020، بينما كان هناك بالفعل القليل من الأمطار في شتاء 2017”.
عملية تدهور لا رجوع فيها
لكن “الكارثة”، كما يسميها فان دونغن، تتمثل في طول مدة الجفاف، حيث كانت سياسة مجالس المياه ووزارة المياه والأشغال العامة ‘Rijkswaterstaat’ لسنوات، تهدف إلى إزالة المياه الزائدة قدر الإمكان. فلم يتم جمع قدر كافي من المياه للحفاظ على فترات الجفاف القادمة.
وأضاف فان دونغن: “كان هناك وعي جديد منذ بضع سنوات. حيث اتُخذت العديد من الإجراءات. تتمثل في الاحتفاظ بالمياه لفترة أطول عن طريق السدود، حتى تتمكن التربة من الاستفادة منها لفترة أطول. بالإضافة إلى استخدام المزارعين لكرات قابلة للنفخ لغلق أنابيب الصرف، بحيث لا يمكن لمياه الأمطار بعد الآن الانسلال ويمكن الاحتفاظ بها”.
المصدر/ NOS