صحةمقالات

دراسة جديدة حول الأعمال التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة…

توصل الباحثون إلى أن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يتسبب في آثار سلبية قوية للغاية، حتى على الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، إذا قضوا معظم وقتهم جالسين.

تظهر الدراسات أيضًا أن الجلوس لفترات طويلة يؤثر سلبًا على صحتنا العقلية والجسدية، وتشير إلى أن ممارسة التمارين الرياضية وحدها قد لا تكفي للحفاظ على صحتنا.

تشير الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة في العمل والمنزل عُرضة أكثر للإصابة بالخرف مقارنة بالأشخاص الذين يجلسون أقل. ويعتبر هذا الخبر مهم جداً.

وقال البروفيسور أندرو بودسون، الذي يعمل كأستاذ في علم الأعصاب بجامعة بوسطن ومؤلف كتاب “سبع خطوات لإدارة الأمور”، إن هناك دراسة حديثة شملت 49841 رجلاً وامرأةً بعمر 60 عامًا أو أكثر، وتؤكد فكرة أن القيام بالأنشطة الحركية يقلل من خطر الإصابة بالخرف.

خطورة الجلوس أكثر من اللازم

يعرف العلماء ومعظمنا جيدًا سلبيات الجلوس المفرط، حيث أظهرت الأبحاث سابقًا أن الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة جالسين في المكتب وأثناء التنقل وفي المنزل، أمام أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون، يتعرضون للإصابة بأمراض السمنة والقلب والسكري وأمراض أخرى. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يستيقظون باكرًا ويتحركون بانتظام الحرص على عدم الجلوس لفترات طويلة.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الجلوس يمكن أن يقلل من فوائد ممارسة الرياضة، حيث ينتهي الأمر بمحو بعض الفوائد الأيضية المتوقعة للأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية ثم يجلسون لبقية اليوم.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الجلوس يؤثر على صحة الدماغ. وقد ربطت بعض الدراسات بين الجلوس ومشاكل الذاكرة اللاحقة، مثل مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف. ولكن، تم اعتماد التذكر من قبل الأشخاص للفترة التي جلسوا فيها في هذه الدراسات، وهذا قد يكون غير دقيق تمامًا.

العمل من المنزل عن بعد

دراسة Biobank في المملكة المتحدة

في الواقع حاول العلماء في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجامعات أخرى في دراستهم الجديدة اتخاذ إجراءات موضوعية لتحسين هذا الموضوع. وقد وجدوا الحل في Biobank في المملكة المتحدة، وهو مستودع ضخم للبيانات عن حياة وصحة ووفيات مئات الآلاف من الرجال والنساء البريطانيين.

قام المشاركون في دراسة Biobank بارتداء جهاز متطور لتتبع حركاتهم وسكونهم طوال اليوم لمدة أسبوع بعد الانضمام إلى الدراسة. وقد استخدم العلماء سجلات حوالي 50,000 رجل وامرأة يبلغون من العمر 60 عامًا أو أكثر، والذين لم يعانوا من الخرف عند الانضمام إلى الدراسة.

باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تمكن العلماء من تحليل قراءات جهاز التتبع لتحديد كل دقيقة خلال النهار عندما كان الأشخاص في حالة حركة أو استرخاء، بما يشمل الجلوس والاستلقاء، ولكن ليس النوم.

10 ساعات من الجلوس خطر على الدماغ

تمت دراسة حالة الأشخاص على مدى سبع سنوات للبحث عن سجلات المستشفى أو الوفاة التي توضح تشخيص الخرف، وتم فحص عاداتهم في الجلوس وصحة دماغهم. وتبين وجود ارتباطات قوية بين الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً وزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 8 في المائة خلال السنوات السبع المقبلة، مقارنة بالجلوس لفترة أقل من 10 ساعات.

منذ ذلك الحين، تزايدت المخاطر وأصبحت أكثر خطورة، حيث زاد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 63% للأشخاص الذين يقضون 12 ساعة على الأقل في الجلوس. وأشار ديفيد رايشلين، أستاذ العلوم البيولوجية والأنثروبولوجيا في جامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن الجلوس طوال اليوم في المكتب وأمام التلفزيون وفي السيارة يزيد من هذه المخاطر بشكل كبير. فالسلوك المستقر لفترات طويلة يؤدي إلى تدهور المعرفة والذاكرة بشكل كبير.

العثور على عمل

التمرين لا يفيد كثيراً

من المدهش أن الباحثين لم يجدوا فوائد كبيرة للتمارين الرياضية، حيث تبين أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية ثم يجلسون لفترات طويلة على الكراسي، يتعرضون للإصابة بالخرف بنفس معدل الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة على الإطلاق. وبالتالي، فإن مجرد ممارسة التمارين الرياضية ليست كافية لتقليل خطر الإصابة بالخرف. هذا ما صرح به الباحث رايشلين قائلاً: “لا يمكنك مجرد ممارسة التمارين الرياضية لتجنب هذه المخاطر”.

ماذا عن الاستراحات القصيرة أو استراحات المشي؟

يمكن تطبيق نفس المفهوم على الجلوس لفترات طويلة والاستراحات القصيرة الأخرى. وبعد تعديل العوامل الأخرى، لاحظ الباحثون تحسنًا طفيفًا بين الأشخاص الذين قاموا بتقسيم وقت جلوسهم بفترات راحة، حيث قاموا بالوقوف والتجول، ولكنهم لا يزالون يجلسون لمدة 10 ساعات أو أكثر في اليوم، ولم تتغير مخاطرهم كثيرًا. والأمر المهم في النهاية هو عدد الساعات الإجمالية التي يجلسها الشخص على الكرسي في معظم الأيام.

كيف يمكنني تقليل المخاطر الخاصة بي؟

يقول الدكتور رايشلين إن الحل الأمثل لتقليل خطر الإصابة بالخرف يكمن في الحركة وتقليل الجلوس. وأوصى بالتحرك خلال العمل، مثل التجول في المكتب أثناء الحديث على الهاتف، وجدولة اجتماعات المشي، والحصول على الغداء بدلاً من التوصيل. كما ينصح بتتبع عدد الساعات التي تقضيها بالثبات، وعندما يصل العدد إلى 10 ساعات أو أكثر، يجب زيادة الحركة والتقليل من الجلوس. ويرجح أن هذا الإجراء يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف، على الرغم من أن الدراسة التي أجريت لم تثبت هذه العلاقة بشكل قاطع.

قال رايشلين إن هناك اقتراحات تفيد بأن الجلوس يؤثر على تدفق الدم في المخ، مما يؤدي إلى تقليل إمدادات الدماغ بالأوكسجين والوقود. وقد يؤثر تناول الطعام السيء أو الوجبات الخفيفة خلال فترات الجلوس الطويلة، خاصةً أمام التلفزيون، على صحة الدماغ على المدى الطويل. وأضاف رايشلين أن الأخبار المشجعة هي أنه يمكن التراجع عن هذه العادة بالجلوس أقل والتحرك أكثر. “هذه هي الرسالة التي يجب تكرارها بشكل مستمر”، قال رايشلين.

أيام العمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى