سيتم تكريم الممثل الكوميدي الجنوب أفريقي تريفور نواه بجائزة إيراسموس لعام 2023، حيث سيتسلم الجائزة من الملك ويليم ألكسندر في حفل يقام في القصر الملكي بساحة دام في أمستردام. كما ستحضر الأميرة بياتريكس، والتي هي والدة الملك، الحدث الذي سيقام في 28 نوفمبر. يذكر أن تريفور نواه هو مقدم تلفزيوني وكاتب وساخر بارع بجانب كونه ممثلاً كوميدياً. تُقدم الجائزة سنويًا منذ 65 عامًا، حيث يتم اختيار موضوع مختلف كل عام من قبل مؤسسة Praemium Erasmiandum.
نوح هو الممثل الكوميدي الثاني الذي يحصل على جائزة إيراسموس، بعد أن حصل تشارلي شابلن على الجائزة في عام 1965. تُمنح جائزة إيراسموس سنويًا لشخص أو مؤسسة تكريمًا لإنجازاتهم طوال حياتهم و”مساهمتهم الاستثنائية” في المجالات الفنية والعلوم الاجتماعية والإنسانية.
تتمحور جائزة هذا العام حول “في مديح الحماقة”، وهو عنوان مقال كتبه ديزيديريوس إيراسموس في عام 1509. وأفاد المكتب الإعلامي بأن المقال يتضمن “فكاهة ونقد اجتماعي وسخرية سياسية”. وبفضل موهبته في الكوميديا السياسية الحادة واللغوية والشاملة، تم اختيار السيد نوح كداعم لـ “الروح الإراسمية” من قبل هيئة المحلفين.
أثنت هيئة المحلفين على قدرة نوح على صياغة الانتقادات بشكل حاد، والتفكير في الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، وتعليقاته خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، وانتشار فيروس كورونا، وحركة الحياة السوداء، ومقتل جورج فلويد. في سيرته الذاتية بعنوان “ولدت جريمة”، يروي السيد نوح كيف تعرض في صغره للعنصرية والعنف، إذ كان ابنًا لأم من قبيلة خوسا سوداء وأب سويسري أبيض خلال فترة الفصل العنصري. وبدلاً من الرد بالغضب، يكشف السيد نوح سخافات هذه الصراعات بطريقة ساخرة، ويحاربها بقوة الضحك المحررة.
يعد الملك ويليم ألكسندر الراعي الحالي لمؤسسة Praemium Erasmianum، حيث قام بتسليم العديد من الجوائز لعدد من الشخصيات المهمة خلال العقد الماضي، مثل الفنان البريطاني جرايسون بيري والصحفية الأمريكية باربرا إيرينرايش وغيرهم. كما تمنح المؤسسة جوائز أخرى للعديد من المستفيدين المتميزين، مثل الكاتبة أنطونيا بيات ومجتمع ويكيبيديا والمدافع عن الديمقراطية يورغن هابرماس. وتتضمن جوائز المؤسسة شعار “إصلاح عالم ممزق”، وهو ما يعكس التزامها بتشجيع الأفراد على تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
تمنح جائزة إيراسموس مبلغاً نقدياً قدره 150 ألف يورو، وشريطاً مطوياً يحمل لوحة من التيتانيوم على الجانبين. عند إغلاقه، تبدو الزينة ككتاب، ولكن عند فتحها، تمتد إلى شريط يحمل نصاً بخط يد إيراسموس. تم تصميم الشريط في عام 1995 من قبل برونو نينابر فان إيبن.
النص الموجود فيه جاء من رسالة كتبها إيراسموس في عام 1523، وفيها يقول: “العباقرة لديهم هبات متنوعة وكثيرة، وهناك أنواع مختلفة من الأشخاص في مختلف الأعمار. لذا، دع كل شخص يظهر قدراته بكفاءته الخاصة ولا يحسد أحدًا آخر يحاول بجدية، ووفقًا لقدراته وأسلوبه، أن يقدم مساهمة مفيدة في تعليم الجميع.”
