نظريات جديدة: لماذا يموت الشباب الأصحاء وصغار السن بفيروس كورونا؟


بريطانيا بالعربي: كان الاعتقاد السائد في بدايات تفشي فيروس كورونا أن كبار السن أو من يعانون من مشكلات صحية مزمنة هم فقط من يتأثرون بالمرض، لكن شهدت الأيام الأخيرة عددًا من الوفيات بين الشباب والصغار من الأصحاء تمامًا.
تركت هذه الوفيات الأخيرة في أوساط الأصحاء من الفئات الأصغر عمرًا الخبراء يتساءلون عن سبب وفاة الشباب الأصحاء والأطفال إثر إصابتهم بفيروس كوفيد- 19.
#COVID19 is strangely—and tragically—selective. Researchers are now gearing up to scour patients’ genomes for DNA variations that could explain why some are more susceptible to the disease than others. https://t.co/GsQTBoobo6
— News from Science (@NewsfromScience) April 5, 2020
من بين هؤلاء الطفل إسماعيل محمد عبد الوهاب الذي توفي في بريكستون جنوب لندن عن عمر 13 عامًا، وأيضًا الشاب لوكا دي نيقولا -19 عامًا- الذي توفي في مستشفى نورث ميدلسكس في شمال لندن. ولم يكن لدى أيّ منهم أي أمراض سابقة.
وفي يوم الخميس الماضي، أصبح طفل يبلغ من العمر 6 أسابيع من ولاية كونيتيكت أصغر ضحايا الفيروس في العالم، على أنه ليس من الواضح ما إذا كان الرضيع يعاني من أي أمراض سابقة.
على ما يبدو، فإن المناعة القوية هي السبب، إذ يبحث خبراء في جهاز المناعة كيفية استجابة جهاز المناعة البشري للفيروسات والبكتيريا.
ويرجح الباحثون أن جهاز المناعة القوي وشديد المقاومة يمكن أن يؤدي إلى التهابات قوية تتسبب في تضخم الرئتين.
يقول الدكتور سانجاي جوبتا جراح الأعصاب “يمكن أن يؤدي نظام المناعة شديد المقاومة لدى الشباب الأصحاء إلى التهابات شديدة قد تغلق مجرى التنفس”.
“في هذه الحالات، لا يكون جهاز المناعة الضعيف هو المشكلة، بل نظام المناعة القوي الذي يعمل بكفاءة شديدة هو المشكلة الحقيقية”.
واقترح الطبيب أيضًا أن هناك احتمال أن بعض الشباب يعتقدون أنهم لن يصابوا بالفيروس أو حتى في حال الإصابة لن تظهر عليهم سوى أعراض خفيفة.
وقد يتسبب هذا في اتخاذ احتياطات أقل لحمايتهم من الإصابة وهو ما يؤدي إلى تعرضهم “لأحمال فيروسية كبيرة من البيئة المحيطة”؛ كلما زاد الحِمل الفيروسي (كمية الفيروس في الدم) زاد عدد الفيروسات التي تنتشر في الجسم. وبصفة عامة يرتبط الحِمل الفيروسي المرتفع بشدة العدوى الفيروسية.
ويبحث علماء آخرون في الحمض النووي والطفرات الجينية. يقول فيليب مورفي عالم المناعة في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لمجلة ساينس إن الاختلافات في جين ACE2 الذي يُغير المستقبِل يمكن أن يجعل دخول الفيروس إلى الخلايا أسهل أو أصعب.
رصد مختبره طفرة شائعة نسبيًا في بروتين آخر على سطح الخلية البشرية يجعل بعض الأشخاص شديدي المقاومة لفيروس نقص المناعة.
ويبحث علماء من معهد الطب الجزيئي بجامعة هلسنكي فنلندا FIMM في الفكرة أكثر، وذلك بمقارنة الحمض النووي للأشخاص الذين ساءت حالتهم بعد إصابتهم بفيروس كورونا ولكن دون وجود أمراض مزمنة مثل السكر أو القلب أو مشكلات في التنفس، مع الذين يعانون من أعراض خفيفة أو معدومة.
وقالت أندريا جانا عالمة الوراثة في FIMM “رأينا اختلافات سريرية كبيرة تختلف من دولة لأخرى، ولا تزال الإجابة مفتوحة حول ما إذا كانت الحساسية الجينية أو “الاستعداد الورائي” هي السبب”.