تعرف على هنري الثامن… ملك بريطانيا الدموي
أصدر الملك الشهير هنري الثامن مذكرة الموت في القرن السادس عشر، وأمر بتقطيع وتعليق أجزاء رئيس دير نورتون آبي في شمال إنكلترا، ليتراجع بعدها عن قراره. والرسالة رقم 1536 التي كانت موجودة في الأرشيف الوطني في المملكة المتحدة، سيتم عرضها في متحف نورتون برايوري في رنكورن، شمال إنكلترا ابتداء من 5 مايو/ أيار.
من المرجّح أنّ الملك هنري الثامن أملى الرسالة إلى السكرتير، بيد أنّه غيّر رأيه حول مصير رئيس الدير، وفق تقرير يعرف باسم “SWNS” الذي يشير إلى أنّ كلمتي ” تقطيعه وجرّه” تم شطبهما.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول هذه المسودة، تحدّث “العربي الجديد”، إلى أليسون كيرك، مديرة المجتمع والتعليم في متحف نورتون برايوري، التي قالت إنّ المسودة كانت ضمن مجموعة منذ وقت طويل في الأرشيف الوطني، لكنّهم يعرضونها الآن في المتحف لأنّهم أعادوا تجديده ويودون جمع الوثائق التاريخية وكل ما يتعلّق به. لذلك توجّهوا إلى أماكن عدّة لديها هذه المعلومات وتحف ترتبط بتاريخ المنطقة.
توضح كيرك، أنّها المرّة الأولى التي تعرض فيها المسودة في المتحف، والأمر الفريد فيها هو أنّها تبرز كيفية تعديلها بعد أن هدأت نبرة الملك هنري الثامن، ويمكن أن ندرك فيها كيفية تفكير الملك حين يغمره الغضب وقبل أن تتاح له الفرصة كي يهدأ ويتحدث إلى مستشاريه. ففي البداية طالب بإعدام رئيس الدير عبر تقطيعه وسحبه، لكنّه عدل عن ذلك وقرّر إعدامه شنقاً ثم حكم بإيقافه عن ممارسة عمله.
وتوضح كيرك أنّ المسودة لم تصدر كوثيقة رسمية. وأن فترة حكم هنري الثامن كانت مرحلة تغيير أسلوب حياة الشعب بعد قرار إغلاق الأديرة.
تجدر الإشارة إلى انّ عهد هنري الثامن، طغى عليه التوتر الديني، بعد أن قطع الملك علاقات إنكلترا وويلز وإيرلندا بالكنيسة الكاثوليكية في روما. واعترف به قانون البلاد في عام 1534 باعتباره الرئيس الأعلى لكنيسة إنكلترا.
وبعد عامين أشرف الملك على حلّ الأديرة في محاولة منه لتدمير نظام الرهبان الكاثوليك في البلاد. أمّا رسالة هنري الثامن فكتبت رداً على أخبار تقول إنّ رجال الدين والسكان المحليين قد أوقفوا رجاله عن إغلاق نورتون آبي. وفي هذا الشأن يقول هنري كننغهام رئيس قسم العصور الوسطى في الأرشيف الوطني: “لقد رأى هنري الثامن ذلك نوعاً من الهجوم على سيادته، ويمكننا أن نسمع غضب الملك في الطريقة التي فيها يتعين على الكاتب تعديل الوثيقة لتشمل مطالب هنري”.
إنّ حقيقة أنّ الملك قد غيّر رأيه عندما قرّر مصير رئيس الدير تعود إلى التخوّف من إثارة الاضطرابات السياسية والدينية، يقول فرانك هارغريف، مدير متحف وحديقة نورتون بريوري. لقد كان شمال انكلترا أكثر محافظة وتأييداً لتقاليد الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت عن بقية أنحاء البلاد، لذا فإنّ التمرّد المفتوح كان تهديداً حقيقياً. لذلك من المرجّح أن يكون شخصاً ما أكثر انسجاماً مع الوضع المحلي أقنع الملك أنّ تنفيذ هذا النوع من العقوبة القاسية بحق رئيس الدير، سوف يؤدي إلى تفاقم المشاكل في الشمال الغربي.
يعتقد المؤرخون أنّ رئيس الدير المستهدف من قبل الملك، كان على الأرجح رجلاً يدعى روبرت جننز. ويشير تحقيق أجري عام 1522 إلى أنّه كان فاسداً داخل المجتمع المحلي، على الرّغم من أنّ هناك نوعا من القصص التي غالباً ما كانت مفبركة حوله من قبل مفوضي هنري الذين تمّ تشجيعهم على تشويه سمعته بشكل كبير.
تعتبر هذه المسودة واحدة من الرسائل العديدة التي نجت من التلف وتمّ تداولها بين هنري وتوماس كرومويل كبير مستشاريه خلال فترة حل الأديرة.
إلى ذلك، ستعرض مسودة الملك في المتحف حتى نهاية شهر أغسطس/آب. وستكون مصحوبة بذهبية رائعة من القرن السادس عشر من متحف فيكتوريا وألبرت، بغية إبراز ثراء الأديرة خلال تلك الفترة.
وفي العام الماضي كشف علماء الآثار في لندن عن بقايا قصر غرينتش المفقود، مسقط رأس هنري الثامن وإليزابيث الأولى.
العربي الجديد