بريطانيا بالعربيهولندا

في إطار حماية اللغة الهولندية.. هولندا تسعى إلى فرض قيود على الدورات الجامعية باللغة الإنجليزية

بعد أن صوتت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، بدأت الجامعات الهولندية في تقديم مزيد من الدورات باللغة الإنجليزية للأجانب المتوافدين.

ومع تواجد 122,287 طالب دولي في مؤسسات التعليم العالي بهولندا – 15٪ من إجمالي طلاب البلاد – تقترح الحكومة فرض حد أقصى على عدد الطلاب من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية في بعض المواد، وإجبار الجامعات على تقديم ما لا يقل عن ثلثي محتوى درجات البكالوريوس المعيارية باللغة الهولندية، ما لم تقدم الجامعة استثناءً.

قد يتطلب أيضًا من الطلاب الدوليين تعلم اللغة الهولندية الأساسية، في محاولة لزيادة فرص بقائهم في هولندا وحقن المهارات اللازمة في سوق العمل.

وقال وزير التعليم، روبرت دايكغراف: “مبدئي هي أن لغة التعليم هي الهولندية. يمكن أن يكون هناك مجال في المناهج الدراسية للغة أخرى، لكن اقتراحي هو أن لا تكون في أكثر من ثلثيها. هذا يعني أن معظم تعليمنا العالي سيكون باللغة الهولندية، ولكن إذا رغبت الجامعات في تقديم بعض المواد المتخصصة باللغة الإنجليزية، فيُسمح لهم بذلك”.

يضيف الوزير: “الاستثناءات ممكنة، ولكنها تحتاج إلى إذن خاص… على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في جذب أفضل عازفي الكمان في العالم، فقد يساعد التعليم باللغة الإنجليزية تقديم هكذا دروس”.

ويُعد هذا تغييرًا واضحًا في نبرة واحدة من أكثر الأماكن المرتبطة بالعالم دوليًا، واتي يتمتع طلابها بمهارات إجادة اللغة الإنجليزية ومهارات رقمية مذهلة.

في العام الماضي، كتبت بعض الجامعات الهولندية إلى الطلاب الدوليين، وحذرتهم من عدم القدوم ما لم يكونوا قد ضمنوا سكنًا بالفعل.

كما طلب دايكغراف من المؤسسات أن تتوقف عن إدماج الطلاب من الخارج. وفي الوقت نفسه، اقترحت رئيسة بلدية أمستردام – فيمكي هالسيما – على الطلاب المقيمين الدوليين أن يبذلوا جهودًا أكبر لتعلم اللغة الهولندية.

وقال دايكغراف: “ينص القانون الحالي على ‘أولوية الهولندية’، وهناك ثغرة كبيرة في شبكة التعليم والجميع يسبحون من خلالها. لذا يجب علينا صياغة الاستثناءات بدقة. قد يبدو وكأنك تسمح بمزيد من الاستثناءات، ولكن أعتقد أن الأمر عكس ذلك”.

سيتم نشر مشروع القانون الخاص بوزير التعليم قريبًا، تليها استشارات صيفية، وسيدخل حيز التنفيذ في سبتمبر/ أيلول 2024. ولكنها استقبلت ردود فعل متباينة بالفعل قبل حدوث ذلك.

وأشار ديفيد شيندلر – أستاذ مشارك في كلية الاقتصاد بجامعة تيلبورخ – إلى الأبحاث التي تشير إلى أن الطلاب الدوليين يعودون بالمزيد من الدخل للبلاد من الأموال مقارنة بما يكلفونه.

وقال شيندلر: “التكاليف الجامعية تصل إلى 17,000 يورو في المتوسط بالنسبة للطالب الأوروبي وبين 69,000 و 94,000 يورو بالنسبة للطلاب غير الأوروبيين، لأن ربعهم يبقون هنا بعد انتهاء دراستهم. اعتبر الاقتراحات الجديدة جنونية حقًا”.

يضيف شيندلر: “يجب أن تعلم الجامعات ما هو الشيء الأكثر إفادة لطلابها، ولكن تسقيف هذا من أعلى هرم السلطة دون تخطيط سيقتل جزءًا كبيرًا من الأكاديميات الهولندية. ما يقلقني الأكثر هو انخفاض جودة البحث التي أتوقعها، في حين أن البحث والابتكار هما أحد أكبر الدوافع للنمو الاقتصادي”.

وأعربت يانيت فان دير لان – عضو مجلس النواب عن حزب D66 الليبرالي – عن قلقها بشأن المشروع قائلةً: “تحاول الأحزاب المحافظة أن تجبر جميع الطلاب الدوليين على اتباع جزء من المنهج الدراسي باللغة الهولندية. ستكون هذه العقبة العالية سببًا للتفكير مرتين قبل تسجيل المواهب الدولية الطموحة في بلدنا، لذا سنفوت على المواهب التي نرغب فيها”.

اقرأ أيضًا: الصحة العقلية للشباب في نورد- برابانت آخذة في التدهور

الجامعات الهولندية

المصدر/ الغارديان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى